انطلقت أعمال مؤتمر دولي حول اليمن في واشنطن، اليوم الإثنين، بمشاركة نخبة من السياسيين اليمنيين والباحثين والمسؤولين الغربيين، وعلى رأسهم المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، ومديرة منظمة (DAWN)، سارة ليي وايتسون، وعميد كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورجتاون، جويل هيلمان.
وركز المؤتمر، الذي نظمته مؤسسة توكل كرمان ومركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون ومنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن "داون"، على بحث حالة الحرب الحالية في اليمن وسبل إنهائها، وصولاً إلى تحقيق السلام الدائم والديمقراطية، وكذلك تحقيق العدالة الانتقالية، وإعادة بناء اليمن بعد إنهاء الصراع.
وقال المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، إن واشنطن "ملتزمة بإيجاد حل للأزمة في اليمن، رغم عدم وضوح تصورات التوصل إلى السلام، وأن الولايات المتحدة تعتقد أن عام 2023 سيقدم فرصة لإنهاء الصراع بشكل نهائي".
وأكد ليندركينغ أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، "مهتم بالتوصل إلى سلام في اليمن، وإنهاء الصراع بعد أكثر من 8 سنوات من الحرب، التي تسببت في انهيار الاقتصاد اليمني ومزقت المجتمع".
وأفاد المبعوث الأميركي بأنهم يعملون مع سلطنة عمان وينخرطون مع السعودية لإنهاء الحرب. ونبه إلى أن الواقع: "معقد جداً، رغم انخفاض وتيرة المعارك، خلال عام 2022 وتقلص أعداد الضحايا، ولكن هذا لا يكفي، وأمل اليمنيين إيجاد حل دائم للصراع".
ولفت إلى أن "مطالبات الحوثيين هي ما أدت إلى تفاقم الصراع وفشل جهود الهدنة، وخلال الفترات الأخيرة فاقمت هجمات الحوثيين على الموانئ من الأزمة".
وأكد ليندركينغ أن عملية السلام "يجب أن تشمل اختراقات بشأن حقوق الإنسان، وهذه العملية تحتاج إلى جهود قوية لاستعادة تأهيل اليمن بدعم من المجتمع الدولي، والتعاون مع بقية الدول في المنطقة من خلال عملية شاملة".
توكل كرمان: اليمن بلد يصعب اقتلاعه
في المقابل، طالبت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، العالم بإنقاذ اليمنيين من المعاناة المستمرة منذ 8 سنوات.
وقالت كرمان إن اليمن "يعاني من الانقلاب والحرب، ويعيش الملايين تحت إهانات مليشيا الحوثي وبقية أدوات الاحتلال المعلن على اليمن من قبل التحالف السعودي – الإماراتي".
وذكرت أن "استمرار الأسلوب القائم في ملف التعامل مع اليمن من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة يجعل السلام غير ممكن".
وأشارت إلى أن جهود المجتمع الدولي "تقود إلى أن هناك رغبة واضحة بترك اليمن لمليشيا الحوثي من جانب والتحالف من جانب آخر، والنتيجة أن القوى العظمى والحكومات الغربية قاموا بشكل خفي أو علني بدعم استمرار حرب التحالف ضد اليمن واحتلال اليمن، وهذا غير مقبول".
وتابعت توكل كرمان قائلة: "الحرب القبيحة في اليمن يجب أن تتوقف، وإنهاء الجرائم التي تحدث، ونحن هنا اليوم للتعريف بشروط إنهاء هذه الحرب، لكي لا يتمكن من تلاعبوا بالبلاد من مفاجأتنا بالظهور وكأنهم رواد سلام ومتعاونون مع الأيادي الخارجية".
وشددت كرمان على أن الحرب لن تنتهي في اليمن بصفقات بين قادة الحرب والمعادلة بينهم ومشغليهم، ومن المهم أن تنتهي بضمانات لإعادة الجمهورية وسيادتها، ورفض أي اتفاق سلام يؤذي وحدة اليمن.
وأكدت أيضاً على أهمية المعرفة المباشرة بالقضايا اليمنية، ووضع الأولوية لحماية المدنيين، واحترام السيادة اليمنية وإنهاء الحرب والعنف وفوضى السلاح، وضمان أن تكون الدولة صاحبة الحق في امتلاكه، وإقامة نظام ديمقراطي.
وفي السياق، لفتت رئيسة مركز الدراسات العربية، فيدا أديلي، إلى أن اليمن يمر بعد 8 سنوات من الحرب بـ"عملية تدمير كبيرة وقد كلفت ربع مليون شخص".
وبينت أديلي أن الأزمة "أنتجت مشاكل كارثية، وهناك الملايين يهددهم الجوع، وآخرون تشردوا من منازلهم".
بدورها، أوضحت المديرة التنفيذية لمنظمة DAWN، سارة ليي وايتسون، أن المؤتمر يمثل فرصة فريدة تتيح لقاء خبراء يمنيين ودوليين من خلفيات متنوعة وخبرات متخصصة، مضيفة أن "جميع المشاركين يتمتعون بمهن مميزة وخبرة واسعة في الشؤون اليمنية، وقد أظهروا تفانيهم الدائم والمستمر من أجل يمن ينعم بالديمقراطية والسلام".
وتضمن المؤتمر أربع جلسات نقاش لتقييم مواضيع متفرقة عن الوضع الحالي في اليمن، وعن تحقيق السلام الدائم والديمقراطية، والعدالة الانتقالية، ودور المجتمع الدولي، وذلك من خلال استضافته 5 متحدثين رئيسيين (نائب رئيس مجلس النواب اليمني عبد العزيز جباري، وخالد اليماني وزير الخارجية الأسبق، ووزير النقل اليمني الأسبق صالح الجبواني، ومحافظ سقطرى السابق رمزي محروس، وعصام شريم عضو مجلس الشورى اليمني).