دخلت المزيد من المساعدات العربية والدولية إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال، ومناطق النظام السوري، في سورية، اليوم الأربعاء، فيما حذر حقوقيون سوريون البرلمان الأوروبي من التعامل مع منظمة "الهلال الأحمر السوري" كممثل عن السوريين في مؤتمر المانحين لمتضرري الزلزال، المقرر عقده بعد أسبوعين في بروكسل.
وقد وصلت قافلة مساعدات مقدّمة من السعودية إلى المناطق المنكوبة جراء الزلزال، شمالي غرب سورية، ودخلت عبر معبر باب الهوى الحدودي، وتضم 6 شاحنات تحمل 150 طناً من مادة الطحين.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن قافلة مساعدات أممية جديدة دخلت اليوم أيضاً عبر معبر باب الهوى، تضمّ 43 شاحنة محمّلة بالمواد الإغاثية للمتضررين جراء الزلزال، تضمنت مادة الطحين، وزيتا نباتيا، وخياما.
ووفق المرصد، يرتفع بذلك عدد شاحنات المساعدات التي دخلت إلى الشمال السوري منذ وقوع الزلزال في 6 فبراير/شباط الماضي إلى 740 شاحنة.
كما دخلت مساعدات جديدة إلى مناطق سيطرة النظام السوري اليوم، حيث وصلت قافلة مقدّمة من الأردن عبر معبر نصيب الحدودي إلى المناطق المتضررة جراء الزلزال، ضمّت 7 شاحنات محمّلة بالمواد الغذائية والطبية تسلمتها المنظمات الأممية في مناطق النظام عن طريق الهلال الأحمر السوري. ووصلت أيضاً قافلة من المساعدات من جمهورية داغستان الروسية بالتنسيق مع "مركز التنسيق الروسي"، تحمل 5 أطنان من الألبسة والأغذية إلى مركز الإيواء في المدينة الرياضية باللاذقية للمتضررين من الزلزال، وفق وسائل إعلام تابعة للنظام السوري.
وفي السياق، أعلن محافظ اللاذقية عامر هلال أنه تم استحداث 29 مركز إيواء في المحافظة، يعمل منها بشكل فعلي 24 مركزاً، وتقيم فيها نحو 2267 عائلة. وأضاف هلال خلال مؤتمر صحافي لغرفة عمليات الإغاثة في المحافظة، في تصريح نقلته وكالة "سانا" التابعة للنظام، أنه "جرى تشكيل 30 لجنة هندسية للكشف على الأبنية المدرسية وتقييم حالتها، وتحديد إمكانية عودة الطلاب والكوادر التربوية إليها.
إلى ذلك، يجهز حقوقيون سوريون في فرنسا مذكرة قانونية جماعية لإرسالها إلى الجهات المعنية في أوروبا، تعارض التنسيق مع النظام السوري، وتحديداً منظمة "الهلال اﻷحمر" التابعة له، في إطار تقديم المساعدات الإنسانية الخاصة بالزلزال.
ونشر المحامي زيد العظم على صفحته في "فيسبوك"، دعوة للتوقيع على مذكرة بأسماء عدد من الحقوقيين السوريين، بهدف توجيهها إلى البرلمانين الفرنسي والأوروبي، والمفوضية الأوروبية، لتحذيرهم "من خطورة قبول مشاركة منظمة الهلال الأحمر السورية كممثل عن السوريين في مؤتمر المانحين المقرر عقده في بروكسل بتاريخ 16 مارس/آذار الجاري، ومن خطورة تسليمها أي مساعدات مخصصة للسوريين المنكوبين، باعتبارها منظمة تتبع لنظام الأسد، وتعمل بتوجيهات المخابرات السورية، ومتهمة بالمساهمة في سفك دماء السوريين، وفق تقارير منظمتي "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، وستقوم بسرقة المساعدات وحرمان المنكوبين، وتحويلها لتمويل المجهود الحربي الذي يقوم به النظام ضد شعبه"، وفق المذكرة.
وسيبحث اجتماع بروكسل المقبل تقديم المساعدات لكل من تركيا وسورية على ضوء الزلزال الذي ضربهما في 6 من الشهر الماضي.
وأرسلت دول من الاتحاد الأوروبي، مثل إيطاليا والنرويج، عدة قوافل إغاثية إلى النظام، عن طريق منظمة "الهلال الاحمر"، على الرغم من اعتراض أكثر من عشرين منظمة سورية في بيان مشترك، السبت الماضي.
إلى ذلك، قال المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة سادات أونال إن تركيا فتحت مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحمل مساعدات إنسانية إلى سورية، مشيراً إلى أن حكومته تفكر في فتح معبر كسب الحدودي مع النظام السوري.
وأضاف أونال خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي كانت مخصصة لسورية، أمس الثلاثاء، أن تركيا تواصل جهودها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، في الوقت الذي تواجه فيه آثار الزلزال.