مجلس النواب الأميركي يتحول إلى منصة تحريض على الحراك الطلابي

13 يونيو 2024
جلسة استماع في مجلس النواب حول الحراك الطلابي، واشنطن 13 يونيو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جلسة استماع بمجلس النواب الأميركي ناقشت معاداة السامية والضغوطات على الجامعات لتبني سياسات متشددة، مع التركيز على حماية الطلاب اليهود وتجاهل مشاركة بعضهم في الحراك ضد العدوان على غزة.
- تناولت الجلسة اتهامات لأعضاء هيئة التدريس بجامعة كولومبيا بمعاداة السامية ودعم الإرهاب، وفشل الجامعات في مواجهة الكراهية، مع شهادات من شخصيات مثل شاي دافيداي وطالبة من جامعة كورنيل.
- تظاهرات طلابية في الجامعات الأميركية دعت لوقف الاستثمار في شركات تدعم إسرائيل، مع مشاركة طلاب يهود وانتقادات لاستخدام المال الأجنبي في نشر الدعاية وزيادة جرائم معاداة السامية.

شهدت جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة السبل والموارد بمجلس النواب الأميركي، اليوم الخميس، تحت عنوان "معاداة السامية وراديكالية أعضاء هيئة التدريس وفشل القيادات الجامعية" فصولاً إضافية من التحريض الذي يشارك فيه مسؤولون أميركيون على الحراك الطلابي المؤيد لفلسطين والرافض لحرب الإبادة على قطاع غزة من جهة، والضغط على الجامعات لاتخاذ سياسات أكثر تشدداً من جهة ثانية.

وأكد رئيس اللجنة، جيسون سميث، أن المجلس لن يتوقف عن التحقيق مع إدارات الجامعات حتى تتحقق "حماية الطلاب اليهود من المضايقات والترهيب"، مشدداً على أنه يجب على الجامعات التي تتمتع بمزايا ضريبية كبيرة وتتلقى دعماً من الحكومة الفيدرالية ووضع حد للمنظمات في حرمها الجامعي، التي تهدد الطلاب اليهود بالدعاية المعادية للسامية، متجاهلاً حقيقة أن الحراك الطلابي الرافض للعدوان على غزة يشارك فيه طلبة يهود ممن يرفضون هذه السردية.

واستضافت اللجنة خلال جلسة الاستماع اليوم الخميس، الأستاذ المساعد بجامعة كولومبيا شاي دافيداي، الذي أُوقف عن العمل بعد مضايقته لعدد من الطلاب ودعوته لطالبة ترتدي الحجاب إلى أن "تذهب للجهاد" و"أن تغادر الولايات المتحدة"، إلى جانب استضافة كل من الطالبة تاليا درور من جامعة كورنيل، وتيد دويتش الرئيس التنفيذي للجنة اليهودية الأميركية وكينيث ماركوس رئيس مركز لويس برانديز لحقوق الإنسان.

واتهم دافيداي، في جلسة الاستماع، المنظمات الطلابية التي تظاهرت خلال الأشهر الماضية بأنها تدعم الإرهاب وحركة حماس وبمعاداة اليهود والإسرائيليين، مدعياً أن إدارة جامعة كولومبيا رفضت معاقبتهم، ومطالباً بضرورة محاسبة الإدارة ومجلس الأمناء، كذلك اتهم عدداً من أعضاء التدريس بالجامعة مثل جوزيف مسعد وكاثرين فرانك ورشيد الخالدي وآخرين بأنهم يدعمون الإرهاب، وأنه يجب محاسبتهم.

وكانت تظاهرات طلاب جامعة كولومبيا قد طالبت بوقف إطلاق النار في غزة ووقف الاستثمار في شركات تدعم إسرائيل، شهدت مشاركة عدد من الطلاب اليهود الذين أكدوا مراراً أنهم يشعرون بالأمان بين زملائهم المتظاهرين وأنه لا صحة لما يتردد أن هذه التظاهرات ضد اليهود، وإنما هي ضد الإبادة الجماعية وقتل الأطفال.

وقال شاي دافيداي: "هؤلاء الأكاديميون وقّعوا مع آخرين على رسائل تقلل من المذبحة ومن اغتصاب النساء ومن اختطاف المدنيين، أنا هنا للتحدث عن كل شخص يعتقد أن الاغتصاب لا يجب أن يحدث. هناك فشل من إدارة الجامعات في ظل انتشار الكراهية ومعاداة السامية في التظاهرات، بالإضافة إلى وجود أعضاء تدريس معادين للسامية، ما سبّب حالة من الخوف للجميع". وتجدر الإشارة إلى أن مزاعم الاغتصاب التي رددتها الحكومة الإسرائيلية والصحف الغربية ومسؤولون بالكونغرس الأميركي لم تقدم إسرائيل أي أدلة عليها.

