أكدت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد" أن اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات، أحدثت اختراقات سياسية مهمة عقب اجتماعها في الأيام الماضية مع المكون العسكري، وحصلت منه على تنازلات مبدئية للقبول بمشروع دستور انتقالي لا ينص على مشاركته في السلطة إلا عبر مجلس للأمن والدفاع يرأسه رئيس الوزراء المدني الذي تعينه قوى الثورة، مع تشكيل مجلس السيادة ومجلس للوزراء من المدنيين.
وأفادت ذات المصادر بأن المكون العسكري يعمل على توسيع صلاحيات مجلس الأمن والدفاع، وهذا ما ترفضه الأطراف الأخرى، فيما يتوقع توجيه اللجنة الرباعية دعوات خلال هذا الأسبوع للأطراف للاجتماع لمناقشة آخر المقترحات.
وفي مؤتمر صحافي، اليوم السبت، حذّر رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم اللجنة الرباعية إن هي أقدمت على إعادة السيطرة لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، كما حذر إبراهيم الذي يشغل منصب وزير المالية في السلطة الحالية من مغبة المساس باتفاق السلام الموقع بين الحكومة والحركات المسلحة في عام 2020 والذي شاركت بموجبه الحركات في الحكم.
وشن الوزير هجوماً على رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس واتهمه بعدم الحياد وطالبه بمغادرة البلاد. واقترح إبقاء الشراكة بين العسكر والمدنيين على شكلها الراهن بمجلس السيادة دون تكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة ينتزع الصلاحيات الأمنية والدفاعية والعلاقات الخارجية وغيرها، منتقداً المطالبة بعودة الجيش للثكنات، لافتاً إلى أن الجهة الوحيدة التي تحدد ذلك هي الجهة المنتخبة.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول محمد حمدان دقلو، قد أعلن في تصريح، يوم أمس الجمعة، غداة اجتماع عقده مع رئيس المجلس الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، موافقة القادة العسكريين على أن تعين القوى السياسية المدنية رئيساً للوزراء ورئيساً لمجلس السيادة.
لكن دقلو لم يشِر إلى موعد عودة السلطة للمدنيين وسط الفشل المستمر للمحادثات مع الفصائل المدنية الرئيسة منذ الانقلاب الذي قاده البرهان العام الماضي.
تظاهرات تطالب بتنحي العسكر عن السلطة
تجمع مئات السودانيين، اليوم السبت، بمدينة الخرطوم بحري، شمال العاصمة السودانية للمطالبة بتنحي العسكر عن السلطة وعودتهم للثكنات.
وجاء التجمع استجابة لدعوة من لجان مقاومة الخرطوم بحري للخروج في مليونية لإحياء ذكرى مرور 10 أشهر على مقتل 17 شخصاً في يوم واحد على يد القوات الانقلابية خلال تظاهرة سلمية العام الماضي.
ورفع المشاركون في التجمع صور الشهداء ورددوا أناشيد الثورة السودانية وهتافات تدعو العسكر لتسليم السلطة للمدنيين، وعودة المسار الديمقراطي، ومحاكمة المتورطين في قتل الشهداء، كما أحرقوا إطارات السيارات القديمة وأغلقوا بعض الطرقات القريبة.
ومنذ انقلاب قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان، تتوالى المواكب السلمية، فيها لقى ما لا يقل عن 117 شخصاً مصرعهم غالبيتهم قتلوا في الأشهر الأولى من الانقلاب.