استمع إلى الملخص
- رفضت الصين حكم محكمة التحكيم الدولية لعام 2016 الذي ينفي سيادتها على الجزر المتنازع عليها، واستخدمت أساليب عنيفة ضد السفن الفيليبينية.
- شهدت الأشهر الأخيرة تصادمات بين السفن الصينية والفيليبينية، مما أدى إلى إصابات وأضرار، مع تهديدات صينية بسحق أي توغل أجنبي.
أكدت الفيليبين، اليوم الاثنين، أنها لم تتخل عن جزيرة مرجانية متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي بعد يومين من سحب سفينة متمركزة هناك في أعقاب مواجهات استمرت أشهرا مع الصين. وقال المتحدث باسم خفر السواحل الفيليبيني، العميد البحري جاي تارييلا، في مؤتمر صحافي: "لم نخسر شيئا"، متعهداً بأنه "سيكون هناك وجود لخفر السواحل في جزيرة اسكودا شول"، وذلك بعد سحب الفيليبين سفينتها "بي آر بي تيريزا ماغبانوا" من منطقة الشعاب المرجانية المعروفة دوليا باسم جزيرة "سابينا شول".
وتزعم بكين أنها صاحبة السيادة على بحر الصين الجنوبي بمعظمه، على الرغم من إصدار محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في عام 2016، حكماً يقضي بعدم أحقية المطالب الصينية بالسيادة على جزر تطالب بها الفيليبين في بحر الصين الجنوبي، واعتبرت المحكمة أن بكين انتهكت حقوق مانيلا السيادية، غير أن الصين رفضت القرار في حينه، وقالت إنه يتعارض مع القانون الدولي ومع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. كما استخدمت السفن الصينية أساليب عنيفة ضد سفن فيليبينية في سابينا وغيرها من المناطق المتنازع عليها في الممر المائي الاستراتيجي.
وشهدت الأشهر الأخيرة قيام البحارة الصينيين بصدم السفن الفيليبينية وعرقلة إبحارها وتسليط مدافع المياه عليها وحتى الصعود على متنها، ما تسبب بأضرار وإصابات. ونشرت مانيلا سفينة "بي آر بي تيريزا ماغبانوا" في إبريل/نيسان الفائت لمنع بكين من استعادة جزيرة سابينا، لكنها سحبتها بعد إصابة أربعة من أفراد طاقمها بالمرض، وبعدما تضررت السفينة جراء حادث تصادم مع سفينة صينية. كما شهد العام الحالي سلسلة من المواجهات بين الطرفين في المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وكان الصدام الأبرز حادث اعتراض خفر السواحل الصيني لمهمة بحرية فيليبينية لإعادة إمداد القوات المتمركزة في جزيرة توماس الثانية في17 يونيو/حزيران الماضي، ما أدى إلى اشتباكات بالأيدي والسلاح الأبيض فقد فيها بحار فيليبيني إبهامه.
ورفض تارييلا مقارنة هذه الأحداث بما حصل مع جزر "سكاربورو شول" التي تخلت عنها مانيلا لصالح بكين بعد مواجهة مماثلة استمرت شهورا عام 2012، ولفت إلى أن سابينا أكبر بكثير من سكاربورو، مشددا على أن الصين لن تكون قادرة على منع الفيليبين من إرسال دوريات حول المنطقة التي تبلغ مساحتها 137 كيلومترا مربعا.
وقال تارييلا "إنها ليست هزيمة"، نافيا التلميحات بأن خفر السواحل الفيليبيني "تخلى عن موقعنا" في منطقة الشعاب المرجانية. وأضاف "نحن فقط نعيد تموضع سفينتنا"، مشيرا إلى أن "هذا لا يعني أن سفن خفر السواحل لن يتم نشرها هناك بعد الآن"، دون أن يحدد موعدا زمنيا لذلك.
والخميس الماضي، هدد مسؤول عسكري صيني كبير بأن بلاده "ستسحق" أي توغل أجنبي ينتهك سيادتها، ولا سيما في بحر الصين الجنوبي، وقال اللفتنانت جنرال هي لاي: "نأمل في أن يبقى بحر الصين الجنوبي بحر سلام"، مضيفاً "إذا حركت الولايات المتحدة عملاءها في الكواليس، إذا دفعت دولاً إلى الواجهة، أو إذا انتهى الأمر بها هي نفسها في الخط الأمامي، فعندها جيش التحرير الشعبي الصيني لن يتهاون".
(فرانس برس، العربي الجديد)