قال مسؤول إسرائيلي إن التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية سيحاصر الفلسطينيين وسيقلص من تأثيرهم، وذلك في وقت هددت قوى اليمين الديني بالانسحاب من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن قدم "تنازلات" للفلسطينيين في إطار التطبيع.
وقال ممثل دولة الاحتلال في الأمم المتحدة، جلعاد أردان، إن توقيع اتفاق التطبيع مع السعودية سيسهم في "عزل الفلسطينيين وسيتركهم وحيدين".
وزعم أردان في مقابلة بثتها قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية، ليل الجمعة السبت، أن هذا الذي يفسر محاولة السلطة الفلسطينية إفشال مسار التطبيع مع الرياض.
من ناحيته، أوضح وزير الخارجية الإسرائيلية إيلي كوهين، أن جملة المطالب التي قدمتها السلطة الفلسطينية للسعودية "لن تشكل عائقاً" أمام التوصل إلى اتفاق تطبيع.
وفي مقابلة مع قناة "كان"، نفى كوهين أن تكون السلطة الفلسطينية قد طالبت بتحويل جزء من مناطق "ج" في الضفة الغربية التي تحوز إسرائيل فيها الصلاحيات المدنية والأمنية إلى سيطرتها.
وشدد كوهين على أن وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، لم يكن ليتحدث عن التقدم في مسار التطبيع "لولا أن هذا الأمر بات في متناول اليد"، معتبراً أن تصريح بن سلمان في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" حول التقدم باتجاه اتفاق التطبيع، "يكتسب أهمية تاريخية".
وحسب وزير الخارجية الإسرائيلي، فإن إسرائيل يمكنها الموافقة على الشروط التي وضعتها السعودية للتطبيع، مشدداً على أن اتفاق التطبيع سيسهم في تعزيز الأمن الإسرائيلي، ولن يمسّ بالتفوق الإسرائيلي العسكري.
وتوقع كوهين أن تنضم ست أو سبع دول عربية وإسلامية إلى مسار التطبيع بعد إعلان التطبيع بين إسرائيل والسعودية.
وفي السياق، حرص كبار وزراء حزب "الليكود" الحاكم على تحذير نتنياهو من تقديم "تنازلات" للفلسطينيين.
وذكرت قناة "كان" أن رسائل التأييد التي بعث بها وزراء "الليكود" إلى نتنياهو بعد إلقاء خطابه أمام الأمم المتحدة شددت على أنه يجب التوصل إلى اتفاق التطبيع مع السعودية على أساس معادلة "السلام مقابل السلام".
وأشارت القناة إلى أن وزراء "الليكود" يلمحون إلى أنهم غير مستعدين لقبول أي شروط سعودية تتعلق بتقديم تنازلات للفلسطينيين في الضفة الغربية.
من ناحيته هدد ممثلو حركتي "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية" المشاركتين في الحكومة الإسرائيلية نتنياهو من مغبة تقديم تنازلات للفلسطينيين على حساب المستوطنات.
وكشفت قناة "13" ليل الجمعة السبت أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم "الصهيونية الدينية" التقى نتنياهو الأسبوع الماضي وحذره من الموافقة على تجميد البناء في المستوطنات، في إطار اتفاق تطبيع مع السعودية.
ونقلت القناة عن محافل في حاشية نتنياهو قولها إن إسرائيل ستقدم بوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين في إطار اتفاق التطبيع، لكنها لن تكون على حساب المستوطنات، ولن تشمل تقديم تنازلات في مناطق "ج".
وذكرت قناة "كان" أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، زعيم حركة "القوة اليهودية"، هدد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم في حال تقديم نتنياهو "تنازلات" للفلسطينيين في إطار اتفاق التطبيع.
ونقلت القناة عن مصادر مقربة من بن غفير قولها إن استعداد نتنياهو لتقديم تنازلات للفلسطينيين يعني أنه يجري اتصالات مع بني غانتس، زعيم حزب "المعسكر الرسمي" المعارض لضمّ الأخير إلى حكومته.
من ناحيته، كتب يوسي فيرتر، المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن نتنياهو يوظف اتفاق التطبيع المتبلور مع السعودية في إقصاء الفلسطينيين.
وفي تحليل نشره موقع الصحيفة اليوم السبت، قال فيرتر: "في الشرق الأوسط الذي بشر به نتنياهو لا يوجد مكان للفلسطينيين. فرئيس الوزراء أوضح في خطابه أمام الأمم المتحدة أن القضية الفلسطينية ليست مفتاحاً للسلام الإقليمي، بحيث إنه في حال التوصل إلى اتفاق مع السعودية، فإن حل القضية الحقيقية النازفة لا يبدو في الأفق".