مؤتمر "الاتحاد الاشتراكي" المغربي يمهد لولاية ثالثة لزعيمه إدريس لشكر

29 يناير 2022
يعيش الحزب على وقع خلافات حادة وصل صداها إلى ردهات المحاكم (تويتر)
+ الخط -

باتت الطريق سالكة أمام الكاتب الأول لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" (أكبر حزب معارض في المغرب)، المنتهية ولايته، إدريس لشكر، لقيادة الحزب لولاية ثالثة على التوالي، بعد استبعاد أبرز منافسيه من السباق الانتخابي.

وأعلنت لجنة التأهيل في المؤتمر الوطني الـ11 للاتحاد الاشتراكي، ليل الجمعة، أن المنافسة على منصب الكاتب الأول للحزب ستنحصر بين الكاتب الأول المنتهية ولايته، وعضو الحزب المقيم في إسبانيا، طارق سلام. فيما أُسقِط اسم البرلمانية السابقة حسناء أبو زيد، التي كانت من أبرز المنافسين للشكر، من لائحة المرشحين للكتابة الأولى للحزب الاشتراكي بسبب "تغيبها" عن المؤتمر، كذلك استُبعِد كل من الوزير السابق وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي عبد الكريم بنعتيق، وعضو المجلس الوطني محمد بوبكري، والرئيس السابق للكتلة النيابية للحزب شقران إمام، بعد أن سحبوا ترشيحاتهم.

وبقرار لجنة التأهيل في المؤتمر، يكون لشكر قد ضمن إعادة انتخابه على رأس "الاتحاد الاشتراكي" لولاية ثالثة، خلال الاقتراع الذي سيجري السبت، في ظل وجود منافس مغمور ينظر إليه على أنه مجرد "أرنب سباق".

وكان لشكر قد مهّد لعودته إلى زعامة الحزب، بعد أن أقرّ المؤتمر الوطني، المنعقد الجمعة، بمدينة بوزنيقة (جنوب العاصمة المغربية الرباط)، بالإجماع، على المقرر التنظيمي، الذي مُنح بموجبه الكاتب الأول ثلاث ولايات عوض اثنتين، كما كان سابقاً.

وسبق للشكر أن صرّح أكثر من مرة بأنه غير معنيّ بالترشح من جديد لقيادة الاتحاد الاشتراكي، خاصة أن قوانين الحزب لا تسمح بأكثر من ولايتين، لكنه عاد وأعلن في برنامج إذاعي أن "المؤتمر سيد نفسه".

وفيما يشدد أنصار لشكر على أن إعادة انتخابه على رأس الحزب ستمكن من مواصلة إعادة قوة الحزب التنظيمية والسياسية والانتخابية، يرى أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، رشيد لزرق، أن المؤتمر "يتجه نحو إقرار سيطرة إدريس لشكر وهيمنته، وهو ما يضرب في العمق الفكرة الاتحادية التي لا يمكن أن تلخص في شخص، مهما كان دوره في الهرم التنظيمي، لأن قوامها في تنوعها من حيث الرؤى".

وأوضح لزرق، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذا التنوع لا يمكن احتواؤه من خلال الزعيم الفرد، لأن جوهر الفكرة الاتحادية في عمقها الديمقراطي الحداثي يميل إلى ممارسة التعاقد كقيمة سياسية، وإعمال الديمقراطية كفعل يومي وممارسة داخلية، لافتاً إلى أن "توجه المؤتمر الـ11 نحو تكريس نموذج حزب الشخص يناقض روح الدستور وتوجه البلاد نحو تكريس الخيار الديمقراطي".

ويعيش "حزب الاتحاد الاشتراكي" منذ أسابيع، على وقع خلافات حادة وصل صداها إلى ردهات المحاكم، على خلفية إقرار المجلس الوطني (برلمان الحزب) تعديلات على قانون الحزب اعتبرت على مقاس لشكر، وأنها تطوع القانون على هوى هذا الأخير وأنصاره، بعدما تحكم في مفاصل الحزب التنظيمية، كذلك فإنها تتعارض مع قيم الحزب، فيما يرى مؤيدو الكاتب الأول أن هذه التعديلات احترمت الشروط الديمقراطية والتنظيمية، وتعبّر عن أغلبية المجلس، ويبقى للمؤتمرين في المؤتمر القادم حرية الاختيار بين لشكر وغيره من المرشحين الآخرين لقيادة الحزب.

المساهمون