اعتبر مسؤول إسرائيلي سابق أن الهند باتت شريكاً رئيسياً لإسرائيل، مؤكداً أن العلاقة معها ارتقت إلى مستوى تحالف إستراتيجي.
وحث مارك ريغيف، الذي عمل مستشاراً للعلاقات الخارجية لرئيسي الوزراء السابقين إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينت، على مواصلة تعزيز العلاقة مع نيودلهي بسبب إسهامها الكبير في تعزيز مكانة تل أبيب.
مارك ريغيف: طابع العلاقة مع الهند أسهم بتعزيز المكانة الدولية لإسرائيل
وشدد ريغيف، في تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم الأحد، على وجوب أن يزور بينت الهند، والتي تم تأجيلها بعد أن كان من المزمع أن يقوم بها السبت الماضي، لمناسبة الذكرى الـ30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
تأجيل زيارة بينت وغانتس للهند
وكان بينت أصدر بياناً الثلاثاء الماضي، ربط فيه بين تأجيل الزيارة وإصابته بفيروس كورونا، في حين أعلن وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس أن تأجيل زيارته يرتبط بتطورات الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ودعا ريغيف بينت للسعي إلى تطوير العلاقة مع الهند، واقتفاء أثر نتنياهو، الذي نجح في توسيع التعاون مع نيودلهي في مجالات الدفاع، والاستخبارات، ومواجهة الإرهاب، و"السايبر"، والاختراعات، والاستثمارات، والتجارة، والزراعة، وإدارة الموارد المائية، والطاقة الخضراء، والفضاء ومجالات تعاون أخرى. وأوضح أن طابع العلاقة الحالية مع الهند أسهم إلى حد كبير في تعزيز المكانة الدولية لإسرائيل.
التحول بعد وصول مودي للحكم
ولفت إلى أن التحول الكبير على العلاقات الهندية الإسرائيلية طرأ في أعقاب صعود اليمين بقيادة ناريندرا مودي إلى رئاسة الحكومة في نيودلهي، مشيراً إلى أن صداقة حقيقية نشأت بينه وبين نتنياهو.
وذكر أن العلاقات الهندية الإسرائيلية على مدى عقود لم تكن "جيدة"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الهندي الأول جواهر لال نهرو تبنى موقفاً معادياً لتل أبيب، حيث صوتت نيودلهي، تحت قيادته، ضد اقتراح الأمم المتحدة في 1947 الداعي لإقامة "دولة يهودية"، كما عارضت في 1949 منح إسرائيل عضوية الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن نهرو برر اعتراف الهند بإسرائيل في 1950 بأنها "باتت حقيقة"، مستدركاً أنه رفض فتح سفارة لإسرائيل في نيودلهي ووافق فقط على فتح قنصلية لها في مومباي، من منطلق أنه كان يحرص على عدم "المس بمشاعر أصدقاء الهند في الدول العربية"، على اعتبار أن الهند كانت معنية ألا تساند الدول العربية والإسلامية باكستان، التي تعتبر عدواً لها.
باتت الهند أحد أهم الدول استيراداً لمنظومات السلاح والتقنيات العسكرية الإسرائيلية
ولفت ريغيف إلى دور المفاوضات بين العرب وإسرائيل في دفع الهند إلى تدشين علاقات دبلوماسية كاملة مع تل أبيب. وأشار إلى أن نيودلهي وافقت على تبادل السفراء مع تل أبيب فقط بعد مؤتمر مدريد في 1991، الذي بحث فرص التوصل لتسوية سياسية للصراع بين الفلسطينيين والاحتلال.
الهند أبرز مستورد للأسلحة الإسرائيلية
وذكر أنه بعد ست سنوات على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، زار الرئيس الإسرائيلي الأسبق عيزر وايزمان الهند، وفي 2003 كان أرئيل شارون أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور نيودلهي.
يشار إلى أن الهند باتت أحد أهم الدول استيراداً لمنظومات السلاح والتقنيات العسكرية الإسرائيلية. وقد طورت نيودلهي وتل أبيب منظومة الصواريخ الدفاعية "براك 8"، التي يمكن إطلاقها من الأرض والبحر.