لقي 4 شبان أتراك مصرعهم في حادث سير، اليوم السبت، بينهم مهندس يعمل في مشروع المسيّرات التركية، وذلك بعد أسبوعين من مقتل مسؤول في شركة الصناعات الفضائية، ما أثار الشبهات حول خلفية الحادثتين.
واصطدمت السيارة التي تقل الشبان الأربعة في وقت سابق من اليوم، وهم متطوعون بنفس الوقت في "هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات IHH" التركية، بشاحنة على طريق إسطنبول -بورصة، خلال رحلة ذهاب الشبان إلى مخيم شبابي يختص بالتقنيات تنظمه الهيئة.
الشاب المهندس طارق كسكجي، أحد ضحايا الحادث يعمل في شركة "بايكار" لصناعة المسيّرات التركية التي يترأسها سلجوق بيرقدار صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، ويبلغ من العمر 26 عاماً، وكان معه المهندس كان طالب طغلي (25 عاماً)، والشابان يوسف طه غوغطاش (22 عاماً)، ومراد جان كايا (21 عاماً).
وأصدرت هيئة "IHH" التركية بياناً عن الحادثة، جاء فيه "توفي الشبان الأربعة في طريقهم إلى مخيم شباب عن التقنيات، وهم من الشباب الذين يعتبرون براعم الحملة الوطنية في التكنولوجيا، توفوا في حادث سير بطريقهم لولاية بورصة".
وأضافت المنظمة "الحادثة أسفرت عن مقتل رئيس قسم الشباب في المنظمة ومهندس المعلومات في شركة الاتصالات التركية تورك تليكوم كان طالب طغلي، والموظف الشاب بالمنظمة مراد جان كايا، ومهندس الطيران بشركة بايكار والمتطوع بالمنظمة طارق كسكجي، فضلاً عن مسؤول بشركة تقنيات هو يوسف طه غوغطاش".
Murat Can Kaya, Kağan Talip Tığlı, Yusuf Taha Göktaş ve Tarık Kesekçi, Milli Teknoloji Hamlesi yolunda çıktıkları yolda hayatlarını kaybettiler.
— İHH (@ihhinsaniyardim) November 27, 2021
🤲 Hayatlarının baharında, iyilik yolunda vefat eden kardeşlerimize Allah’tan rahmet dileriz. pic.twitter.com/6sgUgefAtu
وبيّنت المنظمة أنّ "الشبان كانوا في طريقهم إلى مدينة بورصة، للمشاركة في المخيم وتعرضوا لحادث سير"، مقدمةً سيرة ذاتية عن الشبان ولا سيما المهندس في مشروع المسيّرات التركية، المقيم في إسطنبول والعامل منذ سنوات في شركة "بايكار"، طارق كسكجي، وهو خريج جامعة إسطنبول التقنية، ومكلف في مشروع المسيرة الهجومية "تيها"، بتقييم "أداء الطيران وتحليل المعطيات"، كرئيس فريق في الشركة.
وظهر المهندس التركي طارق كسكجي في فيلم وثائقي أعدته شركة "بايكار" عن المسيّرات التركية سابقاً، وهو على مقربة من سلجوق بيرقدار، ونال شهرة في ولايته نوفشهير، بعد بث الفيلم.
وغرد سلجوق بيرقدار عبر "تويتر"، ناعياً المهندس بالقول "محب للوطن، ومثالي، ذو أخلاق حسنة، غيور ويتحلى بالمسؤولية إنه المهندس طارق كسكجي الذي توفي وهو الذي سهر معنا كثيراً بمشروع المسيرة آكنجي، نتمنى له الرحمة والوطن مدين لك بالكثير، سنشتاق إليك كثيراً".
Vatansever, idealist, iyi ahlaklı, gayretli, şuurlu, @T3Vakfi'mızda yetişen ve çok sevdiğim mühendis kardeşim Tarık Kesekçi, Hâkk'a yürüdü.
— Selçuk Bayraktar (@Selcuk) November 27, 2021
AKINCI'da birlikte çok sabahladık.
Allah rahmet eylesin. Mekânın cennet olsun.
Vatan sana minnettardır.
Seni çok özleyeceğim kardeşim... https://t.co/Gtv06u73yx
كما غرّدت شركة "بايكار" المصنعة للمسيّرات التركية عبر "توتير"، كاتبة أنّ "الشاب المثالي في الحملة الوطنية للتقنيات طارق كسكجي توفي إثر حادث أليم، وهو ما يُشعر الشركة بالحزن، ونتمنى له الرحمة ولأهله الصبر"، ناشرة مقطع فيديو يظهر الشاب أثناء العمل بمشروع المسيّرات التركية، بقرب صهر أردوغان.
وتأتي هذه الحادثة بعد أسبوعين من مصرع رئيس قسم المبيعات والتواصل في شركة الصناعات الفضائية التركية "توساش"، سيردار دمير، البالغ من العمر 44 عاماً، في حادث سير بالعاصمة التركية أنقرة.
وكان دمير في طريقه إلى إسطنبول للمشاركة في معرض يتعلق بالصناعات الدفاعية والفضاء، حيث فقد السيطرة على سيارته واصطدم بشاحنة أيضاً، ليفقد حياته على الفور، وتبدأ التحقيقات من قبل النيابة العامة في الحادثة.
ونعاه رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية التابعة للرئاسة، إسماعيل دمير، المسؤول في شركة "توساش"، فضلاً عن نعي مماثل من الشركة ومسؤوليها، ذلك أنّ شركة "توساش"، تعمل حالياً على تطوير المقاتلة محلية الصنع من الجيل الخامس.
وتفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي مع حادثة السبت، وربطها بالحادثة التي وقعت قبل أسبوعين، موجهين تساؤلات إن كانت الحادثتان مقصودتين وتستهدفان الكفاءات والشبان العاملين في قطاع الصناعات الفضائية، التي أكسبت تركيا في السنوات الأخيرة قوة جوية ضاربة عبر المسيّرات.
وطالب عدد من المغردين والمتفاعلين مع الحادثة بالتحقيق في أي حيثيات جنائية محتملة، فيما طالب آخرون بتوفير الحماية عبر سيارات مصفحة للكفاءات من الشباب الأتراك، منعاً لحصول حوادث مشابهة.
وشكّلت المسيّرات التركية في السنوات الأخيرة قوة ضاربة لأنقرة في عدد من الجبهات، أهمها في دعم حكومة "الوفاق الوطني" في ليبيا، واستهداف الوحدات الكردية في سورية، و"حزب العمال الكردستاني" في العراق، وقوات النظام السوري في إدلب، فضلاً عن دورها في معركة ناغورنو كاراباخ دعماً لأذربيجان أمام قوات أرمينيا.
ونتيجة لدورها المركزي اشترت كل من أوكرانيا وبولندا وأذربيجان وقطر والمغرب المسيّرات التركية، فيما أبدت دول عدة اهتمامها بالمسيّرات، بينما تكشف تركيا بين فترة وأخرى عن تطوير سلاح المسيرات وإدخال المسيرة الهجومية "أكنجي تيها" إلى الخدمة قبل أشهر.