تعقد لجنة الشؤون التشريعية في البرلمان المصري، غداً الاثنين، اجتماعاً لبحث تطبيق المادة السادسة من قانون مجلس النواب على رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "الوفد" السابق محمد عبد العليم داوود، على خلفية إخطار الحزب المجلس بفصله من عضويته. وتشترط المادة للاستمرار في عضوية المجلس أن "يظل النائب محتفظاً بالصفة التي تم انتخابه على أساسها".
ونصت المادة على أنه "في حالة تغيير عضو مجلس النواب الصفة الحزبية المنتخب على أساسها، أو إن أصبح مستقلاً، أو صار المستقل حزبياً، تسقط عنه العضوية بقرار من أغلبية ثلثي عدد أعضاء المجلس". وتبحث اللجنة في اجتماعها طرح التصويت على إسقاط عضوية داوود من البرلمان، الذي لم يمر سوى شهر على انعقاده، جراء هجومه على حزب "مستقبل وطن" المحسوب على الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأعلن رئيس البرلمان حنفي جبالي، الأحد، ورود رسالة إليه من رئيس حزب "الوفد" بهاء الدين أبو شقة، بشأن فصل داوود من كافة تشكيلات الحزب، واختيار النائب سليمان وهدان ممثلاً لهيئته البرلمانية، مشيراً إلى إحالة الموضوع إلى اللجنة التشريعية في المجلس لدراسته، وإعمال شؤونها في ما تضمنه الإخطار وإحاطة الجلسة علماً بما جاء فيه. وأفاد جبالي بأن الدستور والقانون يشترطان أن يظل عضو مجلس النواب محتفظاً بالصفة التي انتخب على أساسها.
وبقرار منفرد، أعلن أبو شقة، يوم الثلاثاء الماضي، فصل 9 قيادات من الحزب فصلاً نهائياً، ومنعهم من دخول مقره، وهم: محمد عبد العليم داوود، وياسر الهضيبي (عضو مجلس شيوخ)، وطارق سباق، ومحمد عبده، وحسين منصور، ونبيل عبد الله، ومحمد حلمي سويلم، وحمدان الخليلي، وحاتم رسلان، بزعم "تورطهم في مؤامرة تستهدف إسقاط الحزب، عن طريق استخدام وسائل حروب الجيل الرابع، ومنها حرب الشائعات وتوظيف الأموال مجهولة المصدر".
ويأتي قرار فصل قيادات حزب "الوفد" على وقع انتقاداتهم بعض سياسات السلطة الحاكمة، وهو ما يرفضه أبو شقة المعين بقرار من السيسي في مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، والمتورط في واقعة اعتقال الأجهزة الأمنية ثلاثة من قيادات شباب الحزب في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك أثناء وجودهم أمام المقر الرئيسي للحزب.
ومؤخراً، أعلن حزب "الوفد" تزكية داوود رئيساً لهيئة الحزب في مجلس النواب، إثر تنازل النائبين محمد مدينة وشيرين طايل عن ترشحهما لرئاسة الهيئة دعماً له، في أعقاب إحالته للتحقيق أمام هيئة مكتب البرلمان، بسبب وصفه حزب "مستقبل وطن" الحائز على الأغلبية بـ"حزب الكراتين" تحت قبة البرلمان، في إشارة إلى فوز أعضائه عن طريق تقديم الرشاوى للناخبين.
وشنت وسائل إعلام ومواقع إلكترونية موالية للنظام المصري هجوماً حاداً على داوود ومن تضامن معه من قيادات الحزب، دفاعاً عن حزب "مستقبل وطن" المحسوب على السيسي، وصل إلى حد التطاول عليه وعلى أسرته في تقارير صحافية غير مُذيلة بتوقيع كاتبها، والتي تكون عادة مُرسلة بواسطة أحد ضباط جهاز الأمن الوطني في وزارة الداخلية.