مصادر إيرانية لـ"العربي الجديد": وزير خارجية العراق يزور طهران غداً

02 فبراير 2021
يلتقي حسين بظريف وشمخاني (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر إيرانية لـ"العربي الجديد"، أن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، سيتوجه غداً الأربعاء إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة مفاجئة غير معلنة من قبل. وقالت هذه المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، إن حسين سيناقش مع المسؤولين الإيرانيين العلاقات الثنائية ومستجداتها وآخر التطورات الإقليمية، مشيرة إلى أنه سيلتقي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

وتأتي زيارة وزير الخارجية العراقي في خضم تطورات أمنية وسياسية متسارعة يشهدها العراق في الآونة الأخيرة، على خلفية تصاعد عمليات تنظيم "داعش" والاشتباكات مع "الحشد الشعبي" الحليف لطهران، والهجمات على المصالح الأميركية.

وكان حسين قد زار العاصمة الإيرانية طهران خلال سبتمبر/أيلول الماضي، وأجرى مباحثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، والرئيس حسن روحاني ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، فضلاً عن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني.

وعن أجندة الزيارة، قال الخبير الإيراني في العلاقات الإيرانية العراقية ورئيس تحرير موقع الدبلوماسية الإيرانية علي الموسوي الخلخالي لـ"العربي الجديد"، إنها ستشمل ثلاثة ملفات، مشيراً إلى أن الملف الأول هو الوضع الداخلي في العراق.

وأوضح الخلخالي أن وزير الخارجية العراقي سيتناول مسألة الهجمات الصاروخية على المصالح الأميركية في بلاده، على خلفية "اتهامات يوجهها البعض لفصائل مسلّحة حليفة لطهران بالوقوف وراءها أو جهات قد لا تكون مرتبطة بإيران لكنها على الأقل معادية للولايات المتحدة إن لم تكن مدعومة من طهران".

وأضاف أن الحكومة العراقية لا ترغب في أن يكون العراق "مكاناً للمواجهة بين إيران والولايات المتحدة وقوى إقليمية أخرى"، مشيراً إلى أن بغداد "تسعى لأن تكون لاعبة مؤثرة في العلاقات الدولية وخصوصاً بين طهران وواشنطن خاصة في هذه الأيام التي تمر فيها بوضع حساس للغاية".

وقال الخلخالي إن حسين سيجري مباحثات في هذا الصدد مع المسؤولين الإيرانيين، لافتاً إلى أنه يتوقع أن تشمل مباحثاته أيضاً مسألة السجال الذي أحدثه فيلم إيراني قصير نشر في الذكرى الأولى لاغتيال قائد "فيلق القدس" السابق، الجنرال قاسم سليماني، والذي احتج عليه إقليم كردستان العراق، حيث "شعرت حكومة الإقليم أن الفيلم يحمل إهانة للسيد مسعود البارزاني".

وأشار الخبير الإيراني في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى زيارة الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي إلى طهران اليوم الثلاثاء، ليربط بينها وبين زيارة وزير الخارجية العراقي، قائلاً إن التزامن بين الزيارتين "له رسالة ودلالة محددة"، واصفاً الخزعلي بأنه "القائد الفعلي بلا منازع لتيار المقاومة الحليف مع إيران في العراق".

وعن العنوان الثاني للزيارة، أشار الخلخالي إلى بعدها الدولي، قائلاً إن الرئاسة والحكومة في العراق "ترغبان بالتوسط بين إيران والولايات المتحدة كلاعبين أساسيين في المنطقة والعراق لإبعاد العراق عن الأزمة بين الطرفين أولاً، ومن ثم لتتحول بغداد إلى لاعب مؤثر في حل الخلافات بينهما وخفض التوترات في المنطقة".

وأضاف أن "رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لديه علاقات جيدة مع أركان الإدارة الأميركية الجديدة مثل وزير خارجيتها أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وتحديداً رئيس وكالة الاستخبارات وليام بيرنز الذي تربطه علاقات خاصة مع السيد الكاظمي"، ولذلك لم يستبعد الخبير الإيراني أن يحمل حسين رسالة أميركية إلى طهران وأن تسعى بغداد إلى تبادل الرسائل بين الطرفين لخفض التوتر بينهما.

وفي الإطار، أشار إلى المهلة التي حددتها طهران لوقف تفتيش منشآتها وفق البروتوكول الإضافي يوم 21 فبراير/شباط المقبل إذا لم ترفع العقوبات، موضحاً أن "ضيق الوقت قبل حلول هذا التاريخ يستدعي تحركات دبلوماسية من هذا القبيل"، في إشارة إلى زيارة وزير الخارجية العراقي.

أما البعد الثالث للزيارة، حسب الخلخالي، فيعود إلى ملفات عالقة في العلاقات الثنائية، مثل تعثر المباحثات بشأن شط العرب ومسألة التأشيرات بين البلدين، مشيراً إلى أن ظروف تفشي كورونا من العوامل المهمة التي أحدثت مشاكل في منح التأشيرات للإيرانيين لزيارة العتبات الدينية.