مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى قبيل انطلاق مسيرة الأعلام

05 يونيو 2024
مستوطنون إسرائيليون يقتحمون المسجد الأقصى، 25 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مئات المستوطنين الإسرائيليين اقتحموا المسجد الأقصى، أدوا طقوساً تلمودية تحت حماية قوات الاحتلال، قبيل مسيرة الأعلام التي تحيي ذكرى احتلال القدس.
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي هدد بضرب الفلسطينيين في المسجد الأقصى خلال المسيرة، مؤكداً على سيادة إسرائيل، في سياق توتر متصاعد واستفزازات مستمرة.
- حماس وصفت المسيرة بالعدوان، والأردن دان اقتحام وزير إسرائيلي للمسجد، معتبراً ذلك خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً للوضع التاريخي، مطالباً إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها.

أكثر من 950 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد الأقصى

يأتي هذا الاقتحام قبيل بدء مسيرة الأعلام الاستيطانية مساء اليوم

يتزامن الاقتحام مع الذكرى الـ57 لاحتلال ما تبقى من مدينة القدس

اقتحم مئات المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك قبيل بدء مسيرة الأعلام الإسرائيلية في الذكرى السابعة والخمسين لاحتلال ما تبقى من مدينة القدس، بالتزامن مع تحويل قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية. وأكدت مصادر محلية أن أكثر من 950 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال نحو ساعة، وأدّوا طقوساً تلمودية ونفّذوا جولات استفزازية.

ويأتي الاقتحام وسط استعدادات المستوطنين لتنفيذ مسيرة الإعلام الاستيطانية، مساء اليوم الأربعاء، فيما حولت قوات الاحتلال المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت الآلاف من عناصرها استعداداً لتلك المسيرة. في المقابل، تصاعدت الدعوات الفلسطينية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، للتصدي لتلك المسيرة واعتداءات المستوطنين في ما يسمى بـ"يوم توحيد القدس" عند المستوطنين. وكانت منظمات "الهيكل" قد دعت لمسيرة تهويدية، اليوم الأربعاء، تبدأ من باب الخليل مروراً بحارة الشرف وحائط البراق وصولاً للمسجد الأقصى.

وأمس الثلاثاء، هدد وزير الأمن القومي الإسرائىلي إيتمار بن غفير، في حديث لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، باقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال "مسيرة الأعلام" الاستيطانية والاستفزازية في مدينة القدس المحتلة، بمناسبة ما يُسمى إسرائيلياً بـ"يوم القدس"، وهو اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل بسقوط الشطر الشرقي من المدينة المحتلة عقب نكسة عام 1967.

وقال بن غفير بشأن المسيرة التي ستمر في باب العامود وربما في الحي الإسلامي داخل البلدة القديمة، إنه "يجب ضربهم في أهم مكان لهم. في جميع السنوات قالوا هذا غير مناسب، وهذا ليس الوقت لذلك. الأمر معاكس تماماً، عندما تتراجع أمامهم، ستحصل على السابع من أكتوبر/ تشرين الأول (عملية طوفان الأقصى). سنسير عبر باب العامود وسنصعد إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، رغماً عن أنوفهم ورغم غضبهم. يجب ضربهم في المكان الأكثر أهمية بالنسبة لهم، ويجب أن نأتي ونقول إن جبل الهيكل لنا والقدس لنا. إذا نظرنا لأنفسنا على أننا أصحاب المكان، فإن أعداءنا سيقدروننا".

وعادة ما تشهد المسيرة الاستفزازية أجواء مشحونة بين المستوطنين والفلسطينيين الذين يحاولون التصدي لهم ولاستفزازاتهم واعتداءاتهم. وأطلقت حركة حماس في عام 2021 صواريخ باتجاه القدس المحتلة بالتزامن مع المسيرة، ما أدى إلى فضّها. وفي عام 2022، توجه سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل توماس نايدز إلى وزير الأمن الداخلي في حينه عومر بارليف، في فترة حكومة نفتالي بينت - يئير لبيد، وطالبه بتغيير مسار المسيرة خشية إشعال الأوضاع، إلا أن بارليف رفض توجهه وأبقى المسار على حاله. كما مرت المسيرة في باب العامود العام الماضي، ولم تسجّل أحداث استثنائية.

حماس: مسيرة الأعلام عدوان على شعبنا

من جهتها، وصفت حركة حماس في بيان لها مسيرة الأعلام في القدس المحتلة بأنها "عدوانٌ على شعبنا ومقدساته"، محذرةً الاحتلال من مواصلة سياساته الإجرامية تجاه المسجد الأقصى المبارك. وأضحت الحركة أن "سماح حكومة الاحتلال الفاشية لقطعان المستوطنين بتنظيم ما يسمى بمسيرة الأعلام، في شوارع القدس المحتلة، وما يرافقها من اعتداءات وانتهاكات بحق شعبنا ومقدساتنا، وبحماية كاملة من شرطة الاحتلال؛ هو تأكيدٌ لعنجهية هذه الحكومة الفاشية، ونهج الاحتلال الساعي لتهويد المقدسات، وعدوان على مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم".

وأضافت الحركة في بيانها: "إننا نحذر الاحتلال من مغبّة مواصلة هذه السياسات الإجرامية بحقِّ مقدّساتنا، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك، ونؤكد أن المقاومة التي تسطّر البطولات في معركة طوفان الأقصى الممتدة على أرضنا الفلسطينية، وتلاحِق الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية؛ ستجد طريقها لإيلام هذا العدو المجرم، بما يضمن لجم قادته من المستوطنين المتطرفين".

ودعت حماس أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، خصوصاً في الضفة والقدس والداخل المحتل؛ للنفير العام والتصدي لمخططات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى، وجعل اليوم الأربعاء يوم غضب ومواجهة العدوان الإسرائيلي الرامي لتدنيس الأقصى وإحكام السيطرة عليه.

الأردن يدين اقتحام وزير إسرائيلي وأعضاء من الكنيست المسجد الأقصى

من جانبها، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين قيام أحد الوزراء المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء من الكنيست الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، باقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلية، وممارساتهم الاستفزازية التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى، وسماح الحكومة الإسرائيلية بالقيام بما يسمى بمسيرة الأعلام في القدس المحتلة، وما يرافقها من عدوان على الفلسطينيين وممارسات عنصرية متطرفة، وفرض للقيود على وصول المصلين إلى المسجد وتقييد حركتهم في البلدة القديمة للقدس المحتلة.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، في بيان له، أن استمرار الاقتحامات بحق المسجد وانتهاك حرمته، وممارسات المتطرفين المستمرة في القدس المحتلة ومقدساتها، وتقييد حركة الفلسطينيين، تمثل خطوة استفزازية مُدانة وخرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، مشدداً بأنه لا سيادة لإسرائيل عليه أو على القدس الشرقية المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وطالب الناطق الرسمي باسم الوزارة إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق الأقصى، واحترام حرمته، محذراً من استمرار هذه الانتهاكات، ومشدداً على ضرورة احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، بصفتها صاحبة الاختصاص الحصري، بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك، وتنظيم الدخول إليه.