على هامش قمة مجموعة السبع المنعقدة في كورنوال، جنوب غربي إنكلترا، التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم السبت، في أول لقاء مباشر بينهما.
وفي تصريحات لها، أكدت المستشارة أنّ المشاورات مع بايدن "كانت إيجابية، وتميزت بالاهتمام المتبادل". كذلك، أشارت ميركل إلى أنه كان هناك تبادل لوجهات النظر الخاصة حول اللقاء المرتقب الأسبوع المقبل في جنيف السويسرية بين الرئيس الأميركي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى قمة حلف شمال الأطلسي المقررة يوم الإثنين في بروكسل، فضلاً عن الوضع في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية.
واعتبرت المستشارة أنّ خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" على المسار الصحيح، وأنها اتفقت مع بايدن على أنّ المشروع "وجودي ولا غنى عنه".
وأعلن، أمس الجمعة، عن قمة ألمانية أميركية في واشنطن ستعقد يوم 16 يوليو/تموز بين ميركل وبايدن بدعوة من الأخير لمناقشة الموضوعات على الساحة الدولية وذات الاهتمام المشترك وأهمها معضلة "نورد ستريم 2"، الذي ترى الولايات المتحدة أنه سينعش الاقتصاد الروسي، ويقلل من مكتسبات أوكرانيا من أنابيب نقل الغاز التي تمر عبر أراضيها، وعلى ما يبدو فإن برلين لديها مقترحات للمساعدة وتحويل الخط للهيدروجين.
ويبدو واضحاً أنّ العلاقة الثنائية بين القطبين الأوروبي والأميركي آخذة في العودة تدريجياً إلى نقاط من التعاون، وبخاصة أنه قبل ثلاثة أسابيع تراجعت إدارة بايدن جزئياً عن معارضتها لخط الأنابيب المثير للجدل، والذي سيمد أوروبا بالغاز عبر بحر البلطيق، وتنازلت واشنطن عن جزء من العقوبات المفروضة على بعض الشركات المنفذة للمشروع.
وكان وزيرالخارجية الألماني هايكو ماس قال أخيراً إنه و"في السنوات القليلة الماضية، وفي عهد إدارة دونالد ترامب، كانت هناك حوادث أثارت مخاوف من أن النظام الدولي سيعاني من ضرر دائم".
من جهة ثانية، وصفت ميركل الأجواء خلال قمة السبع بـ"الإيجابية"، مبرزة أهمية النقاش المباشر بعد انقطاع بسبب جائحة كورونا، وأنه كان هناك وبشكل عام انفتاح على النقاشات. وأشادت بخطة البنية التحتية التي أقرتها المجموعة لمنافسة طريق الحرير الصينية، واصفة العلاقة مع بكين بأنها "متناقضة"، قبل أن توضح أنّ "هناك انتقادات لقضايا حقوق الإنسان في الصين، ولكن الأمر يتعلق أيضاً بالعمل والتنسيق معاً، في ما خص الوصول إلى الأسواق والتنوع البيولوجي".
وكانت مجموعة السبع قررت، يوم السبت، وبمبادرة من الرئيس بايدن، إطلاق خطة عالمية للبنى التحتية موجهة إلى الدول ذات الدخل المتدني تنافس خطة طريق الحرير الجديدة لبكين. وتكمن أهمية الخطة في أنها موجهة لـ"إعادة العالم بشكل أفضل"، ومساعدة هذه الدول للنهوض بعد جائحة كورونا، كما نصت الوثيقة على سلسلة تعهدات لمنع تفشي الوباء مجدداً والتركيز على حماية المناخ والقطاع الرقمي والعدالة الاجتماعية، فضلاً عن خفض مهل تطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيص، وتضمنت سبل تعزيز الرقابة الصحية وتنفيذ إصلاحات منظمة الصحة العالمية.
تجدر الإشارة إلى أنها القمة الأخيرة لميركل كمستشارة لألمانيا ضمن مجموعة السبع، والخامسة عشرة لها من بين أهم قادة الدول الصناعية في العالم، لأنها ستغادر منصبها بعد الانتخابات العامة المقررة يوم 26 سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك بعد أربع ولايات متتالية على راس المستشارية.