أعلنت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الأحد، عن رفضها الكامل للتصريحات الصادرة عن مسؤولين رفيعي المستوى بالحكومة الإسرائيلية، بشأن اعتزام القوات الإسرائيلية شن عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، جنوبي قطاع غزة، محذرة من العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، لا سيما في ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
وطالبت مصر بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف مدينة رفح الفلسطينية، التي باتت تأوي ما يقرب من 1.4 مليون فلسطيني نزحوا إليها، كونها آخر المناطق الآمنة في القطاع.
واعتبرت مصر أن استهداف رفح، واستمرار انتهاج إسرائيل لسياسة عرقلة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة، بمثابة إسهام فعلي في تنفيذ سياسة تهجير الشعب الفلسطيني، وتصفية قضيته، في انتهاك واضح لأحكام القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وقرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ذات الصلة.
كما أكدت أنها ستواصل اتصالاتها وتحركاتها مع مختلف الأطراف، من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإنفاذ التهدئة، وتبادل الأسرى والمحتجزين، داعية القوى الدولية المؤثرة إلى تكثيف الضغوط على إسرائيل للتجاوب مع تلك الجهود، وتجنب اتخاذ إجراءات تزيد تعقيد الموقف، وتتسبب في الإضرار بمصالح الجميع من دون استثناء.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قد قالت إن "مصر هددت إسرائيل بتعليق العمل بمعاهدة السلام الثنائية بين البلدين، في حال تحرك جيشها عسكرياً في منطقة رفح الفلسطينية، المتاخمة للحدود المصرية".
وحتى أمس السبت، وصلت العملية البرية إلى خانيونس، ولم تمتد إلى رفح، وإن كان جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفاً مدفعياً واسعاً على مواقع في رفح، منذ بداية عدوانه على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ووقعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام بينهما في واشنطن عام 1979، في أعقاب اتفاقية "كامب ديفيد" بين الجانبين عام 1978، وأبرز بنودها وقف حالة الحرب، وتطبيع العلاقات، وسحب إسرائيل الكامل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء المصرية، وإبقاء المنطقة منزوعة السلاح.
وتتوالى التحذيرات العربية والدولية من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح رفح وسط دعوات لتحرك عاجل لمجلس الأمن لمنع أي توغل إسرائيلي في رفح، التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين الفارّين من القصف الإسرائيلي.
وتأتي التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية في أقصى جنوب القطاع، في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية حتى صارت غزة على شفير المجاعة.