لا ينهي إعلان "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) الانتصار على تنظيم "داعش" في سورية، تساؤلات كثيرة حوله، ولا يجيب عن مصير قادة الصف الأول فيه، وفي طليعتهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وعلى الرغم من الإعلان عن استسلام الآلاف من مقاتلي "داعش" مع عوائلهم والذين تم تجميعهم في معتقلات تشرف عليها قوات الأمن الداخلي التابعة لـ"قسد" وقوات التحالف الدولي، إلا أنه لم يُعلن حتى الآن عن اعتقال أو قتل شخصيات قيادية في التنظيم. وحسب مصادر ميدانية عدة، فإن عدداً من قادة "داعش" كانوا بالفعل في منطقة الباغوز قبل بدء الحملة العسكرية الأخيرة، لكن لم يتم الكشف عن مصيرهم حتى الآن، وما إذا كانوا قد قُتلوا أو جرى تهريبهم إلى خارج المنطقة ضمن صفقات مع قوات التحالف الدولي و"قسد" مقابل "ثمن معين" قد يكون تسليم أسرى "مهمين" لدى التنظيم أو دفع أموال وذهب، أو اعتقالهم والتحفّظ عليهم.
وبعيداً عن هذه الافتراضات، فإن المعلومات الميدانية تشير إلى أن هناك العشرات من عناصر التنظيم، ويُعتقد أن من بينهم قادة من الصف الأول، وربما أسرى أجانب لدى التنظيم، ما زالوا متحصنين ضمن أحد كهوف مزارع الباغوز عند ضفاف نهر الفرات الشرقية، رافضين الاستسلام، فيما يتم الضغط عليهم عسكرياً من قبل قوات التحالف للاستسلام عبر قصف تنفذه الطائرات الحربية لمحيط الكهف، بالتزامن مع إلقاء قنابل دخانية وضوئية على الكهف بهدف إجبار المتوارين داخله على الخروج، مع تجنّب تدمير الكهف حتى الآن خشية أن يكون مع عناصر التنظيم أسرى ومختطفون.
وقدّرت مصادر أن نحو ألفين من مقاتلي التنظيم استسلموا خلال المعارك الأخيرة، لكن لم يتم حتى الآن الإعلان عن هوياتهم، وما إذا كان بينهم قادة بارزون من التنظيم. وفي الوقت نفسه، أشارت تقارير إلى تمكّن الكثيرين من عناصر التنظيم وقادته من الهروب والتسلل إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري في الضفة الغربية لنهر الفرات مقابل رشاوى كبيرة دفعوها للطرفين المتقابلين، أي "قسد" وقوات النظام.
اقــرأ أيضاً
والسؤال الأبرز يبقى عن مصير زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، الذي لا يزال لغزاً غامضاً، وسط تقارير متضاربة حول احتمالات وجوده في صحراء الأنبار العراقية أو في مكان آخر قريب من الحدود أو في البادية الشامية او أنه قُتل. وكانت وسائل إعلام أميركية نقلت عن مصادر أن كبار الخبراء في الإدارة الأميركية يعتقدون أن البغدادي لا يزال على قيد الحياة مختبئاً في العراق. وترصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إلى البغدادي، والذي ظهر مرة واحدة علناً عام 2014 في الموصل العراقية، فيما يعود آخر تسجيل صوتي له إلى أغسطس/آب 2018. وقال الخبير في الحركات الجهادية، هشام الهاشمي، لوكالة "فرانس برس" إن البغدادي "محاط بثلاثة أشخاص فقط، أخوه جمعة وهو أكبر منه سناً، وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري الذي يعرفه منذ طفولته، وساعي بريده سعود الكردي".
وبالنسبة لانتشار التنظيم، وبعدما فَقَد مناطق شرق الفرات التي كان يسيطر عليها منذ صعوده عام 2014، لكن لا يزال له وجود وانتشار في مناطق غرب الفرات أي تلك التي يفترض أنها تسيطر عليها قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية، فيما يُعرف بالبادية الشامية، بينما تعرف مناطق شرق الفرات ببادية الجزيرة.
وحسب معلومات متقاطعة، فإن انتشار التنظيم يمتد من ريف بلدة البوكمال الجنوبي، خصوصاً محطة "تي 2" النفطية، إلى ريف السخنة غرباً، وريف مدينة تدمر والجبال التدمرية الجنوبية، وأطراف بلدتي القريتين ومهين في القلمون الشرقي، وصولاً إلى ريف مدينة ضمير، فيما يصل شرقاً إلى منطقة الحرات والجفيف، الملاصقة لمنطقة تلول الصفا التي خرج منها التنظيم قبل بضعة أشهر على خلفية المعارك في ريف السويداء الشرقي. وتقدر مساحة هذه المناطق بنحو أربعة آلاف كيلومتر مربع.
وترجح العديد من المصادر أن يكون التنظيم يحصل على الإمدادات، وخصوصاً الغذائية والطبية والوقود، من مناطق سيطرة النظام بشكل رئيسي، عبر شبكة تهريب يقوم بها السكان المحليون للمنطقة من البدو، مستفيدين من شبكات الفساد المتفشي لدى النظام. وذكرت مصادر عدة في خلال المعارك الأخيرة في شرق الفرات أن الكثير من أفراد التنظيم وقادته تمكّنوا بالفعل من الوصول إلى هذه المناطق بعد دفع مبالغ مالية كبيرة لعناصر "قسد" والنظام المسيطرة غرب النهر.
