معركة مارع: دخول طائرات التحالف والقوات المدربة يوقف "داعش"

03 سبتمبر 2015
أنباء عن قصف "داعش" لمارع بغازات سامة (مأمون أبوعمر/الأناضول)
+ الخط -

شهدت جبهات القتال في محيط مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، والتي تحتفظ المعارضة السورية بالسيطرة عليها، تطوراً مهماً مع دخول قوات "الفرقة 30" التابعة للمعارضة بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، على خط العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وترافق هذا الدخول مع غارات مكثّفة شنّها طيران التحالف الدولي على نقاط تمركز التنظيم في محيط مارع، الأمر الذي كبّد "داعش" خسائر كبيرة في العناصر والعتاد وأوقف هجمات التنظيم البرية، ولكنه لم يردعه عن مواصلة قصف مارع بمختلف أنواع الصواريخ والقذائف، والتي كان بعضها محملاً بغازات سامّة.

وأعلنت "الفرقة 30" في بيان حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، انضمامها للعمليات العسكرية ضد "داعش" في ريف حلب الشمالي بالتنسيق مع فصائل المعارضة التي تنتشر على جبهات القتال هناك.

وعلمت "العربي الجديد" من مصدر مقرّب من قيادة "الفرقة 30"، أن نحو ثلاثين عنصراً من الفرقة دخلوا إلى مدينة مارع التي يحاصرها "داعش" من ثلاث جهات، وذلك بعد تقديم المعارضة ضمانات بعدم اعتداء "جبهة النصرة"، والتي ما زالت تحتفظ ببعض النقاط إلى الغرب من مارع بعيداً عن جبهات القتال مع "داعش"، على عناصر الفرقة بأي شكل.

وكانت "جبهة النصرة" قد هاجمت مقرات "الفرقة 30" بالقرب من مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي مطلع الشهر الماضي، بعد يوم واحد من خطفها قائد الفرقة العقيد نديم الحسن وستة آخرين من عناصر الفرقة أثناء توجههم إلى جبهات القتال ضد "داعش". ولم تنجح "النصرة" وقتها في السيطرة على مقرات "الفرقة 30" التي لا يتجاوز عدد مقاتليها الذين دخلوا جبهات القتال بعد خضوعهم لبرنامج التدريب الأميركي، الستين مقاتلاً فقط.

وتلا دخول "الفرقة 30" إلى مارع إطلاق طيران التحالف الدولي حملة مكثّفة من الغارات الجوية على نقاط تمركز "داعش" في محيط مارع، إذ أفاد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن طيران التحالف شن أكثر من 16 غارة جوية عنيفة على نقاط تمركز التنظيم في صوامع الحبوب إلى الشمال الشرقي من مارع ومنطقة البراد على بعد كيلومتر واحد شمال مارع، وعلى نقاط تمركز "داعش" في بلدات إسنبل وصوران وتلالين وتل مالد وحربل ودابق والحصية في محيط مارع.

وأدت إحدى الغارات التي استهدفت نقطة يتمركز فيها عناصر "داعش" إلى الشرق من قرية تل مالد، إلى تدمير عدة قطع مدفعية كان التنظيم يستخدمها في قصف مدينة مارع بحسب المصدر. كذلك أدت غارة استهدفت صوامع الحبوب شرق مارع، إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر "داعش" بحسب شهود عيان، تحدثوا لـ"العربي الجديد" عن استمرار سيارات التنظيم العسكرية وسيارات الإسعاف بنقل عشرات المصابين والقتلى من المنطقة بعد غارة التحالف على صوامع الحبوب لمدة تجاوزت الساعتين. كذلك تسببت بقية الغارات بخسائر بشرية ومادية للتنظيم.

هذه الغارات أدت إلى إيقاف هجمات "داعش" البرية على جبهات القتال في محيط مدينة مارع، كذلك غابت السيارات المفخخة في اليومين الأخيرين عن مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، إلا أن هجمات "داعش" المتمثلة بالقصف بالقذائف والصواريخ لم تتوقف.

اقرأ أيضاً: سورية: المعارضة تتصدى لتمدد "داعش" في ريف حلب

وأوضح عبد الرحمن عمورة، وهو أحد عناصر فرق الدفاع المدني في مارع، أن "داعش" شن يومي الثلاثاء والأربعاء قصفاً عشوائياً بقذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع على مدينة مارع ومحيطها، حيث شن التنظيم ظهر الثلاثاء قصفاً على أحياء مارع التي خلت من معظم سكانها، وأدى سقوط القذائف التي أطلقها التنظيم إلى انتشار رائحة كريهة تسببت بحالات اختناق بين السكان المتبقين في المدينة، ما دفع عناصر الدفاع المدني إلى إخلاء المنطقة المستهدفة بالكامل من السكان بعد نقل المصابين بحالات اختناق إلى مستشفى الحرية الميداني في مدينة مارع. وأضاف: "قامت فرق الإسعاف هناك بنزع ثيابهم وغسل أجسادهم وإعطائهم المضادات اللازمة، كذلك قامت فرق الدفاع المدني المجهزة بألبسة مضادة للمواد السامة وانبعاثات الغازات الكيماوية بنقل بقايا القذائف من المدينة إلى أماكن خالية من السكان ليصار إلى فحصها وتحليل العينات المأخوذة منها".

وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن "داعش" سيكون في الأيام المقبلة عاجزاً عن تسجيل المزيد من التقدم في محيط مدينة مارع، خصوصاً مع اشتداد وتيرة الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد مواقعه العسكرية في المنطقة بعد انضمام "الفرقة 30" إلى القوات التي تقاتل التنظيم في مارع ومحيطها. كما أن قرب دخول الدفعة الثانية من القوات المدربة إلى سورية، والتي يبلغ قوامها بحسب مصادر "الفرقة 30" نحو 300 مقاتل، سيزيد من الضغط على "داعش" وربما يشكّل أرضية لشن قوات المعارضة هجوماً معاكساً على التنظيم، بحيث يبدأ حينها تنفيذ المشروع الذي طرحته تركيا، والذي يتضمن إنشاء منطقة خالية من "داعش" في مناطق سيطرة التنظيم الحالية في ريف حلب الشرقي والمقابلة للحدود التركية، والتي تمتد من مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي حتى مدينة مارع في ريف حلب الشمالي.

اقرأ أيضاً: أنباء عن قصف "داعش" لمدينة مارع بغازات سامة

المساهمون