قدّم السفير بسام راضي، أوراق اعتماده رسمياً للرئيس الإيطالي سیرجیو ماتاريلا، في القصر الجمهوري بالعاصمة روما، كسفير فوق العادة لمصر لدى الحكومة الإيطالية.
وقال راضي إنه نقل رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الإيطالي، تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، وعدد من موضوعات التعاون المشترك على المستوى الإقليمي والدولي، وأن الرئيس الإيطالي "طلب نقل تحياته للسيسي، معبراً عن تقديره البالغ لقيادته الحكيمة لمصر خلال السنوات الماضية، وهي الدولة المحورية في منطقة المتوسط التي لها إسهامات هامة في إطار الأمن الإقليمي بأسره"، على حدّ قوله.
وبحسب بيان للخارجية المصرية، أوضح السفير بسام راضي خلال اللقاء، أنه حضر إلى روما وقد "تلقّى توجيهات مباشرة وواضحة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالعمل على التطوير والارتقاء بالعلاقات المصرية الإيطالية، وتعزيز الشراكة بينهما في جميع المجالات، على نحو يدعم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين المصري والإيطالي، وبما يتسق مع تاريخ وعراقة حضارتهما العظيمة التي قدمت الكثير من الإسهامات الملهمة للعالم وللإنسانية جمعاء".
وعبّر بسام راضي كذلك عن أنه "يتطلع للعمل المشترك مع الجانب الإيطالي، لزيادة وتيرة الزيارات المتبادلة على مختلف المستويات في الفترة المقبلة، ولكي تشهد العلاقات المصرية الإيطالية خلال الفترة المقبلة مزيداً من التقارب والتعاون في كافة المجالات، بالصورة التي تتناسب مع الإمكانات الواعدة لدى البلدين، وعلاقاتهما التاريخية، بما في ذلك التنسيق السياسي المشترك إزاء مختلف القضايا الإقليمية المطروحة".
شغل راضي سابقاً منصب المتحدث باسم الرئاسة المصرية لمدة خمس سنوات. ووصلت بعثته إلى المقر الدبلوماسي في روما يوم 27 فبراير/شباط الماضي، وذلك بعد نحو شهر من زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاجاني، إلى مصر يومي 21 و22 يناير/كانون الثاني الماضي.
ويعود تعيين المتحدث الرئاسي السابق سفيراً جديداً لمصر لدى إيطاليا وسان مارينو إلى 18 مايو/أيار الماضي، وفقاً لأحكام مرسوم صادر عن السيسي. وتولى راضي رئاسة البعثة الدبلوماسية بعد أن كانت شاغرة منذ يناير 2022، بعد وفاة السفير علاء رشدي المفاجئ بسبب المرض.
عمل راضي سابقاً في سفارتي مصر في إيطاليا والإمارات العربية المتحدة، وكان القنصل العام في إسطنبول بتركيا، كما عمل في وزارة الخارجية بالقاهرة كمدير لإدارة مكافحة الإرهاب الدولي، ومديراً لشؤون الأمم المتحدة.
كان الدبلوماسي أيضاً عضواً في اللجنة الوطنية لإعداد قانون مكافحة الإرهاب الجديد في عام 2015، وعضواً في اللجنة الأمنية العليا لمكافحة الإرهاب.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، وفداً إيطالياً رفيع المستوى، برئاسة أنطونيو تاجاني، نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن اللقاء شهد "التباحث حول عدد من موضوعات التعاون الثنائي بين البلدين، وكذلك تبادل الرؤى بشأن الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تم التطرق إلى قضية الهجرة غير الشرعية، وبحث جهود التعاون في مجال الطاقة".
ومن جهته، قال الوزير الإيطالي، إنه "تحدث مع الرئيس المصري عن قضية الهجرة، وطلبنا تدخّل مصر حتى يكون هناك انخفاض في مغادرة المهاجرين غير الشرعيين، سواء من ليبيا أو تونس". وأكد "التزام حكومة بلاده بمكافحة الهجرة غير الشرعية والمتاجرين بالبشر"، مضيفاً أن مصر "دولة كبيرة ودون تعاونها من الصعب حل هذه المشكلة".
وبحسب وسائل إعلام إيطالية، قال تاجاني للصحافيين إنه ناقش المشاكل "التي لم تحلّ بعد" بشأن الباحث جوليو ريجيني والطالب المصري باتريك زكي في المحادثة التي جرت مع السيسي. وأكد "استعداد مصر للتعاون مع بلادنا لإيجاد الحلول الصحيحة".
وفي المقابل، نقلت صحيفة "إل فريولي" الإيطالية عن نائبة "الحزب الديمقراطي" لورا بولدريني قولها إن "هذه هي المرة الثانية التي يقول فيها تاجاني، بعد حديثه مع السيسي، إن الرئيس المصري مستعد للتعاون بشأن ريجيني وزكي، وهذه كلمات مخادعة ومسيئة لأفراد الأسرة، وجميع من يطالبون بالحقيقة من أجل جوليو والعدالة لباتريك".