من المتوقع أن توقع الجزائر وإيطاليا على مسودة أولية لاتفاق أمني يشمل مجالات تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب ومحاربة الهجرة غير النظامية خلال زيارة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر، الأحد المقبل.
ويرتقب أن تساهم الزيارة المقبلة لميلوني المرتقبة إلى الجزائر يومي 22 و23 يناير/ كانون الثاني الجاري، في تعزيز محور التعاون الجزائر - روما على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وكشف السفير الجزائري في روما عبد الكريم طواهرية، عقب لقائه وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، ومحافظ روما برونو فباتاسي، مساء أمس الثلاثاء، في روما، عن مسودة اتفاق للتعاون الأمني قيد الاستكمال، قد يتم التوقيع عليها خلال الزيارة المقبلة لميلوني، مؤكداً أنّ بلاده مرتاحة لما وصفه "مستوى التعاون المتميز بين مصالح الأمن للبلدين حول المسائل ذات الصلة بالإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان".
وفي السياق، قال وزير الداخلية الإيطالي، بحسب بيان للسفارة الجزائرية، إنّ هناك "تقدماً كبيراً تم إحرازه بشأن نص الاتفاق الأمني"، معرباً عن استعداده لتعميق النقاشات مع نظيره الجزائري خلال الزيارة المرتقبة لرئيسة الحكومة أو في إطار زيارة عمل رسمية أخرى إلى الجزائر.
وتجري الجزائر وإيطاليا مباحثات لتحيين الإطار القانوني الثنائي، لا سيما لجنة متابعة الاتفاق الجزائري - الإيطالي، بشأن حركة الأشخاص وقضية الهجرة غير الشرعية.
وأكد الدبلوماسي الجزائري أنّ بلاده "تسعى بجميع الإمكانات لحماية الحدود والساحل ومحاربة المصادر التي تغذي هذه الظاهرة"، مشيراً إلى أنّ "المصالح القنصلية بالسفارة تجري بانتظام جلسات الاستماع اللازمة لتحديد هوية المهاجرين غير الشرعيين المشتبه في كونهم جزائريين، والموقوفين في سردينيا وجنوب إيطاليا".
وتبدي السلطات الجزائرية حذراً كبيراً إزاء القبول بترحيل رعاياها من المهاجرين المقيمين بطريقة غير نظامية في إيطاليا، وتفرض على السلطات الإيطالية التثبت من هوية هؤلاء المهاجرين وقدومهم من الجزائر قبل الموافقة على ترحيلهم.
وأمل طواهرية في أن "تساهم زيارة ميلوني أكثر في تعزيز مسار بناء شراكة استراتيجية حقيقية، وبحث ملفات التعاون الثنائي، من الطاقة إلى الشراكة الاقتصادية، تزامناً مع جودة العلاقات السياسية بين البلدين، بعد الدفعة القوية لهذه العلاقات" خلال العامين الماضيين، عقب سلسلة زيارات قام بها الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إلى الجزائر، وزيارة للرئيس عبد المجيد تبون إلى روما في مايو/ أيار الماضي.
وكانت رئيسة الحكومة الإيطالية الجديدة قد التقت الرئيس عبد المجيد تبون على هامش مشاركته في قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ المصرية، في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث تم الاتفاق على ترتيب زيارتها إلى الجزائر.