نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصدر أمني وصفته بالرفيع أن العدوان الذي بدأته قوات الاحتلال على جنين ليل الأحد/الإثنين سيستمر بلا سقف زمني "حتى تحقيق الأهداف المرصودة".
والهدف المرصود، وفق تصريح المصدر ذاته، هو "إنهاء ظاهرة جنين كحاضنة للإرهاب"، على حد وصفه.
وبحسب المصدر ذاته، فقد كان المستويان السياسي والعسكري متوافقين على الهجوم، الذي يعد الأول من نوعه منذ عدوان "السور الواقي" خلال الانتفاضة الثانية، مضيفا أن القرار اتخذ منذ 10 أيام، وأن لحظة الصفر حددت مع موعد انتهاء عيد الأضحى، وفق زعمه.
وقال إن المستوى الأمني نقل رسالة إلى "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في غزة بعدم التدخل، مردفا "الرسالة التي أوصلناها لهم هي: ابقوا خارج الصورة، أنتم لستم الهدف؛ وإذا أطلقتم الصواريخ فسنرد بقسوة".
وتواصل إسرائيل، بهذه الرسائل، المضي في سياسة "فصل الساحات" التي درجت عليها في حملاتها الأخيرة على عدة جبهات، إذ حرصت خلال عدوانها الأخير على غزة في مايو/أيار الماضي، عقب استشهاد خضر عدنان، على ترديد رواية إبقاء "حماس" خارج الصورة، وأن الهدف الرئيسي هو حركة "الجهاد الإسلامي"، لكنها في الجولة القصيرة التي سبقت ذلك، حينما أطلقت رشقة صاروخية كبيرة من لبنان خلال الهجمة على الأقصى في رمضان الفائت، حرصت على تحييد "حزب الله" و"الجهاد" عن دائرة الرد، وحددت حركة "حماس" في غزة هدفا حصريا.
رغم ذلك، فقد وضع جيش الاحتلال منظومات الدفاع الجوي، وعلى رأسها "القبة الحديدية"، في حالة تأهب قصوى في المناطق الجنوبية.
ورغم ترديد المصادر الأمنية في دولة الاحتلال بأنه لا سقف زمنيا للهجوم، فقد استبعد مراسل القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن يمتد الهجوم لفترة طويلة، خشية من انضمام ساحات أخرى إلى المواجهة، في الضفة تحديدا، بينما لا تزال تنشط خلايا مقاومة في مناطق شمال الضفة، بالقرب من جنين، وتحديدا في نابلس وطولكرم وطوباس.
وعلّق رئيس الكنيست أمير أوحانا على العدوان الإسرائيلي بالقول إن "الجيش يهاجم الأعداء في جنين ومحيطها في عملية مفاجئة واسعة النطاق"، فيما عقّبت وزيرة المخابرات جيلا غمالئيل بأنه "لن نسمح للإرهابيين بإيذاء المدنيين والاختباء".
من جانبه، وصف سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايك هرتسوغ جنين بأنها "معقل إيراني قريب من (ألمستوطنات) الإسرائيلية"، مضيفًا أن معظم الهجمات ضد وحدات الاحتلال ومستوطنيه "تنبع منها".
إلى ذلك، نقلت "يديعوت" عن مصادر أمنية أن قوات الأمن الفلسطيني المنتشرة في مدينة جنين "طلب منها المغادرة" قبيل ساعة الصفر للعدوان الإسرائيلي.