مطالبات للحكومة الفلسطينية بدور أكبر لإنهاء حصار نابلس

24 أكتوبر 2022
الاحتلال الإسرائيلي يفرض حصاراً خانقاً على محافظة نابلس (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -

على وقع الانتقادات لغياب دور السلطة الفلسطينية، في ظل حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي محافظة نابلس، شمال الضفة الغربية، بما يشمل المدينة وبعض القرى والبلدات التابعة لها، منذ أسبوعين، أوفدت الحكومة الفلسطينية وفداً وزارياً، اليوم الاثنين، إلى نابلس للاطلاع على احتياجات المحافظة في ظل ما تعانيه من حصار.

وقال رجل الأعمال والريادي الفلسطيني طايل الحواري، لـ"العربي الجديد": "لنا عتب على الحكومة بأنهم لم يأتوا إلى نابلس إلا بعد مناشدات أطلقتها فعاليات ومؤسسات نابلس، وكان الأجدر برئيس الوزراء محمد اشتية أن يأتي شخصياً على رأس الحكومة، وليس فقط إرسال خمسة وزراء، نحن بحاجة لقيادة أن تكون بيننا".

وتابع الحواري: "نتمنى من الحكومة أن تفتح مكاتبها في نابلس لينتظموا بدوامهم في نابلس، وأن يزورهم وفد السفراء والقناصل المقرر الأربعاء المقبل، في تلك المكاتب".

وشدد الحواري على أن "للناس الحق بالتنقل بحرية في أنحاء محافظة نابلس كافة، البالغ عدد سكانها 420 ألف نسمة، والتي يواصل الاحتلال حصارها منذ أسبوعين".

وعقد الوزراء الخمسة الذين أُوفدوا إلى نابلس، وهم خالد العسيلي، وعاصم سالم، ومي الكيلة، ومحمد زيارة، ونصري أبو جيش، اجتماعات عدة مع مؤسسات المحافظة وفعالياتها الوطنية، للاطلاع على احتياجات المواطنين في ظل الظروف الحالية، على أن يرفعوا تقريرهم إلى مجلس الوزراء من أجل توفير متطلبات تعزيز صمود أهالي المحافظة وتلبية احتياجاتهم، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، علماً بأنها الزيارة الرسمية الأولى للحكومة منذ بدء حصار نابلس.

ووفق "وفا"، فقد استمع الوفد إلى مطالب المؤسسات والهيئات، بما فيها فصائل العمل الوطني من تمهيد الطرق الفعلية، وفتح المراكز الصحية في البلدات والقرى المختلفة، ودعم صمود المواطن، وغيرها من الأمور.

لكن رجل الأعمال الحواري، أكد لـ"العربي الجديد"، أن "تلك القضايا الأصل والواجب أن تنفذها الحكومة منذ فترة دون مناشدات"، مشدداً على أن دعم "صمود المواطن يكون بنقل الحكومة معاناة أهل نابلس إلى العالم، وقيادة حملة دولية لرفع الحصار عنها، وأن يوجد وفد وزاري يومياً في نابلس، مع وضع خطة واستراتيجية لرفع الحصار وفق آليات محددة".

وخلال زيارة الوفد الحكومي إلى نابلس، قال وزير النقل والمواصلات عاصم سالم، في تصريحات للصحافيين، قبيل الاجتماع، "إن الاحتلال لا يفرّق بين الفلسطينيين، جئنا لنابلس لنتداول ونناقش كسر الحصار بصمود أهل نابلس والحكومة".

وأشار سالم إلى أن الأولوية للاطلاع على احتياجات محافظة نابلس، وحمل مطالبها لاجتماع الحكومة المقبل، وربما ستكون هنالك اجتماعات قادمة موسّعة في نابلس، في سبيل رفع الحصار عن المحافظة.

ولفت سالم إلى أن وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية ستنظم زيارة لنابلس، لوفد من السفراء والقناصل وممثلي الدول المعتمدين لدى فلسطين، يوم الأربعاء المقبل، للاطلاع على وضع المدينة المحاصرة، والتعبير عن التضامن.

بدورها، قالت وزيرة الصحة مي الكيلة في تصريحات لها: "رسالتنا كحكومة أننا مع نابلس، أننا معها، ولن يفصلنا أي حصار أو أي شيء، وجئنا لمعرفة مطالبها واحتياجاتها خلال الحصار".

من جهته، قال المتحدث باسم غرفة تجارة وصناعة نابلس ياسين دويكات "إن مجيء الوفد الوزاري لنابلس مهم للاطلاع على احتياجات مؤسساتها، ونحن معنيون بدراسة الجانب الضريبي لإعفاء المحافظة منه، ونأمل أن يجري تقديم تسهيلات للتجار والصناع والمستوردين، ونحن متأكدون أن الحكومة ستلبي تلك المطالب".

في سياق آخر، قال الحواري: "إنه كان من المقرر أن تعقد خلال الفترة المقبلة، بطولة عالمية للتايكواندو في نابلس، بمشاركة 34 دولة تضم 650 لاعباً، لكن قراراً من الاتحاد العالمي للتايكواندو صدر بنقل المباراة من نابلس إلى رام الله، ونحن نرفض ذلك النقل، وكان الأجدر أن يطّلع المشاركون على معاناة أهالي نابلس وينقلوها لدولهم"، داعياً المشاركين إلى زيارة نابلس حتى وإن نُقلت البطولة، للاطلاع على معاناة الأهالي ونقلها إلى دولهم.

ويفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصاراً خانقاً على محافظة نابلس منذ 14 يوماً، بذريعة تصاعد أعمال المقاومة فيها، واحتضان أبطالها مجموعة "عرين الأسود".

المساهمون