من بين تعزيزات عدة أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسلها إلى منطقة الشرق الأوسط في ضوء التوتر الحاصل على خلفية الحرب في غزة، كانت منظومة "ثاد" للدفاع الجوي، التي ترمي واشنطن من خلالها إلى صدّ هجمات صاروخية محتملة قد تتعرّض لها مصالح وقواعد أميركية في المنطقة من قبل حلفاء إيران.
المنظومة التي ستنضم إلى كتائب إضافية من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية "باتريوت"، تؤشر إلى إيلاء واشنطن أهمية بالغة للمخاطر المحتملة، وتأتي بعد عامين من سحب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن هذه الأنظمة من الشرق الأوسط، استناداً إلى انخفاض التوتر مع إيران.
فما هي هذه المنظومة، وكيف ستعزز قدرات واشنطن على صدّ التهديدات المحتملة؟
صمّمت المنظومة من قبل شركة "لوكهيد مارتن" لأول مرة في عام 1992، لاعتراض الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وبعد عدة تجارب فاشلة، نجحت لأول مرة عام 1999.
وهي عبارة عن قاذف صاروخي متحرّك على عربة يبلغ طولها 12 متراً وبعرض نحو 3 أمتار، يحمل قذائف اعتراضية مزودة بنظام استشعار لتمييز الأهداف الحقيقية والكاذبة، ومحطة رادار، ومركز قيادة وسيطرة متحرك.
وتعمل المنظومة على إسقاط الصواريخ المعادية في المرحلة النهائية من رحلتها، أي قبل وصول الصاروخ للهدف تطلق المنظومة قذيفتها الاعتراضية نحوه بنظام "اضرب لتقتل" الذي يدمّر رؤوس الصواريخ القادمة.
ويبلغ نطاق النظام 200 كيلومتر، فيما تبلغ سرعة الصاروخ 8 أضعاف سرعة الصوت، وبإمكانه التصدي لأهداف حتى ارتفاع 150 كيلومتراً داخل وخارج الغلاف الجوي.
وعند إجراء مقارنات القوة العسكرية، يتم وضع منظومة "ثاد" مقابل منظومات إس 400 وإس 500 الروسيتين.
وقد حققت "ثاد" نسبة نجاح بلغت 100% في 13 اختباراً منذ عام 2015، إذ حققت 11 اعتراضاً ناجحاً من أصل 11.
وعملت دول عدة في المنطقة على شراء المنظومة، من بينها الإمارات العربية المتحدة والسعودية وتركيا، ونشرتها الولايات المتحدة في جزيرة غوام وكوريا الجنوبية، لصدّ تهديدات كوريا الشمالية.
انتشار عسكري ودعم غير مسبوق لإسرائيل
وتضاف المنظومات الدفاعية الصاروخية "ثاد" و"باتريوت" إلى قوة بحرية كبيرة أرسلتها واشنطن إلى الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية، تضمنت حاملتي طائرات وسفن مرافقة لهما ونحو 2000 من قوات مشاة البحرية، في سياق دعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة، وردع انخراط قوى أخرى في الحرب.
وانضمت حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة "جيرالد فورد"، التي سبق أن نُشرَت في المنطقة، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل. وبحسب البنتاغون، فإنّ نشر السفن الحربية يشير إلى "التزام واشنطن الحازم بأمن إسرائيل وتصميمنا على ردع أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى لتصعيد هذه الحرب".
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأحد، "بعد مناقشات مستفيضة مع الرئيس (جو) بايدن بشأن التصعيد الأخير من قبل إيران والقوى التي تعمل بالوكالة عنها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وجهت اليوم بسلسلة من الخطوات الإضافية لتعزيز موقف وزارة الدفاع في المنطقة". وأضاف أنه سيرسل قوات إضافية إلى المنطقة، لكنه لم يذكر عددهم.
وأشار أوستن إلى أن "هذه الخطوات جهود للردع في المنطقة، وتزيد من حماية القوات الأميركية هناك وتساعد في الدفاع عن إسرائيل".
وليل الخميس الجمعة، تعهد بايدن في خطاب متلفز بتقديم دعم غير مسبوق لإسرائيل، طالباً بشكل عاجل مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ضمن مخصصات ضخمة للأمن القومي بقيمة 106 مليارات دولار.
وشدد الرئيس الديمقراطي خلال خطاب في المكتب البيضاوي على أنّ المخصصات الضخمة وقدرها 105,85 مليارات دولار التي تشمل مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار و14 ملياراً لإسرائيل، ستضمن مصالح الولايات المتحدة لأجيال مقبلة، وستساعد في إبقاء القوات الأميركية بمنأى من الأذى، مشيراً إلى أن بلاده "ستتأكد" من أن القبة الحديدية تواصل "حراسة سماء إسرائيل".