اقتحم عشرات المحتجين، اليوم الأحد، مبنى السرايا الحكومية في مركز مدينة السويداء جنوبي سورية ومزّقوا صورة كبيرة لرئيس النظام بشار الأسد موجودة على واجهة المبنى، وسط أجواء من التوتر الشديد نتيجة محاولة بعض المحتجين تحطيم زجاج المبنى وتخريب محتوياته، فيما حاول آخرون ثنيهم عن ذلك.
وأصيب عدد من المدنيين بنيران أطلقها مندسون تابعون للأفرع الأمنية التابعة للنظام أمام كل من مبنى المحافظة ومبنى قيادة الشرطة حيث احتشد المتظاهرون.
وعلى وقع احتجاجات شعبية بسبب تردي الوضع المعيشي، والصدامات مع قوات الأمن التابعة للنظام السوري، وجد المحتجون كميات كبيرة من الخبز اليابس على سطح مبنى المحافظة، يبدو أنه يتم تجفيفها كي يتم بيعها كأعلاف.
وقبل وصولهم إلى مبنى المحافظة وسط مدينة السويداء، تجمع المتظاهرون في ساحة المشنقة لبعض الوقت منددين بتقاعس حكومة النظام عن توفير الحد الأدنى من الخدمات في المحافظة، والغلاء الفاحش للأسعار مع تدني الأجور.
وغادر جميع الموظفين في مبنى المحافظة مكاتبهم، فيما ألقى شخص مجهول الهوية قنبلة صوتية أمام مبنى المحافظة، ما أدى الى إصابة 3 أشخاص بجروح. وقام محتجون بإيقاف سيارة أمنية تحمل رشاشا متوسطا بعد أن اندست بين المتظاهرين الذين هاجموها وقاموا بتحطيمها وطرد عناصرها من المكان. كما عمدوا إلى إحراق مصفحة تابعة لقوات النظام أمام مبنى المحافظة.
وعمد المحتجون أيضا إلى قطع الشارع المحوري وسط مدينة السويداء بإطارات مشتعلة، قبل انتقالهم إلى ساحة السير في مركز المدينة حاملين لافتات تندد بتدهور الأوضاع المعيشية.
وكان ناشطون دعوا إلى هذه المظاهرة للتنديد بتدهور الأوضاع المعيشية، وتخلي النظام عن مسؤولياته.
احتجاجات في درعا
وفي محافظة درعا المجاورة، أغلق الأهالي في مدينة جاسم شمالي المحافظة جميع الطرقات المؤدية إلى المدينة في ما قالوا إنها مرحلة أولى من احتجاجات يعتزمون تصعيدها للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في سجون نظام الأسد.
ونقل "تجمع أحرار حوران"، الذي يعنى بمتابعة تطورات درعا، عن أحد وجهاء مدينة جاسم (لم يكشف عن اسمه) قوله إنه "بعد مضي 4 سنوات ونصف على سقوط حوران بيد النظام السوري ودخول اتفاق التسوية، والذي نص في أحد بنوده على إطلاق جميع المعتقلين، وبعد الوعود الكاذبة التي قدمها النظام بإخراج المعتقلين، لم يفِ بشيء من تلك الوعود".
وأضاف أن "ثوار مدينة جاسم قرروا إغلاق جميع الطرقات المؤدية للمدينة كمرحلة أولى من بدء التصعيد، باستثناء الحالات الإنسانية يسمح لها بالدخول والخروج، وهم ينذرون لؤي العلي (رئيس فرع الأمن العسكري التابع للنظام) ومن على شاكلته أن الاحتجاج في مرحلته الأولى وأن التصعيد قادم لا محالة إذا لم يتم إطلاق سراح جميع أبناء حوران من سجون الأسد".
وقال الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن أبناء المدينة منحوا قوات النظام مهلة يومين للإفراج عن المعتقلين، وإلا فإنه سيكون هناك تصعيد كبير ضد قوات النظام وحواجزها.
وأشار إلى أن سلطات النظام لم تستجب خلال الفترة الماضية لعشرات المطالب الخاصة بإطلاق سراح المعتقلين سواء المقدمة للجهات الأمنية، ومنها فرع "الأمن العسكري" أم لمحافظ درعا، لؤي خريطة، وعبر فروع حزب "البعث" الذي يمثل واجهة النظام السوري.
وتوقع الحوراني أن تمتد حركة الاحتجاجات إلى بقية مدن المحافظة والتي لديها الهم نفسه بشأن المعتقلين.
وكانت قوات النظام صعدت في الأيام الماضية من وتيرة عمليات الاعتقال بحق أبناء محافظة درعا، حيث اعتقل حاجز للأمن العسكري بين حي البقعة ومدينة ازرع 7 أشخاص من أبناء منطقة اللجاة، ما رفع عدد المعتقلين الى 17 شخصا خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وفق مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران".
وتقوم أجهزة النظام الأمنية بعمليات الاعتقال عبر حواجزها المنتشرة في المحافظة، إضافة لعمليات المداهمة التي تشنها بمشاركة المليشيات المحلية المساندة لها على مدن وبلدات المحافظة.
اغتيال شاب
من جهة أخرى، قتل الشاب إيهاب نايف العلي متأثراً بجروحه التي أصيب بها يوم أمس إثر استهدافه بطلق ناري من قبل مجهولين في قرية بيت آرة غربي درعا.
وعمل العلي سابقا ضمن صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة حوض اليرموك غربي درعا، قبيل سيطرة النظام على محافظة درعا.
ووفق موقع "درعا 24" فقد أقدم الشاب أحمد فيصل عوض السويدان في الريف الشرقي من محافظة درعا على الانتحار أثناء مكالمة هاتفية مع أهله في دولة الكويت، حيث فتح قنبلة يدوية وفجّر نفسه، مما أدى إلى مقتله على الفور.
كما جرى ليلة أمس إطلاق نار على منزل الشاب علاء العتمة في مدينة الصنمين في الريف الشمالي من المحافظة، دون أن يصاب بأي أذى.