مبعوث صيني يزور أوكرانيا وروسيا بحثاً عن تسوية سياسية

12 مايو 2023
المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين (Getty)
+ الخط -

توفد الصين ممثلاً خاصاً إلى أوكرانيا وروسيا ودول أوروبية أخرى اعتباراً من الاثنين المقبل، حسبما أعلنت بكين الجمعة، ليكون أعلى دبلوماسي صيني يزور البلد الغارق في الحرب منذ الغزو الروسي العام الماضي.

من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، سعت الصين خلال الأشهر القليلة الماضية للظهور باعتبارها وسيطاً، والاضطلاع بدور قيادي في حل أزمات بالعالم.

لكن بينما تقول الصين إنها طرف محايد في الحرب في أوكرانيا، واجهت انتقادات لرفضها إدانة موسكو على خلفية الغزو.

وبعد أكثر من عام على اندلاع الحرب، تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هاتفياً الشهر الماضي.

وأعلنت بكين في ما بعد أن لي هوي، السفير الصيني لدى روسيا من 2009 إلى 2019، سيترأس وفداً إلى أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين في مؤتمر صحافي دوري: "اعتباراً من 15 مايو/أيار، سيزور السفير لي هوي الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الأوراسية، أوكرانيا وبولندا وفرنسا وألمانيا وروسيا، للتواصل مع جميع الأطراف بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية".

واعتبر وانغ أن جولة لي تظهر "التزام الصين بتعزيز السلام والمحادثات"، و"تظهر بالكامل أن الصين تقف بحزم إلى جانب السلام".

وأضاف "الصين على استعداد لمواصلة أداء دور بناء في بناء مزيد من التوافق الدولي بشأن وقف إطلاق النار، ووقف الحرب، وبدء محادثات سلام، وتجنب تصعيد الوضع".

وتعليقاً على الزيارة، قال وزير الخارجية الصيني تشين غانغ، الموجود حالياً في النرويج: "نشعر جميعاً بالقلق إزاء الوضع وندعو إلى السلام وإلى حل سياسي، الأمر الذي تؤيده الصين وتحض عليه منذ اليوم الأول لاندلاع النزاع".

لكن اختيار لي موفداً خاصاً أثار تساؤلات.

وقبيل مغادرته موسكو بصفته سفيراً، منحه الرئيس فلاديمير بوتين "وسام الصداقة".

وجاء الاتصال الهاتفي للرئيس الصيني بزيلينسكي في أعقاب نشر وثيقة من 12 نقطة في فبراير/شباط حول أوكرانيا، دعت إلى الحوار واحترام سيادة جميع الدول.

وانتقدت دول غربية الوثيقة لصيغتها الغامضة، علماً أنها دفعت زيلينسكي لإعلان انفتاحه على محادثات مع شي.

وتنص النقطة الأولى في الوثيقة على "وجوب الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة أراضي جميع الدول بشكل فاعل".

لكن الصين ترفض باستمرار توضيح ارتباط ذلك بالحرب في أوكرانيا.

تشين غانغ: على الصين وأوروبا معاً "أن ترفضا ذهنية الحرب الباردة"

في الأثناء، اعتبر وزير الخارجية الصيني تشين غانغ، اليوم الجمعة، أنّ على الصين وأوروبا أن تنبذا معاً "ذهنية الحرب الباردة"، تزامناً مع اجتماع وزاري للاتحاد الأوروبي يهدف إلى "تعديل" الموقف الأوروبي تجاه بكين.

وقال غانغ، في مؤتمر صحافي خلال زيارة إلى أوسلو: "اليوم يصعّد البعض الكلام عن الديمقراطية في مواجهة الاستبداد ويمضون إلى حد التحدث عن حرب باردة جديدة".

وتابع "إذا حصلت حرب باردة جديدة، فإن النتيجة ستكون أكثر كارثية" من سابقتها، وأكد أنه يتعين على الصين وأوروبا معاً "أن ترفضا ذهنية الحرب الباردة".

وأتى كلام وزير الخارجية الصيني في وقت يلتقي فيه نظراؤه في الاتحاد الأوروبي في استوكهولم بالسويد المجاورة سعيا ًإلى توحيد الموقف حيال الصين.

وقال مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مستهل الاجتماع: "علينا أن نعيد ضبط موقفنا تجاه الصين".

وتتواجه الصين والدول الغربية حول ملفات عدة، منها أوكرانيا وتايوان وحقوق الإنسان والإيغور، لكن الغربيين لم يعتمدوا نهجاً موحداً حيال كل هذه المسائل.

(فرانس برس)

المساهمون