ما نعرفه عن طبيب البيت الأبيض شون كونلي

05 أكتوبر 2020
تعارضت تصريحات الدكتور كونلي المتفائلة مع تصريحات كبير موظفي البيت الأبيض (تويتر)
+ الخط -

بعد ظهوره مدججاً بفريق من الأطباء خلفه أمام المستشفى الذي يعالج فيه الرئيس الأميركي ترامب، يوم السبت الماضي، احتل الدكتور كونلي مساحة متزايدة في وسائل الإعلام الأميركية والعالمية، خاصة مع تصريحاته المتفائلة عن حالة ترامب، والتي عارضت بوضوح ما قاله رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، للصحافيين في وقت لاحق. فمن هو طبيب البيت الأبيض شون كونلي؟

ولد شون باتريك كونلي عام 1980 بولاية بنسلفانيا. وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة نوتردام في إنديانا عام 2002. ثم على درجة الدكتوراه من كلية فيلادلفيا لطب تقويم العظام في عام 2006. وفي عام 2013 أنهى برنامج الطبيب المقيم في طب الطوارئ في المركز الطبي البحري في بورتسموث بفيرجينيا. وهو حاصل على جائزة الخريجين الفخرية، وجائزة اختيار الممرضات للمقيمين المتميزين، وجائزة الباحث المقيم.

بعد 2013، عمل كونلي رئيساً لقسم الصدمات في وحدة طبية متعددة الجنسيات، في حلف الناتو في أفغانستان، لما يزيد عن عامين. وفي مارس/آذار 2018، تم تعيينه طبيباً بالوكالة في البيت الأبيض، وفي مايو/أيار من العام نفسه، جعله ترامب الطبيب الرسمي فيه، خلفاً لروني جاكسون، الذي شغل المنصب منذ عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش.

في مايو/أيار 2020 لفت كونلي الانتباه إليه، بعد أن كشف أن ترامب بدأ بتناول هيدروكسي كلوروكين، وهو دواء مضاد للملاريا، تحت إشرافه، لمواجهة فيروس كورونا.
وقد شكك العديد من الخبراء في فعالية الدواء في علاج الإصابة بفيروس كورونا أو منع الإصابة به، كما كان يدعي ترامب. بل إن إدارة الغذاء والدواء الأميركية حذرت من أنه يمكن أن يسبب مشكلات خطيرة في ضربات القلب. ولكنه بقي مصراً مع ترامب على موقفهما من استخدامه، وذكر أنه تناقش مع الرئيس في الأمر، و"خلصوا إلى أن الفائدة المحتملة من العلاج تفوق المخاطر النسبية". وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم السبت الماضي، عاد ليعلن أن ترامب لم يكن يتناول هيدروكسي كلوروكين، قائلاً: "لقد ناقشنا ذلك، سأل عنه، ولكنه لا يتناوله الآن".

لفت كونلي الانتباه إليه بعد أن كشف أن ترامب بدأ بتناول هيدروكسي كلوروكين، تحت إشرافه، لمواجهة فيروس كورونا

كرر كونلي في مؤتمر السبت الصحافي أكثر من مرة أن ترامب "لا يحصل على أوكسجين إضافي في الوقت الحالي"، ولكنه رفض الكشف عمّا إذا كان قد تم إعطاؤه أوكسجين سابقاً.
ثم عاد في المؤتمر الصحافي الذي عقده الأحد، ليقول إنه قدّم "وصفاً مفرطاً في التفاؤل لحالة الرئيس". وذلك بعد أن كشف أطباء أن ترامب قد أصيب "بحمى شديدة" يوم الجمعة، وأنه تعرض لنوبتين من انخفاض مستويات الأوكسجين، تمّ فيهما تزويده بأوكسجين إضافي يومي الجمعة والسبت.

ويعود منصب "طبيب البيت الأبيض" إلى أكثر من 100 عام، وذلك عندما عيّن الرئيس ويليام ماكينلي طبيباً في البحرية هو بريسلي ريكسي، في منصب طبيب البيت الأبيض عام 1898، وفي عام 1928 استحدث الكونغرس المنصب بشكل رسمي وبموجب نص قانوني، وأصبح "طبيب البيت الأبيض" منصباً حكومياً دائماً لطبيب مسؤول عن مراقبة صحة الرئيس بشكل مستمر. وقبل ذلك كان الرؤساء يستدعون عادة الأطباء العسكريين أو المدنيين حسب الحاجة.
وفي الوقت الحالي، يمتلك البيت الأبيض وحدة طبية قوية، تضم أطباء وفنيين وممرضين، مسؤولين عن صحة الرئيس ونائبه وموظفي البيت الأبيض وسلامتهم.

ولا يقتصر دور طبيب البيت الأبيض على الجانب الطبي فقط، إذ عليه مراعاة المصالح السياسية، وفي هذا الإطار يمكن فهم ما فعله الدكتور شون كونلي من محاولته نشر أخبار متفائلة عن حالة ترامب الصحية، وإخفاء احتياجه لأوكسجين إضافي في محاولة للحؤول دون انعكاس هذه الأنباء على الأوضاع الاقتصادية والنفسية للبلاد. وهو الأمر الذي فعله سابقاً طبيب الرئيس وودرو ويلسون الدكتور غاري غرايسون، حيث أخفى عن الكونغرس والجمهور الأميركي حقيقة إصابته بسكتة دماغية في أكتوبر/تشرين الأول 1919 بعيد نهاية الحرب العالمية الأولى، والتي يعتقد بعض الباحثين أنها ربما كانت نتيجة إصابته بالإنفلونزا الإسبانية.

المساهمون