جدد مجلس القيادة الرئاسي في اليمن تأكيد دعمه للجهود الأممية والدولية من أجل إحلال السلام وتخفيف معاناة الشعب اليمني وإنهاء قيود المليشيا الحوثية المفروضة على حرية انتقال الأفراد والأموال والبضائع كحق أصيل بموجب القانون الدولي الإنساني.
جاء ذلك خلال اجتماع للمجلس برئاسة رشاد محمد العليمي، عقده اليوم الأربعاء، ناقش فيه المستجدات المحلية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ضمن القضايا الملحة على جدول أعماله، وفق وكالة "سبأ" التابعة للحكومة اليمنية.
وهذا هو أول اجتماع يعقده المجلس بعد الأنباء عن الخلافات بينه وبين رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، الذي يعد أحد نوابه أيضاً.
وبحسب الوكالة، كُرس الاجتماع للجوانب العسكرية والأمنية واستحقاقات تشكيل اللجنة المعنية بهذا الملف وفقا لإعلان نقل السلطة، وحضره نواب رئيس مجلس القيادة عيدروس الزبيدي، طارق صالح، عبد الله العليمي وعبد الرحمن المحرمي، وعبر دائرة الاتصال المرئي النائبان سلطان العرادة وعثمان مجلي، بينما غاب النائب فرج البحسني.
وناقش الاجتماع "متطلبات تمديد الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة، وأهمية التزام المليشيات الحوثية بتعهداتها وفق نص الاتفاق الملزم بفتح معابر تعز، ودفع رواتب الموظفين من رسوم سفن المشتقات النفطية التي سهلت لها الحكومة، وتحالف دعم الشرعية".
وفي سياق آخر، ناقش المجلس ملف تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، بما في ذلك السلطة القضائية، وتحسين الخدمات الأساسية، وخصوصاً في العاصمة المؤقتة عدن، "وحث الجهات المعنية على تسريع إنجاز مصفوفاتها التنفيذية كل في ما يخصه". وأقر الاجتماع مجموعة من القرارات إزاء هذه الموضوعات، بحسب "سبأ".
غروندبرغ يدعو الأطراف اليمنية إلى كسر دوامة العنف
من جهة أخرى، بدأ ممثلو الحكومة اليمنية وأنصار الله، اليوم الأربعاء، في العاصمة الأردنية عمّان مفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، للاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، وفق بيان صادر عن المكتب الأممي: "إنَّ الهدنة قدمت نافذة لكسر دوامة عنف ومعاناة الماضي للانطلاق نحو مستقبل سلمي في اليمن. ويتعين على الأطراف اغتنام هذه الفرصة من خلال تنفيذ الهدنة وتجديدها والتفاوض على حلول أكثر ديمومة حول القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالإيرادات والرواتب من أجل دعم تسوية سياسية شاملة للنزاع. وتقع مسؤولية حماية وتحقيق إمكانية إحلال السلام في اليمن على عاتق الأطراف".
وأضاف، في سياق الهدنة أيضاً، أن الأطراف أحرزوا تقدماً ملموساً مهماً في الاتفاق على استئناف الرحلات التجارية الجوية من مطار صنعاء الدولي وإليه، حيث سافر حتى الآن أكثر من 1000 راكب على متن هذه الرحلات، كما زاد عدد الرحلات التجارية. وتجري الآن استعدادات لاستئناف الرحلات التجارية بين صنعاء والقاهرة.
وأضاف غروندبرغ "إنني ممتن للحكومة المصرية على تعاونها في تسهيل الرحلات التجارية من صنعاء إلى القاهرة وعلى دعمها النشط للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في إحلال السلام".
ويستمر المبعوث الخاص في التواصل النشط مع الأطراف لتجديد الهدنة، وقال "لقد لمسنا الآثار الإيجابية للهدنة على حياة اليمنيين اليومية. وعلى الأطراف تجديد الهدنة لضمان استمرارية هذه الفوائد".