مسؤول محلي في باكستان: شاركت في تزوير الانتخابات

17 فبراير 2024
مواطنون في باكستان يشاركون بالانتخابات التشريعية الأخيرة (ريبيكا كونواي/Getty)
+ الخط -

فاجأ عمدة مدينة راولبندي الأوساط الباكستانية باعترافه، في مؤتمر صحافي، بأنه قام بتزوير نتائج الانتخابات الأخيرة في باكستان التي أُجريت في 8 فبراير/شباط الجاري، واتهم رئيس المحكمة العليا ورئيس لجنة الانتخابات بالتزوير.

وأقر عمدة مدينة راولبندي، لياقت علي جتهه، بأنه قام بنفسه بالتزوير لقلب نتيجة 13 مقعداً في البرلمان، وأنه سجل حوالي 700 صوت مزور في حق المرشحين للبرلمان لأحزاب سياسية مقابل مرشحين مستقلين (أي المرشحين عن حزب عمران خان) الذين كانوا يتقدمون بفارق كبير على منافسيهم.

كما أكد جتهه أن رئيس لجنة الانتخابات كان يشرف على عملية التزوير، وكان رئيس المحكمة العليا، القاضي فايز عيسى، ضالعاً في العملية، مشيراً إلى أنه منذ اللحظة الأولى كان يلوم نفسه وأكد أن كل المسؤولين والموظفين الذين يعملون تحت يده هو أجبرهم على المشاركة في عملية التزوير، موضحاً أن "الموظفين حاولوا الرفض حتى أن بعضهم بكى حين أُمروا أن يفعلوا ذلك لكنهم كانوا مجبرين أن يقوموا بالتزوير".

وبيّن المسؤول أنه بعد انتهاء العملية ونتيجة ما كان يواجهه من "ضغط كبير نفسياً بسبب ما قام به من خيانة" في حق شعبه قرر أن ينتحر ويقضي على حياته لأنه "خان أبناء الشعب"، ولكنه قرر عوض ذلك الاعتراف وتسليم نفسه للقضاء في باكستان.

وأعلن جتهه تسليم نفسه إلى الشرطة وطلب من المحاكم الباكستانية إصدار حكم الإعدام في حقه و"ليُعدم أمام الملأ كي لا يجرأ أحد على مثل هذا العمل"، ولكنه قال في الوقت نفسه إن المشرف على عملية التزوير هو رئيس لجنة الانتخابات ورئيس المحكمة العليا.

من جهتها، أعلنت الحكومة الباكستانية اعتقال الرجل وإقالته من منصبه واعتبرته مريضاً نفسياً لا يعي ما يقول رافضة كل الرفض ادعاءات التزوير في الانتخابات.

كما رفضت لجنة الانتخابات ورئيس المحكمة العليا ما وُجه إليهم من التهم، وقال رئيس المحكمة العليا، القاضي فايز عيسى، للصحافيين، إن تلك الاتهامات "خيانة في حق الشعب بلا دليل ولا برهان". لكن لجنة الانتخابات أعلنت، في الوقت نفسه، إجراء تحقيق في القضية وأنه يعقد قريباً اجتماع مهم لأعضاء اللجنة لمناقشة القضية.

وبينما رحبت الأحزاب السياسية والدينية في باكستان بما فعله عمدة مدينة راولبندي واعتبرت أن ما ادعته الحكومة من أن الرجل مريض نفسي هو أمر مخز لأن الرجل معروف بذكائه، وأعلنت معظم الأحزاب اتخاذ خطوات مستقبلية في ظل ما فعله الرجل.

من طرفه اعتبر حزب الرابطة الإسلامية / جناح نواز شريف، أن ما قاله عمدة مدينة راولبندي هو كذب وخداع ومحاولة للنيل من حقه، وقالت الناطقة باسم حزب الرابطة، مريم أورنكزيب، إن ما قاله عمدة مدينة راولبندي محاولة لإرباك عملية الديمقراطية في باكستان.