وجهت مصر دعوة لقيادة حركة حماس لعقد اجتماع في القاهرة، خلال الأيام القليلة المقبلة، للتباحث بشأن ملف الأسرى، والوضع في قطاع غزة بشكل عام.
وقال مصدر مصري رفيع المستوى إن "دعوات القاهرة للوقوف على الأزمة وتطوراتها وأبعادها، لن تقف عند دعوة وفد حماس، وإنه ستكون هناك دعوات لقيادات باقي الفصائل، وفي مقدمِها حركة الجهاد الإسلامي".
ممثل دائم لحماس في القاهرة
وبحسب المصدر، فإن القاهرة "تبحث في الوقت الراهن إعادة تفعيل آلية وجود ممثل دائم لحركة حماس من أعضاء المكتب السياسي، لتسهيل عملية التواصل خلال الفترة المقبلة".
مصدر مصري: القاهرة تبحث إعادة تفعيل آلية وجود ممثل دائم لحماس لديها
ولفت إلى أن ذلك "يأتي في إطار تحول موقف الإدارة المصرية تجاه حركة حماس، وذلك على ضوء الموقف الذي تبنته الحركة وأعلنت عنه بشكل واضح، برفضها عملية التهجير والانتقال إلى سيناء، وأمام المحاولات الإسرائيلية لدفع سكان القطاع للتوجه نحو الحدود المصرية".
وأكد المصدر أنه "ليس من مصلحة مصر في هذه المرحلة، تبني الرواية الإسرائيلية والأميركية بشأن حركة حماس، ومدّها على باقي الفصائل"، مشدداً على أن القاهرة في الوقت الراهن "تؤكد خلال لقاءات مسؤوليها مع المسؤولين الغربيين، أن في غزة حركات مقاومة لا جماعات إرهابية".
وبحسب المصدر، فقد "وسعت القاهرة من دائرة اتصالاتها بشأن العدوان في قطاع غزة، في محاولة للتملص من الضغوط الإسرائيلية والأميركية الرامية لتهجير أهالي القطاع".
اتصالات بين مصر و"حزب الله"
وكشف أن "مسؤولين أمنيين أجروا أخيراً اتصالات مع حزب الله اللبناني، في إطار تبادل الرؤى بشأن الأحداث في قطاع غزة، واستطلاع نوايا حزب الله بشأن الانخراط في حرب شاملة ضد الاحتلال على الجبهة الشمالية، وتأثيرات ذلك على الوضع في قطاع غزة"، لافتاً إلى أن "الاتصالات التي أُجريت مع حزب الله اللبناني رافقتها اتصالات مع إيران".
وقال المصدر إن "الفترة الراهنة تشهد أعلى مستوى للعلاقات والاتصالات بين القاهرة وطهران، على وقع الأزمة في قطاع غزة". وأشار إلى أن مصر "أدركت ضرورة توسيع محاورها لمواجهة الضغوط الأميركية والإسرائيلية بشأن تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء".
ولفت إلى أن "السياسة التي اتبعتها القاهرة ساهمت في تراجع نسبي في الموقف الأميركي، والذي بات مبنياً على تصور ضرورة إيجاد ممرات آمنة تضمن دخولاً دائماً للمساعدات لمنع انفجار الأوضاع في القطاع".
مصدر مصري: أعلى مستوى للعلاقات والاتصالات بين القاهرة وطهران
وفي السياق، اعتبر الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة "إسطنبول أيدن" عمار فايد، أنه من الطبيعي أن تقدم الإدارة المصرية على توسيع دائرة اتصالاتها الإقليمية، في ظل الظروف الحالية لتشمل أطرافاً أخرى.
وقال فايد، لـ"العربي الجديد": "لا شك في ذلك، خصوصاً بعدما بات واضحاً أن دخول الحوثيين على خط المواجهات يمكن أن يعرّض الأراضي المصرية والملاحة في البحر الأحمر لتهديدات أمنية"، مضيفاً أن "التواصل بين مصر وحزب الله قائم بالفعل، حتى لو كان بشكل غير مباشر، والاتصالات مع إيران قائمة أيضاً".