مجموعة السبع تناقش ملفات أوكرانيا والصين وغزة خلال قمة في إيطاليا

13 يونيو 2024
ضباط الشرطة يقفون خارج المركز الإعلامي لمجموعة السبع في إيطاليا، 11 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قادة دول مجموعة السبع يجتمعون في إيطاليا لبحث استخدام الأصول الروسية المجمدة في دعم أوكرانيا، مع مشاركة الدول الصناعية الكبرى وتأثير محتمل لعودة ترامب للسلطة.
- الاتحاد الأوروبي يوافق على تسليح أوكرانيا باستخدام عائدات الأصول الروسية، بينما تضغط الولايات المتحدة لتوسيع الدعم بقرض ضخم يصل إلى 50 مليار دولار.
- ريشي سوناك يعلن عن مساعدة بريطانية جديدة لأوكرانيا بـ242 مليون جنيه إسترليني، في قمة تناولت قضايا دولية متعددة بمشاركة واسعة وغياب بعض القادة.

يجتمع قادة دول مجموعة السبع ابتداءً من الخميس في إيطاليا لمحاولة الاتفاق على آلية تسمح باستخدام أصول روسية مجمدة لمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها. وتلتقي مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى برئاسة إيطاليا في منتجع بروغو إنيازيا الساحلي الفخم في منطقة بوليا جنوبي البلاد.

وتضم المجموعة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا واليابان. وأمام احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وانعدام اليقين بشأن تداعيات انتخابه على أوكرانيا، تسعى مجموعة السبع إلى ضمان تمويل مساعداتها العسكرية لكييف، إذ تأمل المجموعة التوصل إلى توافق حول استخدام الأصول الروسية التي جمدتها الدول الغربية لتوفير دعم مالي لأوكرانيا ومساعدتها على إعادة بناء البلاد.

وأقرت دول الاتحاد الأوروبي، مطلع مايو/ أيار، اتفاقاً لاستخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لتسليح أوكرانيا، وهو مصدر قد يدر 2,5 مليار إلى ثلاثة مليارات يورو سنوياً، إلا أن الولايات المتحدة تريد الذهاب أبعد من ذلك وقد ضغطت على دول مجموعة السبع للانضمام إلى قرض ضخم قدره حوالى 50 مليار دولار بضمانات من الفوائد المستقبلية الناجمة عن الأصول الروسية المجمدة.

وثمة مسائل كثيرة لا تزال معلقة، لا سيما معرفة الجهة المصدرة للدين والسيناريوهات المحتملة في حال رفع قرار تجميد هذه الأصول عند إبرام اتفاقية سلام. وأفادت باريس بالتوصل إلى اتفاق مبدئي "حول تخصيص الخمسين مليار" دولار "قبل نهاية العام 2024".

وأوضح المصدر نفسه: "حصل اتفاق. وعلى جاري العادة في مجموعة السبع، يتخذ القادة القرار ويقوم في ما بعد الخبراء بعملهم لتجسيده". إلا أن موقف الولايات المتحدة أكثر تحفظا بهذا الشأن. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن مجموعة السبع تنوي إعلان "إطار" فضلاً عن جدول زمني، ستوضع اللمسات الأخيرة عليهما لاحقاً. وتطالب دول أخرى في الكواليس بضمانات.

لندن ستعلن خلال قمة السبع عن مساعدة جديدة لأوكرانيا

في غضون ذلك، يعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، خلال قمة مجموعة السبع، عن مساعدة ثنائية جديدة لأوكرانيا تناهز قيمتها حوالى 242 مليون جنيه إسترليني (286.5 مليون يورو)، بحسب ما أعلن داونينغ ستريت ليل الأربعاء. وقالت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان إنّ هذه المساعدة ستساهم في "تلبية الاحتياجات الفورية على الأصعدة الإنسانية والطاقوية وتحقيق الاستقرار وإرساء الأسس لانتعاش اقتصادي واجتماعي وإعادة إعمار على المدى الطويل".

