انتهى مشهد الهجوم الإسرائيلي الأوسع على جنين منذ الانتفاضة الثانية بآخر ما كانت ترغبه حكومة الاحتلال وجيشها، حينما انسحب جنوده على وقع رصاص المقاومين وعبواتهم الناسفة التي أوقعت قتيلًا حتى اللحظة، باعتراف جيش الاحتلال.
وأكد المقاومون، في بيانات متتالية، إيقاع إصابات مباشرة في قوات الاحتلال المنسحبة، وهو ما ظهر أيضًا في مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل، اضطر الاحتلال بعدها للاعتراف بسقوط أول قتيل في الهجوم، وهو ما حرص قادة جيش الاحتلال على التكتم عليه لأن ذلك سيضر بصورة النصر التي كان يريد تصديرها داخليًّا بعد هذا الدخول والانكفاء السريع.
وأظهرت مقاطع فيديو جنود الاحتلال وهم يحملون أكثر من جثة قرب مستوطنة "كيدوميم"، إلى الشمال من جنين.
*شاهد| جنود جيش الاحتلال يحملون جثث قتلاهم بعد بدء تداول أنباء متضاربة حول انسحاب الجيش من جنين.* pic.twitter.com/l2zB5YyU2H
— الاتجاه الديمقراطي (@alhourriahps) July 4, 2023
متابعة صحفية| متداول .. #فيديو يوثق انفجار أثناء مرور مركبات عسكرية في #جنين https://t.co/M6Zagx3xgf pic.twitter.com/gL6O6sb9qR
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) July 4, 2023
وأظهر مقطع فيديو آخر لحظة انفجار عبوة ناسفة بشكل مباشر في عربة عسكرية إسرائيلية مصفحة لحظة الانسحاب.
*شاهد| جنود جيش الاحتلال يحملون جثث قتلاهم بعد بدء تداول أنباء متضاربة حول انسحاب الجيش من جنين.* pic.twitter.com/l2zB5YyU2H
— الاتجاه الديمقراطي (@alhourriahps) July 4, 2023
رغم ذلك، أعلنت قوات الاحتلال أنها تواصل عمليات "السحب الآمن" لعناصرها من مخيم جنين ومحيطه، زاعمة أن القوات الخاصة "كوماندوز" أصبحت خارج المخيم.
وبالتوازي مع ذلك، سمح جيش الاحتلال بنشر خبر مفاده أن ضابطًا إسرائيليًّا آخر أصيب "خلال عملية تدريب" في قاعدة عسكرية جنوب البلاد.
ومنذ بداية الهجوم، ظلّ يردد مسؤولو الاحتلال وقادة جيشه، وكذلك المعلّقون الأمنيون في القنوات العبرية، أن الحفاظ على "حياة الجنود" هو من أهداف العملية ذات الأولوية العالية، لأن مشهدًا كهذا سيطرح تساؤلات لدى الشارع الإسرائيلي حول مدى نجاعة الهجوم، ثم ستبدأ "إنجازات" الهجوم بالتضاؤل أمام ميزان الخسائر.
وكانت الرواية التي رددها مسؤولون من كلا المستويين، السياسي والأمني، أن الهجوم على جنين يهدف إلى "توسيع نطاق الحرية العملياتية للقوات على الأرض"، في إشارة إلى تأمين سهولة الدخول والخروج إلى المدينة ومخيمها من دون مجازفة كبيرة، لا سيما بعد انفجار العبوة الناسفة ذات الحمولة المتفجرة الثقيلة، الشهر الماضي، في إحدى عربات "النمر" المدرعة، موقعة جرحى في صفوف جيش الاحتلال، وهو ما عدّ تطوًّرًا نوعيًّا في العمل المقاوم بالضفة منذ الانتفاضة الثانية.
لكن اليوم، بعد إعلانات الاحتلال المتكررة عن اكتشاف "مخازن عبوات متفجرة" و"قنابل يدوية"، يسدل الستار على العدوان الإسرائيلي في جنين بمشهد مماثل.