المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية لـ"العربي الجديد": قوات "حلف الأطلسي" للتدريب وليست لمهام قتالية
قال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، إن مهمة بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق لـ"أغراض التدريب وبناء وإعداد القوات العراقية، وليست قتالية"، كاشفاً، في الوقت نفسه، عن تحقيق تقدم وصفه بـ"الكبير" في التحقيق في الهجوم الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل منتصف الشهر الماضي، وأوقع قتلى وجرحى، بينهم جنود أميركيون.
وتواصل القوات العراقية، منذ أيام، عمليات أمنية واسعة لتعقب جيوب الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم "داعش"، في مناطق مختلفة من البلاد، وسط تحديات جديدة، تتمثل بالتصعيد الأمني للمليشيات المسلحة الحليفة لإيران، الذي يتمثل بمعاودة استهداف المصالح الأميركية في البلاد، إذ نُفِّذَت أربع هجمات صاروخية، خلال نحو أسبوعين، وكانت البداية من قاعدة حرير شماليّ أربيل، ثم السفارة الأميركية وسط المنطقة الخضراء في بغداد، ثم قصف قاعدة "بلد" في محافظة صلاح الدين، وانتهاءً بهجوم اليوم الأربعاء الذي استهدف قاعدة "عين الأسد"، غربي الأنبار.
تواصل القوات العراقية، منذ أيام، عمليات أمنية واسعة لتعقب جيوب الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم "داعش"، في مناطق مختلفة من البلاد، وسط تحديات جديدة
حلف شمال الأطلسي
وبحسب المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، فإن تعداد قوات حلف شمال الأطلسي في العراق يبلغ 500 شخص، واجبها الأساسي التدريب والتعاون مع وزارة الدفاع العراقية وباقي الوزارات الأمنية، من أجل بناء وإعداد قدرات القوات العراقية، وإن كل ما أثير حول زيادة عدد قوات البعثة في العراق "غير دقيق".
وتابع: "التحالف الدولي قدم لنا الكثير من التجهيزات، وهناك عمل متواصل معه في ملف تجهيز وتهيئة القوات العراقية، إضافة إلى محاربة تنظيم "داعش"، وسابقاً كان هناك تدريب أيضاً يقدمه التحالف الدولي للقوات العراقية، لكن توقف بسبب جائحة كورونا، وعملنا معه مستمر إلى حين انتهاء خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، التي ما زالت تؤثر في العراق".
وعلى خلاف ما أعلنه الحلف في وقت سابق من زيادة عدد قواته إلى ثمانية أضعاف في العراق، وبواقع يصل إلى نحو 5 آلاف عنصر سينتشرون خارج بغداد، قال الخفاجي إنه "لا توجد أي نية لزيادة أعداد بعثة الحلف في العراق، والـ500 شخص الموجودين في العراق هدفهم فقط التدريب، وهم موجودون في القواعد العسكرية التابعة لوزارة الدفاع العراقية، ضمن اتفاق سبق معهم عام 2018. فقط مهمة البعثة التدريب لا غير".
الحدود السورية العراقية
وحول الأوضاع على الحدود العراقية السورية، أقرّ الخفاجي باستمرار خطر التنظيم على الحدود، كاشفاً عن "خطة من قبل قيادة العمليات المشتركة بالتعاون مع "الحشد الشعبي" ووزارة الدفاع ووزارة الموارد المائية، من أجل إنشاء ساتر ترابي وأسلاك شائكة، وكذلك أبراج ذكية زود بها التحالف الدولي العراق لمنع أي تسلل لعناصر تنظيم "داعش"".
وأشار إلى وجود نحو 220 كم من الحدود العراقية السورية من أصل 600 كم لم يكتمل العمل في تأمينها، قائلاً إن "الجزء الباقي من الحدود العراقية – السورية، الذي لم تكتمل فيه عمليات التأمين، يبلغ 220كم، ونحن حالياً بأمسّ الحاجة إلى تغطيته لغرض منع أي تسلل من خلاله، خصوصاً أن تنظيم "داعش" بدأ بالنشاط في المناطق الشمالية الشرقية في سورية، ويحاول التسلل إلى داخل العراق، لكن قواتنا دائماً تقف بالمرصاد، ويُقتَل عدد منهم ويُعتقَل عدد منهم"، بحسب قوله.
الخفاجي: "لا توجد أي نية لزيادة أعداد بعثة الحلف في العراق، والـ500 شخص المتواجدين منهم في العراق هدفهم فقط التدريب، وهم يتواجدون في القواعد العسكرية التابعة لوزارة الدفاع العراقية
وتحدث عن وجود تنسيق مع النظام السوري ومليشيات "قوات سورية الديموقراطية" (قسد) بالقول إن "هناك تواصلاً مع الجانب السوري، من خلال اتجاهين: الأول من خلال الحكومة السورية والجيش العربي السوري، وهذا من خلال وزارة الدفاع، ومن خلال المركز الأمني الرباعي، الذي فيه ضابط من الجانب السوري لغرض التنسيق. والتنسيق الثاني، من خلال قوات "قسد"، وهذا التنسيق يكون من خلال التحالف الدولي، فلدينا اتصال معها حتى لا يكون هناك أي خرق، وهناك تبادل للمعلومات من أجل منع أي وجود لتنظيم "داعش"".
اتفاق سنجار
وحول الأوضاع في مدينة سنجار العراقية غربي نينوى، قال الخفاجي إنهم "مصممون على نجاح هذا الاتفاق، ولن نسمح لأي جهة بإيذاء أهالي سنجار، وكذلك خرق الاتفاق"، معتبراً الحديث عن المظاهر المسلحة في المدينة "كلاماً غير دقيق".
هجوم أربيل
وفي سياق التحقيقات بشأن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مصالح أميركية في أربيل والمنطقة الخضراء ومناطق أخرى، قال: "لدينا عمل كبير بهذا المجال، وتوصلنا إلى مرحلة متقدمة بالتحقيق، ولجنة التحقيق ما زالت مستمرة في عملها، وهذه اللجنة بات لديها أدلة والكثير من المعلومات".
وأكد أن "هذا التحقيق بحاجة إلى عمل أمني واستخباراتي، وهو ضرورة للأمن العراقي، ونحن عازمون على منع من يقوم بهذه الهجمات، خصوصاً أنها هجمات تصنف على أنها عمل إرهابي يستهدف النيل من سيادة العراق وكرامته وسمعته داخلياً وخارجياً، ولهذا نحن عازمون على ملاحقة هذه الجماعات واعتقالهم وتقديمهم إلى العدالة".