شهد شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية، مساء اليوم الجمعة، مسيرة حاشدة ضد قمع الحريات والانتهاكات المسجلة ضد مواطنين وحقوقيين.
وندد المحتجون بقتل الشاب البائع محسن الزياني على يد الجمارك بدم بارد، وباعتقال الناشط السياسي والإعلامي غسان بن خليفة.
ورفعت شعارات: "يا مواطن يا مقموع زاد الفقر زاد الجوع" و"حريات حريات، دولة البوليس وفات، ولا تنسوا أنهم ضربوا محسن بالرصاص".
وتأتي هذه المسيرة بدعوة من الائتلاف المدني من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة وبمشاركة حقوقيين وسياسيين وصحافيين ومواطنين.
وقالت النائبة عن التيار الديمقراطي سامية عبو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الخطير اليوم هو العودة لدولة البوليس والاستبداد، ونحن هنا اليوم لنقول لا، ونؤكد أننا واقفون في وجه ذلك".
وأوضحت عبو أن "الدولة تستعمل السلطة والجهاز الأمني للقمع وانتهاك الحقوق والهيمنة"، مشيرة إلى أن "اعتقال الصحافي غسان بن خليفة وضرب الشاب محسن بالرصاص أمر خطير وغير مقبول"، مبينة أن هناك "مساً بالحريات وتنكيلاً بالمواطنين، وللأسف في كل مرة تطفو قضية جديدة واعتقالات جديدة، ولكننا صامدون ولن نتنازل على الدولة المدنية والحريات والحقوق".
وأكد المسؤول الإعلامي بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، أن "ما حصل مع الصحافي غسان بن خليفة المعروف باهتمامه بالقضايا الحقوقية ومناصرته القضية الفلسطينية، مؤشر خطير للغاية، كما أن قتل الشاب محسن الزياني وسط العاصمة حلقة أخرى من حلقات القمع والتضييق على الحريات".
وأوضح بن عمر أن "مثل هذه الحوادث تكررت في عدة مناسبات، ولكن مسار الإفلات من العقاب سيتواصل لأن هناك تغطية سياسية على مثل هذه التجاوزات".
ورأى الناشط بالمجتمع المدني، أنيس المبروكي، أن السلطة تمارس طرقاً جديدة في الاعتقال والاختطاف دون إجراءات قانونية، مبيناً أن "هناك اليوم تهديداً لمكتسبات الثورة، وللحقوق والحريات التي ضحى من أجلها التونسيون بدمائهم، ولكن للأسف هناك تراجع وانتكاسة".
ودعا المبروكي إلى "التكاتف ووضع اليد في اليد لإيقاف هذا النزيف، فالسلطة تسير نحو الأقصى، وجرى قتل بائع بدم بارد"، مضيفاً أن "هذه المؤشرات خطيرة، وتذكّرنا بالعهد البائد وتؤشر للعودة إلى المربع الأول".