مجازر إسرائيلية شمالي غزة لإجبار الفلسطينيين على النزوح بالقوة

29 أكتوبر 2024
نزوح من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، 26 أكتوبر 2024 (محمود عيسى/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد مناطق شمال قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا مكثفًا، مع قصف جوي وبري أدى إلى استشهاد حوالي 1100 فلسطيني وتدمير واسع للمناطق السكنية، بهدف إجبار السكان على النزوح.
- تعاني خدمات الإسعاف والدفاع المدني من تعطل، مما يضطر الأهالي لاستخدام وسائل بدائية لنقل الشهداء، بينما يواجه مستشفى كمال عدوان نقصًا حادًا في الكوادر الطبية.
- تستمر العمليات العسكرية باستخدام الطائرات المسيرة والرشاشات، مع إعادة تموضع جيش الاحتلال، لدفع السكان نحو النزوح إلى مدينة غزة والمناطق الجنوبية.

يقترب عدد شهداء شمال قطاع غزة منذ بدء العدوان البري من 1100

تعطل خدمات الإسعاف والدفاع المدني من جراء الاستهداف الإسرائيلي

بات السلوك الإسرائيلي واضحاً جداً مع تصعيد المجازر ضد الفلسطينيين

تهدف المجازر الإسرائيلية المتتالية في شمالي قطاع غزة وفي مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا تحديداً، كما في الأيام الأخيرة، إلى إجبار المزيد من السكان الفلسطينيين على الخروج مما تبقى من منازلهم ومراكز الإيواء والنزوح، من خلال نقاط التفتيش التي أقامها جيش الاحتلال وسط المخيم وشماله، إلى مدينة غزة أو حتى جنوبي القطاع.

صباح اليوم الثلاثاء، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلاً لعائلة أبو نصر في مشروع بيت لاهيا، ما أدى لاستشهاد نحو 93 فلسطينياً على الأقل، بينهم 25 طفلاً إلى جانب 40 مفقوداً وعدد من المصابين، وقبلها بساعتين استهدفت الطائرات والمدفعية مربعاً سكنياً بأطراف مخيم جباليا لعائلتي عبيد والعجوري، وقبله منزلاً لعائلة مسعود، ومنذ يومين قصفت منزلاً لعائلة أبو شدق وغباين.

يقترب عدد شهداء شمال قطاع غزة منذ بدء العدوان البري الثالث على المنطقة من 1100 شهيد على الأقل، إلى جانب عشرات المصابين والمفقودين والشهداء الذين لم يجر انتشالهم، إضافة إلى تدمير هائل في المناطق نتيجة استخدام جيش الاحتلال المتفجرات في تدمير ونسف المربعات السكنية بشكل جماعي.

وفي ظل استمرار تعطل خدمات الإسعاف والدفاع المدني من جراء الاستهداف الإسرائيلي للطواقم، نقل الأهالي شهداء المجازر الأخيرة عبر عربات تجرها الحمير إلى مقبرة جديدة بسوق مشروع بيت لاهيا وانتشلوا الجثامين بأدوات بسيطة. ويتعذر على مستشفى كمال عدوان الذي نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي فيه عملية عسكرية مدمرة قبل يومين استقبال الشهداء وإسعاف الجرحى، في ظل وجود طبيبين فيه فقط وهما متخصصان في طب الأطفال، فيما الباقون إما معتقلون لدى الاحتلال أو أخرجهم بالقوة وأجبرهم على النزوح جنوباً وإلى مدينة غزة.

يقول الفلسطينيون إنّ تعطل المستشفى الوحيد الذي يتلقى الحالات في المنطقة أدى لاستشهاد عدد من المصابين في الضربات الجوية والمدفعية الأخيرة، من دون أن تكون حالاتهم خطرة أو حرجة، وكان بالإمكان إنقاذ حياتهم لو كان هناك جزء من القطاع الطبي يعمل في المنطقة.

وبات السلوك الإسرائيلي واضحاً جداً مع تصعيد المجازر ضد الفلسطينيين في المنطقتين اللتين تتعرضان منذ الخامس من الشهر الجاري لأسوأ حملة قصف جوي وبري، وتقدم قوات الاحتلال فيهما، لدفع السكان إلى الإخلاء بعدما أصبح مشروع بيت لاهيا ملجأ للمزيد من الفلسطينيين الذين هربوا من ويلات الاستهدافات المتتالية والاقتحام البري على جباليا والمناطق الغربية من المخيم.

وأضحت المناطق التي لم يصل إليها جيش الاحتلال في الشمال، وخاصة مشروع بيت لاهيا وبلدة بيت لاهيا وأطراف مخيم جباليا، مأوى للمزيد من النازحين الذين فضلوا البقاء بالقرب من منازلهم وبعيداً عنها قليلاً على الخروج إلى مدينة غزة ومناطق الجنوب التي يزعم الاحتلال أنها "آمنة"، لكنه ينفذ فيها يومياً عمليات عسكرية من الجو والبر.

إلى جانب العمليات البرية القصف الجوي الإسرائيلي، تستهدف طائرات مُسيّرة مثبتة عليها رشاشات بالرصاص الحيّ الفلسطينيين الذين يحاولون الخروج والهروب من جحيم الموت والاستهداف، وتفرض هذه الطائرات طوقاً لساعات طويلة في مناطق شمالي القطاع.

ومنذ أيام، أعاد جيش الاحتلال تموضعه في المناطق التي دخلها في محيط مستشفى كمال عدوان وشرقي بيت لاهيا ومنطقة الفاخورة غرباً، لكنه عاد إلى اقتحامها، اليوم الثلاثاء، ما يعني عدم انتهاء عمليته العسكرية البرية الثالثة التي تستهدف المنطقة منذ انطلاق العدوان قبل 13 شهراً.