بعد توجه الولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية قد تؤثر على التوازن الميداني للمعارك مع روسيا المستمرة منذ أكثر من شهرين، تتزايد المخاوف الروسية من انتقال أعمال القتال إلى داخل أراضيها واستهداف مواقع للبنية التحتية العسكرية الروسية بواسطة الأسلحة الأميركية.
وما يزيد من واقعية هذه المخاوف أن بعض المقاطعات الحدودية الروسية، وفي مقدمتها بيلغورود، قد تعرضت للقصف الأوكراني واختراق أجوائها، وسط تساؤلات حول ما إذا كان يمكن أن يكون جسر القرم الرابط بين روسيا القارية وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو إلى سيادتها في عام 2014، هدفا مقبلا للضربات الأوكرانية رداً على الاجتياح الروسي.
وذكر موقع "ديفينس إكسبرس" الأوكراني، أمس الاثنين، أن كييف قد تحصل في القريب العاجل على راجمات الصواريخ "هيمارس" أو "أم-270" الأميركية القادرة على تدمير جسر القرم بواسطة الصاروخ الباليستي "أتاكمس" البالغ مداه 300 كيلو متر.
ووصف الموقع التدمير المحتمل لجسر القرم بأن له "أهمية كبرى من وجهة نظر إحداث إخلال بلوجستيات المجموعة الجنوبية بأسرها"، و"استبعاد إمكانية تنفيذ أسطول البحر الأسود الروسي عملية إنزال" في أوكرانيا، واستنزاف الجهود والموارد الروسية لإعادة بنائه.
ومع ذلك، لا يضمن حصول أوكرانيا على الأسلحة النوعية الأميركية لها تدمير جسر القرم بسهولة، والذي تؤمنه منظومة "إس-400" الروسية للدفاعين الجوي والمضادة للصواريخ.
وسبق لوزير دفاع "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد سابقا، إيغور غيركين، أن أقر في الأسبوع الماضي، بأن أوكرانيا قد تستهدف جسر القرم في حال شنت روسيا ضربات على جسور أوكرانية.
واعتبر غيركين، وشهرته "ستريلكوف"، ويحمل الجنسية الروسية، والذي برز اسمه عند بدء أعمال القتال شرق أوكرانيا في ربيع عام 2014، في تسجيل على "يوتيوب"، أن القوات الأوكرانية قادرة على ذلك، مستشهدا بواقعة إغراق طراد "موسكفا" في البحر الأسود في إبريل/ نيسان الماضي، رغم إصرار وزارة الدفاع الروسية على أن الواقعة ناجمة عن حريق.
بعد ضمها شبه جزيرة القرم في عام 2014، واجهت روسيا تحدي ربطها برا بباقي أقاليم روسيا، لتبدأ المرحلة الرئيسية من أعمال البناء في عام 2016.
وفي مايو/ أيار 2018، افتتح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جسر القرم، البالغ طوله 19 كيلومترا والرابط بين إقليم كراسنودار والقرم، أمام حركة السيارات.
وأثار افتتاح الجسر تنديداً من لدن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والرئيس الأوكراني آنذاك بيترو بوروشينكو، المعروف بمواقفه المتشددة حيال موسكو.
وفي وقت لاحق، تم فتح الجسر أمام حركة الحافلات والشاحنات، وصولا إلى القطارات في نهاية عام 2019.