- ينفي حوراني التهم الموجهة إليه، مشيرًا إلى استخدام التهديد والإهانة لإجباره على الاعتراف بجرائم لم يرتكبها، ويعبر عن معاناته النفسية بسبب الانفصال عن عائلته.
- المحامي ماهر تلحمي يدافع عن براءة حوراني، مستشهدًا بأدلة مصورة وتسجيلات صوتية تنفي التهم الموجهة إليه، وينتقد التحقيقات الموجهة لإجبار حوراني على الاعتراف بأفعال لم يقم بها.
أدلى أسي حوراني (53 عاما) المعتقل في الحبس المنزلي منذ 11 شهراً على خلفية "هبة الكرامة"، اليوم الاثنين، بشهادته أمام محكمة حيفا، لافتاً إلى تعرضه للتعذيب والإذلال على يد أجهزة الأمن الإسرائيلية خلال التحقيق، بهدف إرغامه على الاعتراف بتهم لم يقم بها.
وكان حوراني قد اعتقل في السجن الفعلي مدة 6 أشهر، قبل تحويله إلى الحبس المنزلي وإبعاده عن منزله في عكا إلى قرية المكر الجديدة.
وتتهم النيابة العامة الإسرائيلية حوراني بالمشاركة في عملية اعتداء على إسرائيلي في حي فولفسون، وإشعال حرائق وتحطيم سيارات ورشق حجارة ومحاولة تحطيم كاميرات. وهو الملف المعروف باسم "اللينش"، الذي اتهم فيه عدة شباب في عكا بمحاولة الاعتداء وقتل إسرائيلي خلال أحداث "هبة الكرامة".
وتعتبر جلسة اليوم في ملف حوراني جوهرية ومفصلية، بعد أن حاول جهاز الأمن الإسرائيلي إرغامه على الاعتراف بتهم باطلة.
تعتبر جلسة اليوم في ملف حوراني جوهرية ومفصلية
وتحدث أسي حوراني في شهادته في المحكمة عن التعذيب الذي تعرّض له خلال فترة التحقيق من قبل أجهزة الأمن العام الإسرائيلية، وقبل أن يدلي بشهادته، حلف على القرآن أمام القاضي بأنه لم يشارك في أحداث "هبة الكرامة".
وقال خلال شهادته: "اعتقلوني في 23 ديسمبر/كانون الأول 2022، أي بعد عام من هبة الكرامة، وقاموا بربط شريط على عيني عند اعتقالي في سجن كيشون في طابق تحت الأرض مدة عشر دقائق، وبعدها جرى نقلي إلى التحقيق مع الشاباك (أجهزة الأمن العامة)".
وأضاف حوراني: "في التحقيق، شتموني وقالو عني إرهابي، وأحد المحققين هددني بأنه سوف يطخني في رأسي. هددوني بأمور كثيرة ونكلوا بي وذلوني، قلت لهم في التحقيق أشياء لم يريدوا أن يسمعوها".
ولفت المعتقل الفلسطيني إلى أن عناصر الأمن حاولوا أخذ إفادة واعتراف منه بالقوة، ملوحين باعتقاله مدة عشر سنوات في حال رفضه، متابعاً في هذا السياق: "بصقوا علي ونكلوا بي وقاموا بربط يدي ورجلي، هددوني بأنهم سيأخذون والدتي وأولادي للتحقيق، عندي ابنتان وخمسة أبناء. اليوم أنا في حبس منزلي في قرية المكر، أبعدوني عن عكا بعيداً عن أولادي وعائلتي".
ومضى قائلاً في شهادته: "اليوم أدلي بشهادتي ضد تعذيب الشاباك، تأذيت منهم كثيرا من التنكيل والشتم وأخذوا أولادي جميعاً للتحقيق لأيام عدة وهددوني بهم".
من جهته، أوضح المحامي ماهر تلحمي، الموكل بالدفاع عن حوراني، أن موكله أدلى بشهادته اليوم لاتهامه بوقائع جرت في عكا في 2021، مشيرا إلى "أننا وجدنا عدة تسجيلات مصورة وتسجيلات صوتية تثبت أن حوراني لم يكن في الموقع الذي يتهمونه به".
وعبّر تلحمي عن أمله في أن تتجاوب المحكمة مع الأدلة، وأن يصار إلى تبرئة حوراني، متابعاً في هذا السياق: "لقد لفقوا ضد موكلي تهماً، حيث ادعوا بأنه كان موجوداً في موقع لم يكن فيه، وأيضا بأنه قام بأعمال لم يقم بها، وإن شاء لله سنثبت ذلك".
وختم قائلاً: "موكلي أدلى بشهادته عن التعذيب والتنكيل الذي مرّ به، وأن المحققين لم يكن عندهم أي نية للتحقيق معه بهدف كشف الحقيقة، وكل أسلوب التحقيق كان بهدف إرغامه على الاعتراف بفعل لم يفعله".
يشار إلى أن مئات الشبّان من فلسطينيي الداخل اعتُقلوا على خلفية "هبّة الكرامة" في مايو/أيار 2021، عندما خرجوا في تظاهرات تضامناً مع القدس والمسجد الأقصى وقطاع غزة، ورفضاً لعمليات التطهير العرقي في حيّ الشيخ جرّاح، وتنديداً باعتداءات المستوطنين على المواطنين العرب بحماية الشرطة الإسرائيلية.