الهولندي مارك روته أميناً عاماً لحلف شمال الأطلسي

26 يونيو 2024
روته خلال مأدبة غداء رسمية بقصر نورديندي في لاهاي، 24 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دول حلف شمال الأطلسي تعين مارك روته، رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته، أمينًا عامًا جديدًا للحلف اعتبارًا من أكتوبر 2024، في خطوة تأتي وسط استمرار الحرب في أوكرانيا، مما يبرز أهمية دوره المستقبلي.
- الرئيس الأوكراني يرحب بتعيين روته، معتبرًا إياه زعيمًا قويًا ومبدئيًا، بينما روسيا لا تتوقع تغييرًا في نهج الناتو تجاهها، مشيرة إلى دعم روته القوي لأوكرانيا وانتقاداته لبوتين.
- روته، بخبرته الطويلة في قيادة هولندا وشخصيته القادرة على الجمع بين اليسار واليمين، يُنظر إليه كشخصية مثالية لتعزيز الوحدة والتعاون داخل الناتو، خاصة في ظل التحديات الحالية والمحتملة.

عيّنت دول حلف شمال الأطلسي، اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته (57 عاماً)، أميناً عاماً جديداً للحلف، وذلك في فترة حساسة للتكتّل الدفاعي مع استمرار الحرب في أوكرانيا.

وقال الحلف في بيان: "قرّر مجلس شمال الأطلسي تعيين رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الأمين العام المقبل لحلف شمال الأطلسي خلفًا لينس ستولتنبرغ"، مشيرًا إلى أنه سيتولى منصبه في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2024.

أوكرانيا تشيد بتعيين روته وروسيا لا تتوقع تغييراً

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، بتعيين مارك روته رئيساً جديداً لحلف شمال الأطلسي، وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "أعرف مارك روته كزعيم قوي ومبدئي، أظهر حسمه ورؤيته في مناسبات عديدة خلال السنوات الماضية". 

في المقابل، أكد الكرملين، اليوم الأربعاء، أنّ تعيين مارك روته أميناً عاماً لحلف شمال الأطلسي لن يؤدي إلى أي تغيير "في النهج العام" للناتو، الذي تعتبره روسيا "معادياً" لها. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف: "من غير المرجح أن يحدث هذا الخيار أي تغيير في نهج الناتو العام"، مشدداً على أنه "في الوقت الراهن هذا الحلف مناهض لنا".

يُعتبر روته حليفاً قوياً لأوكرانيا ومنتقداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومنذ اجتاحت روسيا أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022 كان روته من بين القوى الدافعة لتقديم الدعم العسكري الأوروبي لأوكرانيا، ودأب على تأكيد ما قال إنها الحاجة المطلقة لهزيمة روسيا في ساحة المعركة لتأمين السلام في أوروبا. وتعتبر الحرب الروسية الأوكرانية الشغل الشاغل لمن سيخلف ستولتنبرغ، خصوصاً مع توقعات الغربيين أنفسهم استمرار الحرب الأوكرانية لفترة أخرى من الزمن.

مارك روته وترامب

وأمضى مارك روته 13 عاماً في رئاسة حكومات هولندا المتعاقبة، حيث ترأس الحكومة الهولندية منذ عام 2010. وجاء ترشيحه لخلافة ستولتنبرغ من أكبر دول الحلف الغربي، أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، ودعم دول أخرى في أوروبا. وبالنسبة لمعظم دول حلف شمال الأطلسي، يُعتبر روته الخيار المفضل للحلف في مواجهة ما قد تسفر عنه الانتخابات الأميركية مع نهاية العام الحالي والتوجس الأوروبي من عودة دونالد ترامب، وهنا يمكن تفسير الحماسة لروته بسبب ما جرى في يوليو/ تموز 2018 حين عُرف بأن روته هو الذي أعاد دبوس الأمان إلى قنبلة ترامب قبل أن تنفجر وتنسف "الأطلسي" معها، بعدما همس بشيء في أذن الأميركي المزاجي فصار يكنى بـ"الهامس لترامب".

درس مارك روته التاريخ الهولندي في جامعة لايدن، واشتهر بنظارته الرفيعة وقيادة دراجته الهوائية من منزله قرب البرلمان في لاهاي. وهو أعزب هادئ طويل القامة. وبرغم أنه يوصف بأنه "شعبي ومرح ويسهل الانسجام معه" ومرن في مجال السياسة، وقادر على تقديم تنازلات وانتزاعها، بما في ذلك قدرته على إقناع اليسار واليمين بالعمل تحت قيادته طوال أكثر من 13 عاماً، إلا أن الليبرالي روته لا يُعرف له مشروع سياسي أو أيديولوجي خلال سنوات حكمه.

وفي حين لم يؤكد أو ينفي التقارير الإعلامية عن ترشيح روته، قال عنه سلفه ينس ستولتنبرغ أخيرا: "أعتقد أن مارك (روته) مرشح قوي جداً. فهو يتمتع بخبرة كبيرة بصفته رئيساً للوزراء. إنه صديق وزميل مقرب".

(فرانس برس، العربي الجديد)