ماكرون يبدأ الأربعاء زيارة للصين لبحث حرب أوكرانيا و"إحياء" الحوار

04 ابريل 2023
تستمرّ الزيارة 3 أيام (لودوفيك مارين/فرانس برس)
+ الخط -

يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين، غداً الأربعاء، لقناعته بأن بكين طرف "لا يمكن تجاوزه" أمام التحديات الكثيرة التي يشهدها العالم، بدءاً بحرب أوكرانيا التي يمكن لموقف الصين منها أن "يغيّر" اتجاهها جذرياً.

ورأى قصر الإليزيه، قبل زيارة الدولة هذه التي تستمر ثلاثة أيام، أن الصين، بسبب قربها من روسيا، "هي البلد الوحيد في العالم القادر على أن يؤثر بشكل مباشر وجذري في النزاع باتجاه أو بآخر".

وفي المعسكر الغربي، يشكل إيمانويل ماكرون، بحسب أوساطه، أحد قادة الدول القلائل في العالم الذين يمكنهم "القيام بمناقشة تستمر لست أو سبع ساعات" مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، للترويج للسلام.

وفيما تفوح من المنافسة بين الصين والولايات المتحدة رائحة حرب باردة، يريد الفرنسيون سلوك "طريق آخر" أقل حدة من النهج الأميركي، في العلاقة مع العملاق الآسيوي.

متسلحة بهذا الموقف، كانت فرنسا تأمل حتى فترة قصيرة بإقناع الزعيم الصيني بأداء "دور الوسيط"، لدفع نظيره الروسي فلاديمير بوتين باتجاه حل تفاوضي، وخصوصاً أن بكين لم تدن يوماً الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم تدعمه أيضاً. إلا أن الجبهة المناهضة للغرب التي ظهر بها شي جين بينغ وفلاديمير بوتين في موسكو قبل أسبوعين، خففت من هذه الطموحات.

وقال مستشار إن ماكرون سيسعى إلى إيجاد "فسحة" حوار مع بكين، لطرح "مبادرات" من شأنها "دعم المدنيين" في أوكرانيا، فضلاً عن "تحديد طريق" للخروج من الأزمة على المدى المتوسط.

ويبدو أن النقطة الأكثر إلحاحاً هي إقناع الصين بعدم الانتقال بالكامل إلى المعسكر الروسي، من خلال إرسال أسلحة إلى موسكو. وأكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن ماكرون سيقول للمسؤولين الصينيين "إنه من الأهمية بمكان الامتناع" عن دعم مجهود الحرب الروسي.

"قرار مشؤوم"

وشددت الرئاسة الفرنسية على أنه "في حال اتخذت الصين هذا القرار المشؤوم، سيكون له تأثير استراتيجي كبير جداً على النزاع. نريد تجنب الأسوأ".

ويقول أنطوان بونداز من مؤسسة البحث الاستراتيجي، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، "لن نمنع الصين من دعم روسيا عسكرياً (..) بقولنا لها بلطافة إنه لا ينبغي القيام بذلك، بل من خلال تنبيهات وتحذيرات" مرفقة بمحادثات بعيدة عن الأنظار، وتهديد "بفرض عقوبات".

ويؤكد الباحث أن إقدام ماكرون على طرح علني للمخاوف من نية روسيا نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، سيشكل اختباراً لقدرة فرنسا على "القيام بدورها".

ويريد الرئيس الفرنسي على نطاق أعم، "إحياء" حوار بعد فترة طويلة من انقطاع الاتصالات الشخصية بسبب كوفيد-19، باستثناء لقاء مع شي جين بينغ في إندونيسيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويغادر ماكرون فرنسا، مساء اليوم الثلاثاء، ليصل بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي إلى العاصمة الصينية، حيث يلتقي الجالية الفرنسية.

والخميس، يجري لقاءات مع المسؤولين الصينيين، تشارك بجزء منها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، من أجل توجيه رسالة موحدة. ويشارك بعدها في مأدبة عشاء رسمية. ويتوجه الجمعة إلى كانتون حيث سيلتقي طلاباً صينيين.

ويرافق الرئيس الفرنسي نحو ستين رئيس شركة فرنسية، منها "إيرباص"، وكهرباء فرنسا، و"فيوليا"، مع تركيز على الانتقال في مجال الطاقة، وهي من التحديات الكونية التي تعتبر باريس أنه ينبغي التقدم في إطارها مع بكين.

ويتوقع أن يتخلل هذه اللقاءات توقيع اتفاقات.

وأوضحت أوساط ماكرون أن الرئيس ينوي الاستمرار بالدفع باتجاه "ولوج أفضل إلى السوق الصينية"، و"أجواء منافسة عادلة"، على غرار ما فعل في زيارتيه عامي 2018 و2019.

ورأت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن إيمانويل ماكرون وأورسولا فون دير لايين "يتوقع ألا يثيرا قضية الاستبداد المتنامي للحكومة الصينية"، معربة عن خشيتها من حجب مسألة حقوق الإنسان.

ويؤكد قصر الإليزيه أن مسألة حقوق الإنسان ستطرح، ولا سيما وضع "أقارب لرعايا فرنسيين في شينيجانغ" التي يندد مراقبون بحدوث قمع شديد فيها، "لكي يتمكنوا من مغادرة الصين".

(فرانس برس)

المساهمون