من جهتها، ادعت الطالبة تاليا درور، التي سبق أن استدعاها مجلس النواب لجلسة استماع، أن "المجتمع الجامعي احتفل بما حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ورغم الانتهاكات الصارخة لمدونة السلوك، فإن إدارة الجامعة تجاهلتها تماماً واتخذت قراراً بحماية هؤلاء المتطرفين البغيضين، وألغت بعض الفصول الدراسية ونقلت بعض الامتحانات من أجل إرضائهم". ولم تتهم درور الطلاب المتظاهرين بكراهية اليهود فقط، بل بكراهية أميركا أيضاً، ووصفتهم بأنهم مؤيدون لحركة حماس ومناهضون للولايات المتحدة، وتابعت أنهم هتفوا: "الموت لليهود والنصر للإسلام"، وأنهم يتمنون أن تحترق الولايات المتحدة، وطالبت بوقف عدد من المنظمات الطلابية مثل "طلاب من أجل العدالة في فلسطين".

وسألها رئيس اللجنة إن كانت قد تلقت تهديدات في الفصل الدراسي الحالي بعدما قالت في شهادتها السابقة إنها تلقت تهديدات بالإيذاء والكراهية في فصل الخريف الدراسي، وقالت درور إنه "لا توجد تهديدات بالقتل في هذا الفصل الدراسي، لكن مشاهدة الأوضاع الحالية خلقت الخوف بداخلي والألم النفسي بداخلنا".

"لا يمكنني الاستماع إلى هذا الهراء"

وحضر الجلسة عشرات الأشخاص الذين يرتدون الكوفية الفلسطينية للاستماع إلى ما يقوله الحضور، وقالت إحدى الحاضرات خارج القاعة، طلبت عدم ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد": "لا يمكنني الاستماع إلى هذا الهراء".

ومن جهته، انتقد ديفيد شويكرت، عضو مجلس النواب، ما وصفه بالجنون الذي يراه يظهر على هاتفه الشخصي بسبب التكنولوجيا، وأضاف أن "جزءاً من المجتمع المدني مخترق وشرير"، مؤكداً أن المال الأجنبي يُستخدَم في نشر الدعاية والتضليل والتلاعب في الخوارزميات، وأن "هذا لن يسبب فقط زيادة جرائم معاداة السامية، وإنما في تقسيم المجتمع الأميركي لأجزاء"، ووجه سؤالاً: "هل يمكن مساعدة الكبار والشباب والأشخاص الذين يجري استغلالهم، ويحصلون على أخبارهم من أشياء مجنونة (قاصداً هاتفه المحمول الذي حمله في يده وهو يقول هذه الكلمات)".

وقال شويكرت موجهاً كلامه إلى تيد دويتش، الرئيس التنفيذي للجنة اليهودية الأميركية: "نرى الآن ملصقاً لعلم فلسطيني مع سلاح مرفق به، ما الذي حدث؟ هل نحن قادرون على إجراء مناقشة مجتمعية ضد الكراهية التي يبدو أنها تأتي من كيانات أجنبية وربما من بعض الكيانات المريضة بالداخل، حيث تُستخدَم التكنولوجيا لزيادة معاداة السامية، وهناك حفنة من الأشخاص اشتروا برامج روبوت، ودردشات لغوية طبيعية من أجل ضخ الشر في مجتمعنا والتلاعب بأدمغة الشباب".

وقال تيد دويتش مؤيداً ما ذهب شويكرت إليه: "نعلم أن هناك جهات فاعلة حكومية تشارك في هذا الجهد لقلب الشعب الأميركي بعضه على بعض، وروسيا فعلت هذا من قبل، وحالياً إيران وجهات حكومية أخرى متورطة. هناك جهود من الخارج حيث يتلاعبون في خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعية، وأعتقد أنه يجب أن نبدأ بتوقع أن تفرض شركات التواصل الاجتماعي قواعدها الخاصة على نوع المحتوى الذي يضع الطلاب اليهود في طريق الأذى".

ويذكر أن الجامعات الأميركية شهدت طوال الأشهر الماضية تظاهرات خرج فيها الآلاف مطالبين بوقف إطلاق النار ووقف استثمار الجامعات في شركات تدعم الإبادة الجامعية في غزة، وشهدت جامعة كولومبيا اعتداءً على طلاب متظاهرين من أجل غزة بمواد كيميائية ولم تعلن نتائج التحقيقات حتى اليوم، فيما أصيب ثلاثة طلاب جامعيين في ولاية فيرمونت بالرصاص، كذلك فضّت الشرطة مخيمات الطلاب المتظاهرين في الجامعات بالقوة وقبضت على نحو 2000 طالب، بالإضافة إلى وقف مئات الطلاب عن الدراسة.