- اللواء عباس كامل يقود الوفد المصري في لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين لبحث هدنة طويلة الأمد، بعد تحذيرات للإدارة الأميركية من تداعيات تصعيد الوضع.
- حماس تقدر الجهود المصرية وتؤكد على أهمية تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني مثل وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي، داعية المجتمع الدولي لمنع أي عمليات عسكرية.
وفد مصري سيغادر إلى تل أبيب خلال ساعات
مصر أعادت قراءة مواقف حماس وإسرائيل السابقة وبحثت عن حلول وسط
متحدث باسم حماس: نأمل أن تثمر هذه الجهود عن بلورة اتفاق
كشف مصدر مصري مسؤول لـ"العربي الجديد"، مساء اليوم الخميس، عن بعض تفاصيل الرؤية المصرية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن وفداً مصرياً سيتوجه إلى تل أبيب خلال ساعات لاستكمال المباحثات التي بدأت خلال الأيام الماضية بين المسؤولين المصريين والإسرائيليين.
وأضاف المسؤول المصري، شريطة عدم ذكر اسمه، أن الرؤية المصرية الجديدة تأتي نتاج نقاش مصري ومراجعة لكل جولات التفاوض الماضية، موضحاً أن مصر أعادت قراءة مواقف حماس وإسرائيل السابقة وبحثت عن حلول وسط يمكن أن تعطي كل طرف الجزء الأكبر والأهم من شروطه. وبيّن أن مصر، وبطلب من عدة أطراف، تعمل على الوصول لاتفاق لوقف النار يحول دون اجتياح رفح، جنوبي قطاع غزة.
وفيما أكد المصدر ذاته أن عدم وجود ضمانات تقضي بعدم انفلات الوضع في رفح دفع مصر للتأكيد على رفضها التام لأي عملية عسكرية في المدينة، شدد على أن الرؤية المصرية الجديدة تشمل عودة النازحين إلى شمال غزة وانسحاب جيش الاحتلال في جزء كبير من محور نتساريم، بما يتيح حرية الحركة في طريقي صلاح الدين والرشيد الساحلي. كما أوضح أن الرؤية المصرية تقوم على وقف إطلاق نار يشمل تبادل أسرى وفترات هدوء بدون تبادل أسرى.
وقالت مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة بشأن ملف غزة، إن مدير جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل سيقود الوفد الأمني رفيع المستوى لزيارة تل أبيب، ولقاء مسؤولين هناك للتباحث حول الجهود الرامية لوقف العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح. وأوضحت المصادر أن عباس من المقرر أن يلتقي رئيس "الموساد" ديفيد برنيع، ورئيس مجلس الأمن القومي هتساحي هنغبي، لمناقشة طرح مصري معدل، بشأن الوصول لهدنة طويلة في قطاع غزة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن رئيس المخابرات المصري سيصل بعد اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي المصغر، والذي من المقرر أن يكون قد ناقش التصور الجديد الذي سبق وقدمته القاهرة لرئيس الشاباك رونين بار ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي خلال زيارتهما للقاهرة.
وكشفت المصادر عن أن القاهرة نقلت للإدارة الأميركية ما وصفته بمخاوف ترقى لدرجة المعلومات بشأن تنسيق عدد من المحاور في الإقليم لإشعال الوضع في المنطقة بالكامل، حال أقدمت إسرائيل على خطوة رفح. وتابع المصدر أن القاهرة تأمل في نجاح ما يوصف بأنه آخر المحاولات، ممثلاً في التصور الجديد للهدنة.
من جهتها، ثمنت حركة حماس ما وصفته بـ"جهود ومساعي الأشقاء في مصر"، وقالت في تصريح لـ"العربي الجديد"، على لسان المتحدث باسمها جهاد طه، إن هذا الحراك المصري "يبرهن على مواصلة الوسطاء القطريين والمصريين الجهود للتوصل لاتفاق يأخذ بعين الاعتبار الموقف الوطني الفلسطيني لفصائل المقاومة الذي يتبلور بوقف إطلاق النار والانسحاب وعودة النازحين وإدخال القوافل الإغاثية والإعمار، وصولاً لتبادل الأسرى".
وأكد طه أن التلويح باجتياح رفح هو "إمعان لارتكاب المزيد من المجازر والجرائم بحق شعبنا، وخصوصاً النازحين الذين قدرت أعدادهم بما يزيد عن مليون نازح، بالإضافة إلى سكان المدينة الأصليين"، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ومنع هذه العملية العسكرية. وقال: "لا شك أن موقف مصر برفض هذه العملية يدلل على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ورفض سياسة الإجرام الصهيوني".
وأضاف المتحدث باسم حماس: "نأمل أن تثمر هذه الجهود عن بلورة اتفاق يفضي إلى تنفيذ ما جاء في مضمون الموقف الوطني الفلسطيني، وقف إطلاق النار، والانسحاب، وعودة النازحين، وإدخال القوافل الإغاثية، وغيرها، ورفض أية قيود ومراوغة صهيونية بهدف التعطيل كما حصل سابقاً؛ وسنبقى منفتحين على أي مقترح ومبادرة من شأنها وقف العدوان وتنفيذ ما ذكر من عناوين أساسية ضمن الموقف الوطني لفصائل المقاومة".