مدير عمليات أونروا ونائبه يغادران غزة على وقع احتجاجات غاضبة ومدير الصليب الأحمر يحث على وقف دائرة العنف

02 يونيو 2021
تم إعلان شمالي وديبول شخصين غير مرغوب بهما في قطاع غزة (فرانس برس)
+ الخط -

غادر مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة ماتياس شمالي ونائبه ديفيد ديبول، اليوم الأربعاء، على وقع تصاعد الاحتجاجات الشعبية والرسمية الرافضة لتصريحات الأول ومواقف الثاني خلال العدوان الإسرائيلي الواسع على القطاع.

ولم يُعرف إنّ كانت مغادرة المسؤولين الأمميين نهائية أم مؤقتة، ولا تزال الاحتجاجات الشعبية والرسمية مستمرة ضد تصريحاتهما ومواقفهما التي فهم منها تأييد العدوان الإسرائيلي وتبرير جرائمه ضد المدنيين.

ورغم اعتذار "أونروا"؛ فإنّ الفلسطينيين لم يتقبلوا ذلك، وقد اتهموا مسبقاً شمالي بأنه مسؤول عن فرض إجراءات ضد اللاجئين عبر تقليص المعونات عنهم، وتقليص عدد الموظفين الرسميين من الفلسطينيين في المنظمة الأممية.

وكانت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية قد أعلنت في وقت سابق أنّ شمالي وديبول شخصان غير مرغوب بهما في قطاع غزة، وكانا سبباً رئيساً في معاناة مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين والموظفين في القطاع.

وأكدّت اللجنة في بيان وصل إلى "العربي الجديد" رفضها عودتهما إلى القطاع، وطالبت المفوّض العام للأونروا فليب لازاريني بضرورة تعيين مدير ونائب له يكونان على قدر المسؤولية بخدمة مليون و400 ألف لاجئ فلسطيني في القطاع، ويتفهمان الحاجات الضرورية للاجئين والموظفين في قطاع غزة.

وأعلنت اللجنة التي تضم كافة الفصائل الفلسطينية تمسكها بالأونروا، واستمرار خدماتها لجموع اللاجئين أينما وجدوا، إلى أن يتم تطبيق القرار الأممي 194 بالعودة إلى الديار.

 

وألغت اللجنة فعالية كان مقرراً أن تقوم بها في مدينة غزة اليوم، ولم تتوقف الفعاليات المناهضة للمسؤولين الأمميين في الأيام الماضية.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد عبّرت في وقت سابق عن صدمتها من تصريحات ماتياس شمالي، للقناة الإسرائيلية الثانية عشرة حول العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث نصّب نفسه محللاً عسكرياً أو ناطقاً باسم جيش الاحتلال.

وقالت الحركة في بيان وصل إلى "العربي الجديد" إن شمالي برر استهداف المدنيين ومنازلهم، وقلل من حجم الخسائر، ومدح قدرة جيش الاحتلال ودقته في إصابة أهدافه.

وذكّرت حماس شمالي بأنه مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وأن وظيفته الأساسية هي حماية اللاجئين وتشغيلهم وغوثهم، وليس تبرير العدوان عليهم بقتل أطفالهم وهدم منازلهم، كما ذكرته بـ"أننا في هذه الجولة فقط من العدوان على شعبنا فقدنا أكثر من 250 شهيداً، من بينهم 66 طفلاً، و39 امرأة، إضافة إلى حوالي 2000 جريح معظمهم من الأطفال والنساء، كما تم قصف آلاف البيوت وتدميرها على رؤوس ساكنيها، وتم استهداف المئات من المؤسسات الصحية والتعليمية والاجتماعية".

مدير الصليب الأحمر يحث إسرائيل والفلسطينيين على وقف دائرة العنف

حثّ المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر إسرائيل والفلسطينيين اليوم الأربعاء على التوصل إلى حل سياسي للحيلولة دون تكرار العنف الذي وقع الشهر الماضي عبر حدود قطاع غزة. وخلال أول زيارة له إلى غزة منذ أربعة أعوام، تفقد روبرت مارديني المناطق التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال القتال الذي استمر 11 يوماً، ومنها طريق شهد مقتل 42 شخصاً. وقال لرويترز "إنه أمر يفطر القلب حقاً أن أرى وأسمع عمن دفعوا ثمن هذا التصعيد، نساء وأطفال ومدنيون كانوا يعيشون بأمان في منازلهم ووجدوا أنفسهم محاصرين وسط هذا الدمار الذي نراه خلفنا". وأضاف: "آمل أن تكون هذه آخر مرة آتي فيها لأرى النتائج والتداعيات الإنسانية لدائرة جديدة من العنف والتصعيد".

وقال مارديني: "ما نحتاجه فعلاً هو قيادة سياسية من كافة الأطراف لتجنب وقوع الناس على خط النار مجدداً بسبب جولة جديدة من التصعيد". وأضاف: "قيادة سياسية تجد حلاً مستداماً، أكثر استدامة مما شهدناه على مدى العقد الماضي وأكثر".

 

ورداً على سؤال عمّا إذا كان سيناقش احتمالات اتفاق جديد لتبادل السجناء أثناء وجوده في المنطقة، قال مارديني إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر مستعدة لمساعدة الأطراف. وأضاف: "عرضنا خدماتنا مراراً كوسيط محايد، لذا سنجدد هذا العرض مرة أخرى".

وتحدث مارديني مع بعض الناجين أثناء وقوفه بجوار حطام منازل عائلة الكولك التي فقدت 22 من أفرادها في القصف الإسرائيلي.

وقال وسيم الكولك (31 عاماً): "سيدي (جدي) استشهد، أبويا استشهد، حفيده استشهد، أقل ما يقال إنها مجزرة. سلسلة استشهدت". ودعا إلى محاكمة دولية لإسرائيل.

المساهمون