مصر تلجأ إلى الصين لإيجاد تسوية حول سد النهضة

17 يناير 2023
غانغ وشكري في القاهرة، 15 يناير الحالي (فاضل داود/Getty)
+ الخط -

شهدت اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الصيني تشين غانغ مع المسؤولين المصريين في القاهرة، أول من أمس الأحد، في إطار محاولات بكين توسعة نفوذها في القارة الأفريقية، مباحثات حول أزمة سد النهضة الإثيوبي. وجدد المسؤولون المصريون مطالبتهم الدبلوماسي الصيني بضرورة تدخل بلاده للضغط على رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لدفعه إلى الدخول في جولة مفاوضات جديدة حول السد.

وأجرى الوزير الصيني زيارة إلى القاهرة ضمن جولة أفريقية بدأها في 9 يناير/كانون الثاني الحالي. ولفت تشين، في مؤتمر صحافي جمعه مع نظيره المصري سامح شكري، إلى أنه بحث "مع مصر قضايا المنطقة، مع التشديد على احترام عدم التدخل في شؤون الدول".

ومن جهته، لفت شكري إلى أن "المباحثات تطرقت إلى القضية الفلسطينية وتطوراتها مع الدور الصيني الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني". كما أكد أنه "جرى التطرق مع الوزير الصيني إلى ملف سد النهضة، وضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، ورفض الإجراءات الأحادية، والتطلع لدور صيني داعم في هذا الإطار".

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، الوزير الصيني. ولفت بيان صيني إلى أن السيسي "شدد خلال اللقاء على أن مصر ستواصل التمسك الصارم بمبدأ صين واحدة". كما أوضح أن القاهرة "ستعارض بحزم أي تدخل في الشؤون الداخلية للصين من قبل القوى الخارجية"، وهو ما لم يأت على ذكره بيان الرئاسة المصرية حول اللقاء.

مصر تعول على التنافس الأميركي الصيني

وقال دبلوماسي عربي يشغل منصباً بجامعة الدول العربية إن القاهرة "ربما تعول على حالة التنافس الأميركي الصيني في الوقت الراهن، حول النفوذ في القارة الأفريقية، ومنطقة القرن الأفريقي بشكل خاص، لا سيما في ظل توجهات بكين لشغل المساحات التي تنسحب منها الإدارة الأميركية في الوقت الحالي".

من جهته، رأى دبلوماسي غربي في القاهرة مطلع على تفاصيل أزمة سد النهضة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "اللعب المصري على ورقة التنافس الصيني الأميركي لتحقيق مكاسب على صعيد أزمة السد محفوف بالمخاطر، كون الصين ترتبط بمصالح أكبر مع إثيوبيا". وشدد على أن أديس أبابا كانت بوابة بكين "للتوغل في منطقة القرن الأفريقي، وإقامة قاعدة عسكرية في جيبوتي".

ولفت إلى أن بكين "تدرك جيداً وضع الاقتصاد المصري، ما يجعلها تفكر في إمكانية إرضاء القاهرة بحزم مساعدات بعيداً عن خسارة أديس أبابا".

دبلوماسي غربي: إثيوبيا كانت بوابة بكين للتوغل في أفريقيا

كما رأى أن "المصالح المصرية المرتبطة مع واشنطن أكثر بكثير، يعني أنه في حال غضبت الإدارة الأميركية من لجوء مصر إلى الصين، فقد يكون هناك رد فعل أميركي قد يزيد معاناة القيادة المصرية".

في غضون ذلك، علمت "العربي الجديد" أن اللقاء بين المسؤولين المصريين والصينيين، الذي جرى في القاهرة، تناول أيضاً مطالب مصرية، مقدمة أخيراً لبكين، بشأن مبادلة ديون صينية لدى مصر، بالإضافة لمطالب بدعم اقتصادي صيني للقاهرة.

وأشار نائب وزير المالية المصري، أحمد كجوك، إلى أن بلاده تسعى لطرح أول سندات باندا الصينية المقومة باليوان بحلول نهاية السنة المالية الحالية، ومن المتوقع أن يبلغ حجم الإصدار 500 مليون دولار.

القاهرة تُطالب بكين بموقف فاعل في ملف سد النهضة

وشهد ملف سد النهضة، خلال الفترة الماضية، نشاطاً دبلوماسياً من الجانب المصري. وعلمت "العربي الجديد" أن مفاوضات مصرية صينية جرت في السعودية على هامش القمة العربية الصينية التي استضافتها المملكة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بمشاركة أعضاء الجامعة العربية ما عدا سورية.

وأوضح دبلوماسي في الجامعة العربية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "لقاءً مصرياً صينياً رفيع المستوى، جرى بمشاركة شكري ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل". ولفت إلى أن هذا اللقاء "تناول مجمل العلاقات بين مصر والصين، قبل أن يركز بشكل أساسي على ملف أزمة سد النهضة، الذي سبق أن كان محل نقاشات متعدد بين القاهرة وبكين".

دبلوماسي في الجامعة العربية: مصر تطالب باستجابة إثيوبيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات

وأوضح الدبلوماسي أن القاهرة "طالبت بكين بموقف فاعل، بحكم ما تملكه من نفوذ لدى أديس أبابا وباعتبارها أحد المستثمرين الكبار في السد الإثيوبي". ولفت إلى أن "المسؤولين المصريين أكدوا، خلال الاجتماع الذي جرى بدعم سعودي، أن ما يطلبونه في الوقت الراهن هو استجابة إثيوبيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة من جانبها".

وبحسب الدبلوماسي، فقد أكد المسؤولون المصريون، خلال اللقاء، أن "نقطة الالتقاء بين القاهرة وإثيوبيا بشأن أزمة السد قد تكون قريبة، بحال تم الجلوس إلى طاولة المفاوضات في الوقت الحالي".

 

المساهمون