نفذ مستوطنون، فجر اليوم الأحد والليلة الماضية، اعتداءات في عدة مناطق من الضفة الغربية، تخللها خط شعارات عنصرية، بالتزامن مع اقتحام جديد للمسجد الأقصى.
وقال الناشط المجتمعي كاظم الحج محمد، لـ"لعربي الجديد"، إن مستوطنين من جماعة "تدفيع الثمن" الإرهابية حاولوا مهاجمة منزل يقع جنوب شرق قرية المغير بالقرب من الشارع الاستيطاني "ألون"، ثم أضرموا النار في أجزاء من مركبة متوقفة هناك، وخطوا شعارات عنصرية أخرى تشير إلى أن الاعتداء جاء انتقاما لمستوطنين قتلوا على مدخل مستوطنة "عيلي" المقامة شمال رام الله قبل نحو شهر.
من جانب آخر، أفاد الحج محمد بأن قوات الاحتلال اقتحمت قرية المغير فجر اليوم، ودهمت منزل الأسير المحرر عامر عاطف أبو عليا، واعتقلته، بعد أيام من الإفراج عنه من سجون الاحتلال عقب شهرين من الاعتقال.
من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال أحمد رسمي من قرية قفين شمال طولكرم، والشاب معتز كمال جوابرة من مخيم العروب شمال الخليل، ورأفت صب لبن من القدس، والشاب بدوي بسام اللداوي من بلدة عناتا شمال شرق القدس، فيما كانت اعتقلت أمس الشاب عبد الله محمد منورمن قرية عرانة بالقرب من حاجز الجلمة العسكري شمال شرق جنين.
على صعيد آخر، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في قرية برقة شمال نابلس، حيث ألقت تلك القوات قنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما أوقع إصابات بالاختناق.
وأصيب شاب نتيجة سقوطه على الأرض خلال مواجهات شهدتها قرية سالم شرق نابلس، وذلك خلال تصدي أهالي القرية لهجوم نفذه المستوطنون.
إلى ذلك، جرف مستوطنون، اليوم الأحد، أكثر من 15 دونما في منطقة خلة طه جنوب غرب الخليل، ونصبوا خياما فيها بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما جرف مستوطنون، اليوم أيضا، أراضي بين بلدتي عقربا ومجدل بني فاضل جنوب نابلس.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
وفي السياق أيضاً، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم، المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، نقلا عن مصادر محلية، بأن هؤلاء المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية، وقدم حاخامات شروحات عن الهيكل "المزعوم".
المطالبة بوضع المنظمات الاستيطانية على قوائم الإرهاب
إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الدول كافة إلى وضع منظمات الإرهاب الاستيطانية وعناصرها على قوائم الإرهاب لديها وملاحقتها، ومنعها من دخول أراضيها، خاصة الدول التي تحمل تلك العناصر جنسيتها.
وطالبت الوزارة، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بـ"تدخل دولي حقيقي لإجبار حكومة الكيان الإسرائيلي على وقف موجات التصعيد المتلاحقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تلافيا لتصاعد العنف الذي يروج له غلاة المتطرفين".
عت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الدول كافة إلى وضع منظمات الإرهاب الاستيطانية وعناصرها على قوائم الإرهاب لديها وملاحقتها، ومنعها من دخول أراضيها
وأدانت الخارجية الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال ومليشيات المستوطنين المنظمة والمسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين، وممتلكاتهم، وأرضهم، ومقدساتهم، في عموم الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
واعتبرت الوزارة أن هذه الجرائم "تعكس حملة التحريض التي يقودها وزراء متطرفون في حكومة الكيان الإسرائيلي ودعواتهم المتواصلة لحمل السلاح". وأكدت أن "تعمد حكومة الكيان الإسرائيلي تصعيد الأوضاع في ساحة الصراع يندرج في إطار سباقها مع الزمن، لاستكمال حلقات ضم الضفة وبطريقة استعمارية عنصرية بشعة، وهو ما يؤكد أنها تعيد إنتاج ثقافة وجرائم العصابات الصهيونية من جديد".