وتتصف هذه المناطق بوجود تضاريس تسمح بالتخفي فيها مثل الجبال والأودية والمغاور الطبيعية العميقة. ويوجد في جبل البشري منجم للإسفلت يمتد لمسافات طويلة يمكن استخدامه كمستودع أو معسكر تدريب، فضلاً عن المساحات الشاسعة للمنطقة، والعواصف التي تحجب الرؤية الجوية وتزيل آثار التحرك بسرعة. كما أن عناصر التنظيم هناك معظمهم من سكان المنطقة أو ممن خبروا العيش في الظروف الصحراوية القاسية من سوريين وعراقيين، ممن كانوا سابقاً في "قطاع البادية" التابع للتنظيم، إضافة إلى عناصر وصلت من مناطق أخرى مثل الحدود السورية-اللبنانية، ومن محيط دمشق، بعد اتفاقيات الإخلاء هناك خلال الأعوام الماضية. ويقدر أن هناك المئات من عناصر التنظيم في هذه المناطق، زاد عددهم بعد وصول العشرات من مناطق شرق الفرات. يضاف إلى ذلك الخلايا النائمة التابعة للتنظيم في الكثير من مناطق سيطرة "قسد" ومناطق سيطرة فصائل المعارضة في إدلب ومناطق درع الفرات.
اقــرأ أيضاً
وقدّرت مصادر أن نحو ألفين من مقاتلي التنظيم استسلموا خلال المعارك الأخيرة، لكن لم يتم حتى الآن الإعلان عن هوياتهم، وما إذا كان بينهم قادة بارزون من التنظيم. وفي الوقت نفسه، أشارت تقارير إلى تمكّن الكثيرين من عناصر التنظيم وقادته من الهروب والتسلل إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري في الضفة الغربية لنهر الفرات مقابل رشاوى كبيرة دفعوها للطرفين المتقابلين، أي "قسد" وقوات النظام.
والسؤال الأبرز يبقى عن مصير زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، الذي لا يزال لغزاً غامضاً، وسط تقارير متضاربة حول احتمالات وجوده في صحراء الأنبار العراقية أو في مكان آخر قريب من الحدود أو في البادية الشامية او أنه قُتل. وكانت وسائل إعلام أميركية نقلت عن مصادر أن كبار الخبراء في الإدارة الأميركية يعتقدون أن البغدادي لا يزال على قيد الحياة مختبئاً في العراق. وترصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إلى البغدادي، والذي ظهر مرة واحدة علناً عام 2014 في الموصل العراقية، فيما يعود آخر تسجيل صوتي له إلى أغسطس/آب 2018. وقال الخبير في الحركات الجهادية، هشام الهاشمي، لوكالة "فرانس برس" إن البغدادي "محاط بثلاثة أشخاص فقط، أخوه جمعة وهو أكبر منه سناً، وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري الذي يعرفه منذ طفولته، وساعي بريده سعود الكردي".
وحسب معلومات متقاطعة، فإن انتشار التنظيم يمتد من ريف بلدة البوكمال الجنوبي، خصوصاً محطة "تي 2" النفطية، إلى ريف السخنة غرباً، وريف مدينة تدمر والجبال التدمرية الجنوبية، وأطراف بلدتي القريتين ومهين في القلمون الشرقي، وصولاً إلى ريف مدينة ضمير، فيما يصل شرقاً إلى منطقة الحرات والجفيف، الملاصقة لمنطقة تلول الصفا التي خرج منها التنظيم قبل بضعة أشهر على خلفية المعارك في ريف السويداء الشرقي. وتقدر مساحة هذه المناطق بنحو أربعة آلاف كيلومتر مربع.
وترجح العديد من المصادر أن يكون التنظيم يحصل على الإمدادات، وخصوصاً الغذائية والطبية والوقود، من مناطق سيطرة النظام بشكل رئيسي، عبر شبكة تهريب يقوم بها السكان المحليون للمنطقة من البدو، مستفيدين من شبكات الفساد المتفشي لدى النظام. وذكرت مصادر عدة في خلال المعارك الأخيرة في شرق الفرات أن الكثير من أفراد التنظيم وقادته تمكّنوا بالفعل من الوصول إلى هذه المناطق بعد دفع مبالغ مالية كبيرة لعناصر "قسد" والنظام المسيطرة غرب النهر.
وتتصف هذه المناطق بوجود تضاريس تسمح بالتخفي فيها مثل الجبال والأودية والمغاور الطبيعية العميقة. ويوجد في جبل البشري منجم للإسفلت يمتد لمسافات طويلة يمكن استخدامه كمستودع أو معسكر تدريب، فضلاً عن المساحات الشاسعة للمنطقة، والعواصف التي تحجب الرؤية الجوية وتزيل آثار التحرك بسرعة. كما أن عناصر التنظيم هناك معظمهم من سكان المنطقة أو ممن خبروا العيش في الظروف الصحراوية القاسية من سوريين وعراقيين، ممن كانوا سابقاً في "قطاع البادية" التابع للتنظيم، إضافة إلى عناصر وصلت من مناطق أخرى مثل الحدود السورية-اللبنانية، ومن محيط دمشق، بعد اتفاقيات الإخلاء هناك خلال الأعوام الماضية. ويقدر أن هناك المئات من عناصر التنظيم في هذه المناطق، زاد عددهم بعد وصول العشرات من مناطق شرق الفرات. يضاف إلى ذلك الخلايا النائمة التابعة للتنظيم في الكثير من مناطق سيطرة "قسد" ومناطق سيطرة فصائل المعارضة في إدلب ومناطق درع الفرات.