تبدأ هذا الأسبوع محاكمة 10 متهمين لضلوعهم في تفجيرات عام 2016 الانتحارية التي استهدفت مطارا ومحطة لمترو الأنفاق في بروكسل.
ويأمل الناجون وأقرباء الضحايا الـ32 الذين لقوا مصرعهم في أكثر الهجمات دموية على الأراضي البلجيكية، في طي صفحة تلك المحاكمة.
وحال إدانتهم، سيواجه بعض المتهمين العشرة عقوبة السجن لنحو 30 عاما.
من بين المتهمين العشرة صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من متطرفي تنظيم "داعش" الإرهابي الذي استهدف في عام 2015 مسرح باتاكلان في باريس ومقاهي المدينة والملعب الوطني الفرنسي.
وسينضم إليه في قفص الاتهام صديق طفولته محمد أبريني، الذي ابتعد عن مطار زافينتيم في بروكسل بعد أن فشلت متفجراته.
وسيحاكم غيابيا أسامة العطار، الذي تم تحديده كمنظم محتمل للهجمات القاتلة على كل من باريس وبروكسل. ويعتقد أنه توفي في الأشهر الأخيرة من الحرب على تنظيم "داعش" في العراق وسورية.
وكانت جانا ميتالا حاملا في شهرها السادس عندما كانت في طريقها إلى العمل وقت أن انفجرت القنبلة في قلب حي الاتحاد الأوروبي ببروكسل. وأصيبت بحروق شديدة، لكنها وطفلها نجيا، إلا أن 32 شخصا آخر لم ينجوا.
مر الآن أكثر من ست سنوات منذ أكثر الهجمات دموية في زمن السلم على الأراضي البلجيكية. وتتوق ميتالا لطي صفحة المحاكمة، قائلة: "آمل أن تنتهي المحاكمة بنتيجة عادلة، ويمكننا أن نضع هذا وراءنا. حتى لو كانت هناك آثار لاحقة سنحتفظ بها إلى الأبد".
وستدلي ميتالا بشهادتها في المحاكمة، والتي ستكون الأكبر في تاريخ بلجيكا القضائي في وجود مئات المدعين. ومن المتوقع أن تستمر ما بين ستة وتسعة أشهر.
وقال فريدريك، الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلا باسمه الأول، والذي كان في مترو الأنفاق عندما انفجرت القنبلة، إنه أصيب بجروح طفيفة في ساقه. لكن ما رآه في ذلك اليوم في العربة، حيث انفجرت العبوة الناسفة، ما يزال يطارده.
وأضاف: "سأتخطى التفاصيل المروعة. هذه هي التفاصيل التي ما تزال قائمة ويصعب التخلص منها. هذه المحاكمة ستكون بالنسبة لي إمكانية التعافي والمضي في عملية الحزن".
وكان المتوقع في البداية أن تبدأ المحاكمة في أكتوبر/ تشرين الأول، لكنها تأجلت للسماح بإجراء تغييرات في ترتيب جلوس المتهمين.
وبعد أن جادل محامو الدفاع بأنهم لا يستطيعون التشاور مع موكليهم، وأن الصناديق تجعلهم يشبهون الحيوانات في قفص، تم استبدالها بمقصورة واحدة كبيرة يتقاسمها المتهمون.
ورحب محامون من "لايف فور بروكسل"، وهي منظمة تدعم الضحايا، بهذه الخطوة.
وقالت ماريز علي، وهي محامية تعمل مع المنظمة: "كان المتهمون يتحدثون إلى بعضهم بعضا (أثناء تداولات هيئة المحلفين)، وهذا ليس بالأمر السيئ، لأنه من المهم للغاية للضحايا أن يكونوا في حالة جيدة للتوضيح والتحدث إلى المحكمة والإجابة عن الأسئلة".
وأصدرت محكمة جنائية فرنسية أواخر يونيو/ حزيران الماضي حكماً بالسجن مدى الحياة، دون أي إمكانية للإفراج المشروط، على صلاح عبد السلام، العضو الوحيد الباقي على قيد الحياة من المجموعة التي قتلت 130 شخصاً في باريس في هجوم بالأسلحة والقنابل في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015.
والعقوبة هي الأشد صرامة في فرنسا التي ألغت عقوبة الإعدام عام 1981. وهذا يعني أن عبد السلام البالغ من العمر 32 عاماً سيقضي بقية حياته في السجن.
ولم يطعن عبد السلام على حكم سجنه مدى الحياة أو حكم إدانته، ما أغلق الباب أمام محاكمة ثانية.
وكان عبد السلام، وهو فرنسي مولود في بلجيكا، قد قال لمحكمة باريس خلال جلسة في سبتمبر/ أيلول: "لقد تخليت عن وظيفتي كي أصبح جندياً في "داعش"".
ومن بين المتهمين إلى جانب عبد السلام، تم إصدار 18 إدانة مختلفة تتعلق بالإرهاب، وأُدين واحد بتهمة أقل هي الاحتيال.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)