أعلن كريس كريستي، المرشح في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، المناهض علانية للرئيس السابق دونالد ترامب، انسحابه من الانتخابات الرئاسية الأميركية في ظلّ شعبيته المتواضعة في استطلاعات الرأي.
وقال كريستي في خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في مدينة ويندهام بولاية نيو هامشير: "سأعلق حملتي لرئاسة الولايات المتحدة".
وكريستي (61 عاماً)، الحاكم السابق لولاية نيوجيرسي، كان من مؤيّدي ترامب لكنّه أصبح من أشدّ منتقديه الجمهوريين.
وجاء انسحاب كريستي قبل أيام قليلة من الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا.
ويتّهم كريستي الرئيس السابق بأنه أناني ويفتقر للنزاهة. ويقول كريستي إنّه قطع علاقته بترامب عندما رفض الرئيس المنتهية ولايته، يومها، الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية للعام 2020 أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وانتقد كريستي ترامب على جبهات عدّة، أبرزها التحقيقات المتعدّدة التي تستهدفه، كما وصفه بـ"دمية بوتين" بعد تصريحات غامضة أدلى بها الرئيس السابق بشأن الحرب في أوكرانيا.
وتدشّن هذه الانتخابات سباقاً جمهورياً يطغى عليه الرئيس السابق.
ومن المقرر أن تبدأ بعد أيام مرحلة انتخابات التصفية الحزبية بين المرشحين للرئاسة والتي تستمر لعدة أشهر، إذ يفتتحها الجمهوريون في 15 الجاري ويتبعهم الديمقراطيون في 23 منه، فيما يتوجه الأميركيون بعد 300 يوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم.
وتأتي هذه الانتخابات محكومة بظروف تجعلها "مسألة اختبار وليس فقط عملية اختيار"، ومن المرجح إن لم يكن شبه المؤكد أن التصفية محسومة لمصلحة بايدن وترامب. ومثل هذه المنافسة تستحضر انتخابات 2020 وأحداثها المعروفة وأخطرها اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير/ كانون الثاني 2021.
على خلفية ذلك، هناك خشية كبيرة من أن تكون هذه الانتخابات الرئاسية الأميركية مشروع أزمة مكررة بنسخة أكبر وأخطر، سواء فاز ترامب أم فشل، إذ لو عاد إلى البيت الأبيض فإن رئاسته ستكون موزعة بين "الانتقام" من خصومه كما توعد علناً، وبين ممارسة الحكم كـ"ديكتاتور على الأقل في اليوم الأول" (القابل ضمناً للتمديد)، كما قال أخيرا، ولو خسر فإنه لا بد أن يكرر سيناريو 2020 ويرفض التسليم بالنتائج مع توظيف أوسع وأخطر لثقافة العنف المتنامية في أميركا.
(فرانس برس، العربي الجديد)