ماذا يعني فرض حالة الحرب في مقاطعات شرقي أوكرانيا؟

19 أكتوبر 2022
جنود روس في لوغانسك (Getty)
+ الخط -

مع بقاء ساعات معدودة على بدء سريان حالة الحرب اعتبارا من منتصف ليلة غد الخميس في مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون التي ضمتها روسيا في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، تتزايد التساؤلات حول تأثير ذلك على الحياة اليومية في هذه المناطق في الشرق الأوكراني، وسير الاجتياح العسكري الروسي بعد اقتراب شهره الثامن من نهايته. 

وصادق مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، خلال القسم المسائي من جلسته اليوم الأربعاء، على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفرض حالة الحرب في "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" ومقاطعتي خيرسون وزابوريجيا، وذلك بموجب المادة 102 من الدستور الروسي التي يصادق مجلس الاتحاد بموجبها على مراسيم الرئيس بشأن فرض حالتي الحرب والطوارئ.

ومع ذلك، يعتبر الناطق باسم نائب رئيس الحكومة الموالية لروسية في مقاطعة خيرسون ألكسندر فومين أن قرار فرض حالة الحرب لا يغير شيئا على أرض الواقع في ظل سريان إجراءات حظر التجول والدوريات حتى من دون إعلان الحالة بشكل رسمي. 

إعلان حالة الحرب يعني فرض تنظيم صارم على السفر إلى خارج المنطقة وحركة النقل

ويقول فومين، في اتصال مع "العربي الجديد": "يأتي قرار فرض حالة الحرب بمثابة ترجمة هذا الوضع من الفعلي إلى القانوني، لأنه كان فعليا شبه عسكري من جهة تطبيق حظر التجول وانتشار الدوريات، وقبل أسبوع بدأت عملية الإجلاء التي ستستمر لستة أيام أخرى. يتم نقل الموظفين الحكوميين إلى مدينتي سكادوفسك وغينيتشيسك في الضفة اليسرى لنهر دنيبر، والسكان المدنيين إلى شبه جزيرة القرم ومقاطعات روستوف وستافروبول وكراسنودار الحدودية الروسية". 

وحول الوضع العام السائد في مدينة خيرسون، يضيف: "على مدى الأسابيع الماضية، ظل الوضع هادئا، ولكن هناك تحذيرات رسمية من تعرض المدينة لقصف كثيف من قبل القوات الأوكرانية أو غمر المدينة في حال ضرب سد محطة كاخوفسكايا الكهرومائية".

شكل خاص للإدارة 

اعتبر الخبير العسكري ألكسندر بيريندجييف أن فرض حالة الحرب لا يترتب عليه إعلان تعبئة جديدة، ولكنه سيتيح تشكيل، على سبيل المثال، وحدات للدفاع الشعبي. 

وقال بيريندجييف، وهو أستاذ مساعد بقسم العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة "بليخانوف" الاقتصادية الروسية وعضو مجلس الخبراء "ضباط روسيا"، في حديث لصحيفة "فزغلياد" الإلكترونية الموالية للكرملين: "حالة الحرب هي شكل خاص لإدارة الدولة، وهو ضروري لالتزام أكبر بالقواعد من قبل جهات السلطة المحلية. يتم رفع مستوى المطالب لسكان الأراضي، وقد يجري في بعض الحالات حتى الحديث عن التضييق على الحقوق المدنية". 

وأضاف: "يمكن إلزام ملاك السيارات بالمشاركة في فعاليات مختلفة مثل النقل وحتى الإجلاء. ويمكن استخدام قطع ووسائل أخرى من الملكية الخاصة لأغراض اجتماعية. وعلاوة على ذلك، يتم تشديد المسؤولية. حتى الغياب عن العمل قد تترتب عليه ملاحقة جنائية وليست إدارية. يتم تقييد تنظيم الفعاليات الجماهيرية الترفيهية وغيرها". 

وأكد الخبير على تشديد أساليب العمل مع من سماهم الجواسيس والمخربين، و"فرض تنظيم صارم على السفر إلى خارج المنطقة وحركة النقل"، وإمكانية تقييد حتى الذهاب إلى المتاجر. 

وفي وقت سابق من اليوم، أعلن بوتين قبل بدء اجتماع مجلس الأمن، عن قرار فرض حالة الحرب في الأقاليم الأربعة التي ضمتها روسيا في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، مرجعا ذلك إلى مواصلة القوات الأوكرانية عمليات القصف وتنفيذ أعمال تخريبية واعتداءات على "ممثلي السلطة"، مذكرا بأن "الأجهزة الخاصة الأوكرانية نفذت الهجوم الإرهابي على جسر القرم"، وفق رواية السلطات الروسية. 

وأضاف: "أذكر بهذا الصدد بأن نظام حالة الحرب كان ساريا في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعتي خيرسون وزابوريجيا قبل انضمامها إلى روسيا. والآن يجب تقنين هذا النظام في إطار القانون الروسي". 

وينص المرسوم على فرض حالة الحرب اعتبارا من منتصف ليلة يوم غد الخميس، مكلفا الحكومة ووزارات الدفاع والداخلية والطوارئ وجهاز الأمن الفدرالي وهيئة الحرس الوطني بتقديم مقترحات، خلال ثلاثة أيام، حول الإجراءات المزمع تطبيقها على الأراضي المعلنة فيها حالة الحرب.

المساهمون