مستوطنون يحرقون مئات الدونمات جنوب نابلس والاحتلال يقمع مسيرة في كفر قدوم

28 يوليو 2023
أحرق مستوطنون نحو 700 دونم على الأقل من أراضي قرية عينبوس جنوب نابلس (الأناضول)
+ الخط -

أضرم المستوطنون النار في مئات الدونمات من أراضي قرية عينبوس جنوب نابلس، فيما قمعت قوات الاحتلال المسيرة المناهضة للاستيطان في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية.

وقال رئيس مجلس قروي عينبوس فايز السعدة لـ"العربي الجديد" إن مستوطني مستوطنة يتسهار المقامة على أراضي القرية وعدة قرى مجاورة، أحرقوا نحو 700 دونم على الأقل في المنطقة الشمالية للقرية، تضم آلاف أشجار الزيتون.

وبحسب السعدة فإنّ المستوطنين أشعلوا النيران في الأراضي الواقعة بين المستوطنة والقرية، واستمرت لعدة ساعات بسبب عدم قدرة طواقم الإطفاء الفلسطيني على الوصول إلى المكان بسبب المستوطنين.

وقال مسؤول ملف الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ"العربي الجديد" إن النيران أتت على مئات الدونمات أحرقت مساحات واسعة مزروعة بأشجار الزيتون تعود لأهالي القرية، مشيرًا إلى أن الاعتداء ليس الأول من نوعه بحق أهالي القرية.

وأكد دغلس صعوبة تقدير حجم الخسائر في الوقت الحالي.

في شأن متصل، هاجم عشرات المستوطنين المركبات الفلسطينية بالحجارة على طريق رئيسي خارجي شرق رام الله.

وأصيب على الأقل مواطن بجراح إثر إلقاء الحجارة عليه قرب قرية المغير شرق رام الله.

وفي كفر قدوم شرق قلقيلية، أصيب شابان بالرصاص المعدني ظهر اليوم الجمعة، إثر قمع قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية لأهالي القرية.

وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ الجنود هاجموا المسيرة الأسبوعية التي يشارك فيها الأهالي منذ سنوات احتجاجاً على إغلاق المستوطنين شارعاً رئيسياً للقرية، وشرعوا في إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني، ما أسفر عن إصابة مواطنين على الأقل.

مستوطنون يقتحمون الخليل في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"

إلى ذلك، اقتحم مئات المستوطنين من مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل، مساء أمس الخميس، أحياء في المدينة، بمناسبة ما يُسمى ذكرى "خراب الهيكل"، وذلك وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت قوات الاحتلال قد باشرت بإغلاق المحلات التجارية في البلدة القديمة بالخليل، وأقامت حاجزا أمام مبنى بلدية الخليل القديم وسط البلدة والمهدد بالمصادرة بحجة أنه يندرج تحت بند ما يسمى "قانون أملاك الغائبين"، فيما اندلعت مواجهات بين الشبّان وقوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية.

وقال مسؤول لجنة البلدة القديمة في الخليل، بدر الداعور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ الاحتلال الإسرائيلي أغلق ما يقارب 45 محلاً تجارياً في المنطقة الممتدة من مدخل شارع الشهداء وحتى شارع بئر السبع، عدا عن عرقلة حركة المواطنين ونصب حواجز قبل اقتحام المستوطنين.

وتحولت ساحة البلدية إلى ساحة حرب حسب وصف الداعور، إذ تجمهر العشرات من الفلسطينيين لمنع اعتداءات المستوطنين، فيما أطلق جيش الاحتلال القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، صوبهم.

من جانبه، أوضح الناشط في تجمع شباب ضد الاستيطان، عيسى عمرو في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ الخطورة في اقتحام المستوطنين هو فرض واقع جديد في محافظة الخليل يتجاوز الاحتلال من خلاله اتفاقية الخليل التي وقعت عام 1997 والتي اعتبرت شارع بئر السبع منطقة يحق لليهود الصلاة فيها وزيارتها وفق تعبيرهم بتنسيق مع السلطة الفلسطينية.

ووفق عمرو فإن الاتفاقية تسمح للمستوطنين اقتحام الشارع ثلاث مرات في السنة ضمن مناسبات دينية محددة، لكن اللافت في الأمر هو أن الاقتحام الجديد يأتي لأول مرة تزامناً مع ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل"، وذلك في إشارة واضحة لسعي الحكومة الإسرائيلية الجديدة فرض معادلة جديدة بالسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، وذلك تطبيقاً لخطة الضم الإسرائيلي.