مع صباح اليوم الأحد، بدأ يتضح حجم الخسائر التي سببها القصف الإسرائيلي للعاصمة السورية دمشق ومناطق أخرى، فجر اليوم، برغم عدم اتضاح طبيعة الأهداف المستهدفة على وجه التحديد، والتي تناثرت في مناطق عدة من العاصمة، دون أن يتبين ما إذا كانت ناتجة عن قصف إسرائيلي أم سقوط صواريخ أطلقتها الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري.
وأفادت وسائل إعلام محلية مقربة من النظام، ومنها شبكة "أخبار دمشق الآن"، أن أضراراً كبيرة لحقت بالمعهد التقاني للفنون التطبيقية وقلعة دمشق والمركز الثقافي في منطقة كفرسوسة، التي استهدفها القصف الإسرائيلي بشكل رئيسي.
من جهته، ذكر موقع "صوت العاصمة" أن البناء المستهدف في كفرسوسة تعود ملكيته لرجل الأعمال فاضل بلوي، مالك شركة الفاضل للحوالات المالية المرتبطة بـ"حزب الله" اللبناني، مشيراً إلى أن الضربة استهدفت بشكل رئيسي كراج السيارات وغرفا تحت أرضية البناء، ما تسبب بدمار كبير في الكراج والطوابق الأربعة الأولى، في المبنى الذي يقع خلف المدرسة الإيرانية.
ورجح المصدر أن يكون البناء الذي تم استهدافه يستخدم كمستودع ومركز دعم لوجستي للمليشيات الإيرانية، مشيراً إلى انتشال جثث 10 أشخاص على الأقل من المبنى المستهدف.
كما سمعت أصوات خمسة انفجارات في عدة مناطق من ريف دمشق، منها الموقع المستهدف في كفرسوسة ومقر عسكري تابع للواء 75، إضافة إلى جبل المانع في ريف دمشق.
وذكرت شبكة السويداء 24، أنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت موقع رادار "تل المسيح" بالقرب من مدينة شهبا في ريف السويداء، تزامناً مع القصف الجوي الذي استهدف العاصمة وريفها.
وحاولت الدفاعات الجوية في جبل قاسيون ومطار المزة العسكري التصدي للغارات بعشرات الصواريخ، سقط بعضها في مناطق متفرقة في دمشق وريفها.
أما "المرصد السوري لحقوق الإنسان" فقد ذكر أن 15 شخصاً قتلوا فيما أصيب آخرون نتيجة القصف على منطقة كفرسوسة، فيما قضت سيدة عند دوار المزرعة بدمشق.
ووفق المصدر، فإن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع تنتشر فيها مليشيات إيرانية و"حزب الله" اللبناني، في منطقة واقعة بين السيدة زينب والديابية بريف دمشق، ما تسبب في اندلاع حرائق وانفجارات في الأماكن المستهدفة.
من جهته، قال مصدر عسكري تابع لقوات النظام، إنه في الدقائق الأولى من فجر اليوم الأحد، "نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها، من ضمنها أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين"، مضيفاً: "قد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها".
وأوضح المصدر أن العدوان أدى كحصيلة أولية إلى مقتل خمسة أفراد، بينهم عسكري، وإصابة 15 مدنياً بجروح، بينهم حالات حرجة، وتم تدمير عدد من منازل المدنيين، وحصلت أضرار مادية في عدد من الأحياء في دمشق ومحيطها.
وكان آخر قصف إسرائيلي تعرضت له العاصمة دمشق مطلع العام الجاري، استهدف مطار دمشق الدولي، إذ أدى إلى قتل 7 أشخاص، كما شهدت منطقة كفرسوسة نفسها عملية اغتيال للقيادي العسكري البارز في "حزب الله" عماد مغنية، في شهر فبراير/ شباط 2008.
إصابة 4 عناصر للنظام في درعا
في سياق آخر، ذكر "تجمع أحرار حوران"، اليوم الأحد، أنه جرى صباح اليوم استهداف سيارة عسكرية من نوع "زيل" تتبع للفرقة التاسعة بعبوة ناسفة بين قريتي خبب وترعة في منطقة اللجاة شمال شرق درعا.
من جهته، قال موقع "أثر برس" القريب من النظام، إن 4 عناصر من قوات النظام أصيبوا جراء استهداف سيارة عسكرية بعبوة ناسفة زرعها مجهولون على الطريق الزراعي شرق بلدة خبب.
وكان مصدر محلي قد ذكر لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام، وخاصة الفرقة الرابعة، استقدمت تعزيزات إلى محافظة درعا، وخاصة بجانبي الطريق الدولي بين دمشق ودرعا.
وأوضح المصدر أن التعزيزات التي تمركز بعضها في مجمع الغزالي القريب من قرية قرفا، ربما يكون هدفها حماية طريق تهريب المخدرات، بعد تعرض مراكز وِأشخاص مرتبطين بتجارة المخدرات لعدد من الاستهدافات في الآونة الأخيرة.