تعتزم عشائر الأنبار المتصدية لتنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، عقد مؤتمر عشائري لتوحيد صفوفها وجهودها خلال معركة تحرير الأنبار المرتقبة، فيما أكّدت على ضرورة احتواء وتسليح الأعداد الكبيرة من المتطوعين من أبناء العشائر.
وقال عضو مجلس العشائر، الشيخ غانم العيفان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عشائر الأنبار انقسمت خلال فترة حكم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي إلى قسمين؛ الأول وقف على الحياد وغرّر ببعضهم وانضمّوا لداعش بسبب سياسات الحكومة، والثاني هي العشائر المتصدية لداعش والتي قاتلته طوال هذه الفترة وما زالت تقاتله حتى اليوم".
وأضاف أنّ "عشائر المحافظة بحاجة إلى توحيد الصفوف والجهود، لتكون جهة فعّالة وقوة رصينة، ولها دورها الكبير في معركة الحسم المرتقبة"، مبيّناً أنّ "جميع عشائر المحافظة اليوم أدركت الحاجة للوحدة، وهم يسعون لتلك الوحدة ويبذلون جهودا كبيرة لإنجاحها".
وأكّد أنّ "العشائر حدّدت الثلاثين من الشهر الجاري موعدا لعقد المؤتمر، الذي ستحضره كافة عشائر المحافظة، باستثناء عشيرة أو عشيرتين من المناطق النائية التي لا تستطيع الحضور بسبب بُعد المسافة"، موضحا أنّ "المؤتمر سيتم خلاله انتخاب أمين عام للعشائر المتصدية لداعش، وسيجعل من كل العشائر جبهة واحدة وتقف وقفة واحدة ضدّ داعش".
من جهته، رحّب شيخ عشيرة البو شعبان، الشيخ خالد سرهيد، بأيّ "مؤتمر أو مساع تصب بمصلحة الأنبار وضرب داعش".
وقال سرهيد، لـ"العربي الجديد"، إنّه "سيستغل المؤتمر لطرح وجهة نظره، والتي سيركّز خلالها على أهميّة توحيد صفوف العشائر وتسليح أبنائها".
وأكّد على "أهميّة العمل بجديّة والتنسيق والتعاون المشترك بين العشائر لتحقيق مصلحة المحافظة"، مبينا أنّ "عشائر المحافظة جادّة بتحريرها من داعش، وأنّهم يمدّون أيديهم لكل من يحرص على تحرير الأنبار، سواء أكانت الحكومة أم الجانب الأميركي، لكنّ الأهم الجديّة في العمل والتعاون".
من جهته، اعتبر عضو مجلس عشائر الأنبار الشيخ محمود الجميلي، أنّ "قضية تحرير الأنبار لا تحتاج إلى مؤتمرات، بل إلى دعم وتسليح".
وقال الجميلي لـ"العربي الجديد"، إنّه "سيحضر المؤتمر لأجل لأن يكون خارج إطار العشائر الأنبارية فقط"، مستدركا بالقول "لكنّني على يقين بأنّ المؤتمرات لا جدوى منها".
وأشار إلى أنهم "اليوم بحاجة إلى تسليح لكافة أبناء العشائر الذين تطوّعوا لقتال داعش، والذين لم يحصلوا على السلاح الكافي حتى الآن"، مبينا أنّ "المعروف للجميع أنّ عشائر الأنبار متحمسة لطرد داعش وعودة عوائلها النازحة بأسرع وقت".
وأكّد على "أهمية التسليح السريع للعشائر بالسلاح الذي يكون على قدر عددهم وعلى قدر المعركة التي تنتظرهم، والإعداد الجيّد للمعركة، لأنّها ستكون معركة الحسم".
وكانت مصادر عسكرية ومحلية عراقية قد كشفت، قي وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عن حراك أميركي واسع تمهيداً لمعركة تحرير الرمادي ومنح العشائر دوراً أكبر فيها، بعد فشل القوات العراقية المشتركة، ممثّلة بالجيش ومليشيات "الحشد الشعبي"، في استعادة محافظة الأنبار من تنظيم داعش، على الرغم من المعارك المستمرة، منذ شهرين، والتي لم تسفر عن تحقيق أي تقدم يُذكر مقابل ما ترتّب عليها من خسائر كبيرة في صفوف الجيش والمليشيات.
اقرأ أيضا: العراق: ازدياد عدد الجرائم بالبصرة بعد عودة مليشيا "الحشد"