ما مصير مفاوضات غزة بعد إعلان الاحتلال عن اغتيال السنوار؟

18 أكتوبر 2024
لافتات خلال تظاهرة في تل أبيب "نهاية السنوار تعني نهاية الحرب"، 17 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اغتيال يحيى السنوار يثير تساؤلات حول مستقبل مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، مع تحديات في إيجاد بديل للتفاوض وتحديد نوايا نتنياهو بشأن الحرب.

- خطة بايدن تهدف إلى هدنة طويلة الأمد وزيادة المساعدات، لكن موقف حماس بعد استشهاد قادتها يظل غامضًا، مما يثير تساؤلات حول استعداد إسرائيل للتفاوض.

- إسرائيل تواجه خيارين: إنهاء الحرب واستعادة الرهائن أو مواصلة الهجوم على حماس، مع توقعات ضئيلة لتحقيق الهدوء في ظل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

بايدن اعتبر أنّ اغتيال السنوار يمثل فرصة لـ"اليوم التالي" في غزة

مسؤول عربي: الأمر مرتبط باستعداد نتنياهو للتوصل إلى اتفاق أو عدمه

إسرائيل تنظر لفترة ما قبل الانتخابات الأميركية باعتبارها "فرصة"

طرح إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، عن اغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار تساؤلات عدة حول مصير مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، خصوصاً مع حديث الرئيس الأميركي جو بايدن عن أنّ استشهاد السنوار يمثل فرصة لـ"اليوم التالي" في غزة. ويقول مسؤولون وخبراء أميركيون وإسرائيليون وعرب، على معرفة وثيقة باستراتيجية الحرب الإسرائيلية، والجهود التي تقودها الولايات المتحدة منذ أشهر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، إنّ استشهاد السنوار ربما خلق عقبات جديدة.

ويرى المسؤولون، في حديث مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اليوم الجمعة، أنّ من أبرز هذه العقبات، مسألة إيجاد بديل للسنوار، يكون مستعدّاً وقادراً على التفاوض على وقف إطلاق النار، وما إذا كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سيقرّر اغتنام هذه الفرصة للانطلاق في مسار إنهاء الحرب، أو سيختار مضاعفة الجهود، والسعي لتحقيق ما قالوا إنه "نصر أوسع في غزة".

ويدور الحديث عن إعادة إحياء خطة بايدن التي أعلنها في مايو/ أيار الماضي، والتي يتم التوصل بموجبها إلى هدنة طويلة الأمد، وإلى الإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس، فضلاً عن زيادة كبيرة في المساعدات للفلسطينيين، وإعادة إعمار غزة في ظل حكومة جديدة. وفي السياق، يقول مسؤول عربي مطلع على المفاوضات للصحيفة: "بصراحة ليست لدينا إجابة" عمّا إذا كانت الخطة قائمة، مضيفاً: "من جانب حماس، إنها حقاً علامة استفهام، لأن الأمر كلّه يعود إلى السنوار، وهيكل القرار المركزي للغاية في المنظمة"، مشيراً إلى أنه مع استشهاد قادة من "حماس" آخرين في الأشهر الأخيرة، "هناك القليل جداً من الوضوح بشأن ما تبقى من حماس. لا أحد يعرف من هو التالي في التسلسل".

من جهته، يقول العميد المتقاعد في جيش الاحتلال يوسي كوبرواسر، لـ"واشنطن بوست"، إنه "من غير الواضح ما إذا كان الأمر أكثر أم أقل تعقيداً"، مع خروج السنوار من الصورة، متسائلاً: "من سيتخذ القرارات؟". لكن هذه النظرة المتشائمة قابلتها نظرة أخرى أكثر تفاؤلاً، مع قول المستشار السابق لجيش الاحتلال في الشؤون الفلسطينية مايكل ميلستاين، "نحتاج أن نكون واقعيين بشأن بعض الأمور. هذه ليس نهاية حماس. لم تنتهِ اللعبة"، مؤكداً أن هناك الآن فرصة للترويج لصفقة، معتبراً أن السنوار كان متشدداً، وأن الموقف الأساسي لحركة حماس سيصبح أكثر مرونة بعد اليوم.

وعلى الرغم من استشهاد السنوار، تلفت "واشنطن بوست" إلى أنّ السؤال هو ما إذا كانت إسرائيل ستصبح أكثر مرونة بعد القضاء على خصمها الرئيس في غزة. وتنقل عن المسؤول العربي قوله إنّ الأمر كله يعود إلى إسرائيل، وما إذا كان نتنياهو مستعداً للتوصل إلى اتفاق أم لا. ويضيف: "بصراحة لم أعد أستطيع قراءة ما يقوله هذا الرجل. لقد توقفت عن تخمين ما ينوي فعله. لقد كنت مخطئاً في كل مرة".

مساران لإسرائيل في غزة

من جانبها، تقول ضابطة الاحتياط السابقة في جيش الاحتلال، ومديرة أبحاث السياسات في منتدى السياسات الإسرائيلي، شيرا أفرون، إنّ هناك الآن "مسارين أساسيين يمكن لإسرائيل أن تسلكهما؛ الأول هو أنّ هذه في الأساس فرصة لانتزاع الفوز. هذا هو الفوز النهائي، السلّم الذي كنا بحاجة إليه للنزول وإنهاء الحرب، واستعادة الرهائن، والتوصل إلى اتفاق مع من تبقى من قيادة حماس". أمّا الخيار الثاني المتاح أمام نتنياهو وائتلافه الحاكم اليميني، فهو، وفق أفرون، القول إن "حماس" على حافة الانهيار الكامل، وإنه "علينا أن نواصل الهجوم".

ويقرّ دبلوماسي عربي كبير، تربط بلاده علاقات دبلوماسية بإسرائيل، بأنّ التوقعات بين الدول العربية بأنّ استشهاد السنوار سيشكل نقطة تحوّل نحو الهدوء في الحرب "ضئيلة"، مشيراً إلى أنّ إسرائيل تنظر إلى الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل باعتبارها "نافذة فرصة"، لن يمارس خلالها بايدن نفوذاً كبيراً أو يعاقب إسرائيل على أفعالها، خشية أن تتدخل في فرص الديمقراطيين في النجاح في السباق المتقارب. ويشير إلى أنّ أحداً لا يريد اتخاذ أي إجراء حاسم قد يؤثر على نتيجة الانتخابات.