عُقدت في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود جنوبي روسيا، اليوم الجمعة، المحادثات الثلاثية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الهادفة إلى ترسيم الحدود وخلق الظروف لتنمية إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين يريفان وباكو بعد مرور عام على انتهاء الحرب فيه.
وقال بوتين في مستهل اللقاء الثلاثي، مخاطباً علييف وباشينيان: "يبدو لي أنّ الهدف من كافة جهودنا هو تحديداً خلق الظروف لنهضة المنطقة حتى يشعر الناس فيها بالأمان ويتمكنوا من مزاولة نشاطهم الاقتصادي والدفع بالاقتصاد بشكل طبيعي".
وأعرب عن قناعته بأنّ روسيا وأرمينيا وأذربيجان يتعين عليها تعزيز الصلات بينها، مضيفاً: "على مدى قرون، كنا معاً ضمن تشكيلة دولة واحدة، وتربطنا علاقات تاريخية عميقة ولا يحبذ تدميرها. على عكس ذلك، علينا السعي لاستعادتها ودعمها في المستقبل".
من جهته، تقدم علييف بالشكر لقوات حفظ السلام الروسية في كاراباخ، قائلاً: "بشكل عام، فإن الوضع في منطقة مسؤولية قوات حفظ السلام الروسية مستقر، ولم تقع حوادث كبيرة أو استفزازات مقصودة. الحالات الفردية التي تم رصدها، لم تحمل طابعاً نظامياً. لذلك أود أن أتقدم بالشكر لقوات حفظ السلام الروسية على الخدمة الجيدة وضمانها الأمن في المنطقة".
بدوره، أكد باشينيان استعداد بلاده لبدء عملية ترسيم الحدود مع أذربيجان، محملاً في الوقت نفسه باكو المسؤولية عن "انتهاك القوات الأذربيجانية للأراضي السيادية الأرمينية"، في إشارة إلى الحوادث على الحدود بين البلدين، فضلاً عن كاراباخ.
وكان المكتب الصحافي للكرملين قد كشف، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أنّ المحادثات الثلاثية في سوتشي ستتناول سير تحقيق اتفاقات قادة الدول الثلاث بتاريخي 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 و11 يناير/ كانون الثاني 2021، وتحديد الخطوات اللاحقة لتعزيز الاستقرار وتنظيم الحياة السلمية في المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على قضايا استعادة وتطوير العلاقات في مجالات التجارة والاقتصاد والنقل.
يذكر أنّ الوضع في كاراباخ ازداد حدة في 27 سبتمبر/ أيلول 2020، حين بدأت أعمال قتال نشطة في المنطقة والتي استمرت حتى 9 نوفمبر/ تشرين الثاني من ذلك العام، تلاها التوقيع على بيان ثلاثي لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا أتاح التوصل إلى الوقف الكامل لأعمال القتال في منطقة النزاع بعد تقديم أرمينيا تنازلات أليمة.
وفي 11 يناير/ كانون الثاني الماضي، تم التوصل في موسكو إلى اتفاق بشأن استئناف الاتصالات الإقليمية وإنشاء مجموعة عمل على مستوى رؤساء وزراء البلدان الثلاثة.