وأضافت أنّ المساعدة تهدف بشكل خاص إلى إصلاح "بنى تحتية طاقوية حيوية" بعدما "عانت من الصواريخ والقصف الروسي في الأشهر الأخيرة". ونقل البيان عن سوناك قوله: "يجب أن نكون مصممين ومبدعين في جهودنا لدعم أوكرانيا وإنهاء حرب بوتين غير الشرعية في هذه اللحظة الحرجة". وأضاف أنّ "المملكة المتّحدة ما زالت في طليعة الاستجابة الدولية، كما كانت منذ البداية".

وبحسب داونينغ ستريت، فقد قدّمت لندن لكييف من بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022 ما مجموعه 695 مليون جنيه إسترليني من المساعدات الثنائية (822.5 مليون يورو). وأوضح البيان أنّ هذه المبالغ خصّصت بالدرجة الأولى لبرامج إزالة الألغام ومشاريع إنسانية.

البابا فرنسيس ضيف على القمة وبن سلمان يعتذر

وإلى جانب قادة مجموعة السبع، دعي للمشاركة في القمة البابا فرنسيس ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي وملك الأردن عبد الله الثاني والرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والأرجنتيني خافيير ميلي والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فيما قالت وكالة الأنباء السعودية (واس) الأربعاء إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اعتذر عن عدم حضور قمة مجموعة السبع "لوجود ارتباطات تحول دون ذلك تتعلق بالإشراف على أعمال موسم الحج".

الرئيس الجزائري يصل إلى روما

في غضون ذلك، وصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مدينة باري للمشاركة في قمة مجموعة السبع. ووجهت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني منذ أسبوعين دعوة إلى الرئيس تبون للمشاركة في القمة، برفقة الرئيس التونسي قيس سعيّد، والكيني ويليام روتو والمصري عبد الفتاح السيسي.

وهذه أول مرة يشارك فيها الرئيس تبون في قمة بهذا المستوى الرفيع، خاصة أنها ستتناول ملفات ذات صلة بالتنمية في أفريقيا ومعضلة الهجرة غير النظامية وقضايا الأمن والاستقرار في الساحل، ولا يعرف ما إذا كان في برنامج الرئيس الجزائري لقاء مع قادة من الدول السبع، وبخاصة الرئيس الأميركي جو بايدن. وبدا أن حرص تبون على الاستجابة للدعوة التي وجهتها له رئيسة الحكومة الإيطالية لا يرتبط فحسب بالإيجابية التي تطبع العلاقات بين البلدين، إذ تمثل فرصة سياسية مهمة بالنسبة له عشية إعلانه الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في السابع سبتمبر/ أيلول المقبل. 

الصين وغزة

ومن بين المواضيع الحساسة بالنسبة لواشنطن وحلفائها في مجموعة السبع، التوتر مع الصين الداعمة لموسكو والتي يندد الأميركيون والأوروبيون بفائض إنتاجها الصناعي الذي يغرق أسواقهم بمنتجات مدعومة بأسعار منخفضة. وهددت المفوضية الأوروبية، الأربعاء، بفرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية الصينية متهمة بكين بتوفير دعم غير قانوني لصانعي هذه السيارات محليا.

إلا أن الدول الغربية ستحرص على عدم اتخاذ تدابير قد تأتي بنتائج عكسية ستلحق الضرر بأكثر البلدان تعاملاً مع الصين من بينها. فألمانيا تستورد أكثر من 200 ألف سيارة سنوياً من الصين وهي تخشى "حرباً تجارية". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأربعاء، عن قلقه من "الانقسامات" التي "تغذيها الخصومات الجيوسياسية". وستكون الحرب في غزة محور جلسات عمل عدة مع مباحثات ثنائية على هامش القمة كذلك.

قلق من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل

وأفادت مسودة بيان ختامي، من المقرر أن يصدر عقب قمة مجموعة السبع هذا الأسبوع، بأن قادة المجموعة سيعبرون عن قلقهم البالغ إزاء التصعيد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، وتأييدهم الجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وأضاف البيان أن زعماء المجموعة أكدوا مجددا التزامهم الراسخ بحل الدولتين "ليعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في سلام جنبا إلى جنب". وبالإضافة إلى ذلك، سيدعون إسرائيل إلى الامتناع عن شن هجوم واسع النطاق على مدينة رفح "بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)