محاكمة تاريخية في بوركينا فاسو لقتلة "غيفارا أفريقيا"

11 أكتوبر 2021
أعربت أرملة سانكارا عن أملها في محاسبة القتلة (أولمبيا دي ميسمون/فرانس برس)
+ الخط -

بدأت اليوم الاثنين، في بوركينا فاسو، محاكمة 14 شخصاً متهمين بالتآمر لاغتيال رئيس البلاد السابق توماس سانكارا، بعد أكثر من 30 عاماً من مقتله، في واحدة من أشهر عمليات الاغتيال في تاريخ أفريقيا الحديث. وقتل سانكارا، وهو زعيم ثوري ماركسي عرف على نطاق واسع بلقب "تشي غيفارا أفريقيا" وبـ"أب الثورة" في بلاده، عام 1987، في انقلاب قاده حليفه السابق بليز كومباوري. ووجهت لكومباوري، الذي يعيش في المنفى بساحل العاج المجاورة وهو المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال، اتهامات في محاكمة غيابية في إبريل/نيسان الماضي، بالتواطؤ في عملية الاغتيال، فيما نفى الأخير مراراً أي ضلوع في قتل سانكارا.

ويحاكم الرئيس السابق للفريق الأمني التابع لكومباوري هياثينث كافاندو أيضاً غيابياً. ويمثل المتهمون الـ12 الآخرون، من بينهم الجنرال جيلبرت ديينداري، أمام محكمة عسكرية في مركز المؤتمرات "واغا 2000" في العاصمة واغادوغو، علماً أن أياً منهم لم يقر بالذنب في الجريمة.

وجهت لكومباوري، وهو المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال، اتهامات في محاكمة غيابية في إبريل الماضي

وقالت مريم سانكارا، أرملة الزعيم الراحل، لدى وصولها إلى المحكمة: "إنها لحظة انتظرناها طويلاً"، وذلك بعدما أعربت اليوم أيضاً، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عن أملها في أن تسلط المحاكمة الضوء على مقتل 12 شخصاً آخرين في يوم الانقلاب.

وكان سانكارا قد وصل إلى الحكم من خلال انقلاب في 1983، حيث أصبح بطلاً وطنياً بعدما رفع راية السيادة الوطنية برفضه مساعدة صندوق النقد الدولي في أزمة بلاده المالية، كما أجرى تحسينات على وضع حقوق المرأة في بوركينا فاسو ومنع الزواج القسري وتعدد الزوجات. وأصبح سانكارا "أيقونة" أفريقية، بعدما غيّر اسم بلاده السابق فولتا العليا، الموضوع من قبل دولة الاستعمار فرنسا، إلى بوركينا فاسو (أي أرض الرجال المقاومين). وقتل سانكارا بعد أربع سنوات فقط من حكمه، عندما اقتحمت فرقة "كوماندوس" مقره في مجلس الثورة الوطني وأطلقت النار عليه، ما أوصل كومباري إلى السلطة، وهو الذي كان مقرباً جداً من سانكارا وبمثابة "يده اليمنى".

(رويترز)

المساهمون