ليتوانيا تحسم خيارها بين الرئيس المنتهية ولايته ورئيسة الوزراء

26 مايو 2024
ليتوانيون يقترعون في الجولة الأولى من الانتخابات، فيلنيوس 12مايو2024(يوهن يرتشاك/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في ليتوانيا، يختار المواطنون بين الرئيس الحالي غيتاناس نوسيدا ورئيسة الوزراء إينغريد سيمونيت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، مع تركيز الحملة على الدفاع والأمن بسبب التهديدات الروسية.
- العلاقات الخارجية والسياسة الاقتصادية وحقوق الإنسان تشكل نقاط خلاف بين المرشحين، حيث يدعم نوسيدا مواقف محافظة بينما تؤيد سيمونيت حقوق المثليين.
- ليتوانيا تواجه تحديات أمنية مع الوجود العسكري الروسي وتسعى لزيادة إنفاقها الدفاعي، مع توترات في العلاقات مع الصين بسبب تايوان، مما يؤثر على مواقف المرشحين تجاه بكين.

يتوجه المواطنون في ليتوانيا إلى مراكز الاقتراع، اليوم الأحد، للإدلاء بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، للاختيار بين الرئيس المنتهية ولايته غيتاناس نوسيدا ورئيسة وزرائه إينغريد سيمونيت، بعد حملة انتخابية ركّزت على قضايا الدفاع والأمن في مواجهة روسيا المجاورة. ويتفق المرشحان على ضرورة أن ترفع الدولة، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ويبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة، إنفاقها العسكري لمواجهة "تهديد" موسكو.

ويبدو نوسيدا، وهو مصرفي سابق في الستين من العمر، الأوفر حظاً للفوز بولاية رئاسية جديدة من خمسة أعوام، وهو توقّع الحصول على 75 بالمائة من الأصوات في الدورة الثانية. ونال الرئيس المنتهية ولايته 44 بالمائة من أصوات المقترعين في الدورة الأولى، متقدماً على سيمونيت التي نالت 20 بالمائة. ولم تجرَ استطلاعات للرأي منذ الدورة الأولى التي أقيمت في 12 أيار/مايو.

وتخوض سيمونيت (49 عاماً)، وهي مرشحة الحزب المحافظ، الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية، بعدما خسرت أمام نوسيدا في الدورة الثانية عام 2019. ويتشارك الرئيس مع الحكومة وضع السياسة الخارجية للبلاد ويمثّلها في قمم حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكن يتوجّب عليه أن يتشاور مع الحكومة والبرلمان في تعيين الموظفين الكبار في الدولة.

وفي حين تتشابه مواقف المرشحَين بشأن قضايا الدفاع، تختلف وجهات نظرهما بشأن قضايا أخرى في السياسة الخارجية، مثل العلاقة مع الصين والتي تشهد توتراً منذ أعوام بسبب تايوان.

وحضر بعض الليتوانيين باكراً إلى مراكز الاقتراع في فيلنيوس، وقال أرتوراس سامويلينكو إنه يؤيد سيمونيت لأنها "الأفضل بين الاثنين"، وتابع الرجل (34 عاماً) وهو متخصص في قطاع الإعلان، أن رئيسة الوزراء الحالية "ستدعم بشكل أكبر حقوق الإنسان". من جهتها، اختارت المتقاعدة أوسرا فيسنييوسكيني التصويت لصالح نوسيدا "فهو رجل ذكي، يتحدث لغات عدة، متعلّم، مصرفي"، وتابعت السيدة البالغة 67 عاماً "أريد رجلاً يتولى القيادة، خصوصاً متى كان التهديد بالحرب كبيراً الى هذا الحد".

علاقة ليتوانيا مع موسكو وبكين

وتخشى الجمهورية السوفييتية السابقة في البلطيق، التي تُحيط بجيب كالينينغراد الروسي حيث الوجود العسكري الكبير، من أن تكون الهدف المقبل لموسكو، في حال خرجت منتصرة من حربها في أوكرانيا. وليتوانيا هي من الداعمين الأساسيين لأوكرانيا في مواجهة الغزو، ويشكّل الإنفاق الدفاعي 2.75 بالمائة من إجمالي الناتح المحلي لفيلنيوس. وهذا الأسبوع، تقدمت حكومة سيمونيت باقتراحات لرفعه إلى ثلاثة بالمائة، وتعتزم الحكومة استخدام هذه الزيادة لشراء دبابات وأنظمة دفاع جوي إضافية، واستضافة كتيبة ألمانية، في ظل عزم برلين على نشر نحو خمسة آلاف من جنودها بحلول عام 2027.

وأدت العلاقات المتوترة بين نوسيدا وحزب سيمونيت المحافظ الحاكم، إلى نقاشات في بعض الأحيان بشأن السياسة الخارجية لليتوانيا، خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقة مع الصين، حيث توترت العلاقات الدبلوماسية معها في 2021، عندما أجازت فيلنيوس لتايوان فتح ممثلية دبلوماسية تحمل اسم الجزيرة عوضاً عن الإجراء المعتمد تقليدياً باستخدام اسم العاصمة تايبيه لتجنّب إثارة غضب بكين.

وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتتعهد بإعادتها إلى كنفها بالقوة إن لزم الأمر. وردّاً على إجراء فيلنيوس، خفّضت الصين مستوى العلاقة مع ليتوانيا وأوقفت استيراد منتجاتها. وأثارت الخطوة جدلاً بين السياسيين الليتوانيين، وطالب بعضهم بتصحيح العلاقة مع الصين لصالح الاقتصاد المحلي. وفي حين يؤيد نوسيدا تغيير اسم الممثلية التايوانية، ترفض سيمونيت هذا الأمر.

إلا أن الناخبين يبدون اهتماماً أكبر بمواقف المرشحَين في مجال السياسة الاقتصادية وحقوق الإنسان. ويُعرف عن سيمونيت حسّها الفكاهي وأنها تكتب بنفسها منشوراتها على منصات التواصل الاجتماعي. وهي تحظى بدعم أكبر لدى الناخبين الليبراليين في المدن الكبرى، إضافة للمحافظين.

وتدعم سيمونيت خصوصاً الارتباط بين أشخاص من الجنس نفسه، وهي مسألة لا تزال تثير حساسية في البلاد، حيث غالبية السكان من المسيحيين الكاثوليك، وقالت لدى إدلائها بصوتها الأحد "أرغب في رؤية تقدّم أسرع، انفتاح أكبر... تسامح أكبر حيال الأشخاص المختلفين عنا".

أما نوسيدا، فيبدي موقفاً معتدلاً بشأن كل القضايا تقريباً، لكنه ما زال محافظاً في ما يتعلق بحقوق المثليين، وقال أثناء الإدلاء بصوته إن "الأعوام الخمسة الماضية أظهرت أنني حاولت تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسي".

(فرانس برس)

المساهمون